• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

رفض الخُطَّاب للتعلق بأحد الشباب

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 27/2/2011 ميلادي - 23/3/1432 هجري

الزيارات: 16873

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أريد أن أستفسر عن شيء قد حدث لي، وما تفسيره؟ وهل هي بشرى من الله؟ فأنا فتاة أبلغ الـ24 عامًا، وكان لي أحد أصدقائي بالجامعة، وكنت أعزه في الله، وعلاقتنا كانت علاقة احترام وأخوة، ليس ارتباطًا بالمعنى المفهوم، وغير ذلك، بل - كل فترة - ممكن نسأل على بعضٍ في التليفون، ليس أكثر، وهو مسافر بإحدى الدول العربية، وواللهِ إني أحس دائمًا أنه نصيبي؛ حيث حدثت لي أشياء جعلتني أحس بهذا الإحساس، وعندما يتقدم لي الخطاب، أحس أن الموضوع لن يكتمل؛ لأن نصيبي في زميلي هذا، وفعلًا الموضوع لا يكتمل، وفى إحدى المرات تَقَدَّمَ لي أحدهم، وعند وقت السحر - في الثلث الأخير من الليل - تَهِجَّدْتُ إلى الله بالصلاة والدعاء والدموع، وأعلم أن الله - في هذه اللحظة الروحانية - قد سَمِعَنِي، وَتَقَبَّلَ دعائي؛ حيث دعوت أني أحس بأن زميلي هذا هو نصيبي، وأن العريس المتقدم الآخر ليس نصيبي، ودعوت: يا رب لو زميلي هذا نصيبي – فعلًا – اجعله يتصل بي في صباح هذا اليوم، وسأعرف وقتَها أن الشخص الآخر ليس من نصيبي، وفعلًا في صبيحة هذ اليوم، فوجئت بزميلي يتصل بي علمًا أنه لم يتصل بي - منذ وقت طويل - من الدولة التي يعمل بها، وأحسست بشيء غريب وقتها - في قدرة الله - علمًا أنه لم ينزل أجازة من وقت سفره حتى الآن، هل هذ وهم لديَّ؟ أم فعلًا بشارة من الله؟ أفيدوني أفادكم الله؛ والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته،،

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

اعلمي أيتها الأخت الفاضلة: أن الإسلام قد حرم أي علاقة بين الرجل والمرأة - خارج نطاق الزواج - وكم أحدثت هذه العلاقات المحرمة من مفاسد عظيمة؟! والشرع قد منع كل الأسباب والوسائل التي قد تفضي إلى الفساد؛ سدًّا للذريعة، ولهذا المعنى حرَّم اختلاط الرجال الأجانب بالنساء، نظرًا لما يترتب على هذا الاختلاط من فتن ومفاسد، وحذر النبي- صلى الله عليه وسلم - من الاقتراب من مواضع الفتن؛ كما في "الصحيحين" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ستكون فتنٌ؛ القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، من تشرَّف لها تستشرفه؛ فمن وجد ملجأً أو معاذًا فليَعُذْ به)).

 

حتى وإن كانت العلاقة باحترام وإخوة! – كما تقولين - فلا تباح، ولو كان في النية الزواج؛ فليس في الإسلام ما يعرف بالحب، والتعارف، والصداقة، والأخوة بين الجنسين؛ فديننا وأعرافنا تنهى عن ذلك، وكم خُدِعَ في هذا الطريق أناس لا يحصيهم إلا الله كثرة.

 

ثم من أعلمك أن هذا الشاب يبادلك ذلك الشعور، وتلك النية في الزواج، فأنت لم تطلعي الغيب، ولم تُكْشَفْ لك بواطن الأمور، ولم تخبرينا أنه صارحك بشيء من هذا، وإنما الظاهر من كلامك أنه محض حَدْسٍ وظن وتخمين منك، فلربما كنت تتعلقين بأوهام لا حقيقة لها، وَوَاقِعَةً فريسة للشيطان، يُلَبِّسُ عليك، ويفوت عليك فرص الزواج - الواحدة تلو الأخرى - فهل ترضين لنفسك ولحياتك المستقبلية أن تكون رهنًا على أمل قد يأتي وقد لا يأتي؟ وترفضي الخطاب من أجل سراب بقيعة؟! وهل السير وراء الأوهام التي تصورها النفس الأمارة بالسوء والهوى - هو العلاج الناجع والدواء الشافي؟ فالنفس البشرية لا تفتأ تتمنى وتشتهي وتتقحم عالم الأحلام والآمال، وتبني قصورًا من الخيال لا أساس لها، إلا تلك الأحلام، ثم لا يلبث كل شيء أن ينهدم؛ لأنه لم يكن مبنيًّا على الحقيقة والواقع، وحينئذ قد تقع الكارثة النفسية - لا قدر الله - فتداركي الأمر قبل الندم.

 

ثم رفضك لِلْخُطَّاب مخالف لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حين يقول: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وَخُلُقَهُ، فأنكحوه))؛ رواه الترمذي (1085)، وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي"، وهذا الحديث وإن كان خطابًا للأولياء، إلا أن المرأة تدخل فيه بالضرورة.

 

أُقَدِّرُ معك أن الإعجاب قد يقع بين الجنسين دون اختيار، وتتمنى النفس وتهوى الارتباط، كل هذا يعذر فيه المرء، ولكنه لا يعذر في العمل على تحويل الإعجاب لهاجس يلاحقه، ويلازم تفكيره، ويمده بالتخيلات والأحلام، ويتخذ مواقف عملية انطلاقًا من تلك الأحلام، وتحكمين على نفسك بالبقاء في انتظار من لا تدرين: هل هو يلتفت لذلك أصلًا؟ أم لم يطن له على بال؟ وأنت تنتظرين حُلْمًا مُتَوَهَّمًا قد لا يتحقق.

 

أَمَّا إن كنت تعلمين أنه يرغب في الزواج منك، وكان على قدر من حسن الخلق والدين – وإن كان الظاهر خلاف هذا - فاطلبي منه أن يتقدم لوالدِكِ للزواج منك، مُلْقِيَةً المسؤولية عليه، فإن كان جادًّا في الأمر، فسيظهر منه في صورة عملية، ويكون قد صدق حَدْسُكِ - بعد تحريك الماء الراكد - ومصارحة ذلك الشاب، وَيَتَقَدَّمُ لخِطبتك.

 

وإن كان الأمر مجرد علاقة أخوية! بين شاب وفتاة، وهو ينوي أن يتزوج بغيركِ، فإنه سيتعلل بأي شيء، ويظهر الرفض أيضًا في صورة عملية، وحينَها لا عذر لك في استمرار العلاقة، ولا حجة في رفض الخطاب، بل الواجب قطع العلاقة فورًا، وبدون تَرَدُّدٍ، بعد أن تكوني تيقنت من عدم جدية تعليق فتاة لنفسها، وتمنيها بالزواج من رجل ربما جاءها، وربما انصرف عنها، ولا تسمحي لنفسك برفض الزواج من غيره، واصرفي الخاطر عن الاشتغال بذلك الشاب، ولا تسمحي لنفسك بالخوض والتفكير فيه، واقطعي كل ما يمكن أن يذكرك به، وستجدين قلبَكِ قد تحرر من تلك الأوهام.

 

كما قال الشاعر:

 

سَوْفَ تَرَىَ إذا انجلى الغُبَارُ ... أَفَرَسٌ تَحْتَكَ أَمْ حِمَارُ

 

والله أسأل أن يلهمك رشدك، ويعِيذَكِ من شر نفسك، ومن شر كل ذي شر،، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة