• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

زوج شارد

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 22/2/2011 ميلادي - 18/3/1432 هجري

الزيارات: 12899

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أنا متزوجة من سنة وشهر، ولدي طفل، وزوجي - ولله الحمد - حافظ لكتاب الله – عز وجل - وإمام بالمسجد، ومدرس بحلقات التحفيظ، ولكن لاحظت عليه بعض التصرفات التي ضايقتني، ولا ترضي الله - عز وجل - ولم أصارحه بها؛ لأنه إنسان حساس جدًّا، وأريد منكم أن تساعدوني في كيفية مصارحته، وأن تبينوا لي ما العمل في مثل هذه التصرفات.

 

اكتشفت أن زوجي يرى في النت صور بعض الشباب اللوطيين - حفظكم الله - من شرور وفتن الزمان، ومرة كنت عند أهلي فأرسل لي رسالتين بالغلط، ومكتوب فيها بعض الأمور التي تأتي بالشك، أنا لا أشك أن له علاقة مع فتاة أخرى، ولكن الرسالتان كانت لشباب، وفيها كلام حب وغرام، وأنا مصدومة منه.

 

أرجوكم ساعدوني، وردوا عليَّ في أسرع وقت ممكن.

 

بارك الله في جهودكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فالاستخدام السيئ للإنترنت، أصبح شرًّا مستطيرًا، يؤرق عددًا ليس بالقليل من الأسر المسلمة، وكم هَدَمَ من أُسَرٍ هانئة، فبعثر شملها، وبدد أمنها، وكم أضل أقوامًا بعد هدايتهم؛ بدخولهم على ما ينافي الشرع والخلق الرفيع، ومحادثة أهل الفسق والفجور، إلى غير ذلك من المستنقعات والقاذورات، والانحلال الخلقي المدمر للخامة البشرية؛ نسأل الله السلامة والثبات لجميع المسلمين.

 

ولتعلمي - رعاك الله - أن الإنسان مجبول على الخير والشر، ومهيأ للهدى والضلال، والشهوة مخلوقة فيه، مركوزة في نفسه، وهو ظلوم جهول، والبشر – جميعًا - يتقلبون بين الخير والشر، حتى ينقضيَ أجلُهُم، فالله - تعالى - لم يجبل الإنسان على الإيمان والطاعة - لا يعرف غيرهما – كالملائكة، ولم يمحضه للشر والمعصية - لا يعرف غيرهما – كإبليس، وليس في الخلق من هو معصوم، إلا من اصطفاه الله وعصمه، فاكتنفته العصمة، وضربت عليه سرادقات الحفظ، فهؤلاء أقل أفراد النوع البشري، وهم خلاصته ولبه.

 

أقول هذا ليس تهوينًا من المعاصي، ولا تخفيفًا من قبحها، ولكن حتى لا نستسلم لليأس من الصلاح، ولا نصاب بالإحباط القاتل، إن ابتلي بشيء من هذه القاذورات من نعده من أهل الإيمان، أو من نراه قدوة، فكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، ولا يتم الابتلاء والاختبار إلا بذلك، وإنما يثاب على مجاهدة النفس والشيطان والهوى؛ لقمع سطوة النفس، ولذلك؛ صح عن الصادق المصدوق: أنه قال: ((والمجاهد من جاهد نفسه في الله)).

 

إذا أدركتِ ما ذكرنا، فعلاج كبوة زوجك يحتاج منك للتفكير الجدي، مع البدء بمعركة إصلاح، معركة تتسلحين فيها بالصبر الجميل، وتَكرار المحاولات التي سنذكرها، مع التحلي باللطف واللين، تبدئين ذلك بجلسة مصارحة، بكل ما عندك من المعلومات التي أورثتك الارتياب، وحاولي الوصول في النقاش الهادئ لكشف هل عنده ميول للشذوذ، أم أنه شاذٌّ فعليًّا، فحاولي إقناعه بمراجعة طبيب نفسي، وأشعريه بوقوفك معه، حتى يخرج من محنته، فلو آنست منه محافظة على وجاهته عندك، وحرصًا على عدم سقوطه من عينك، فساعديه على هذا؛ لأن الغرض ليس إثبات التهمة عليه، وإنما إخراجه من تلك الحفرة، كأن تقولي له: ربما يكون جهازك مخترقًا من الهكرز الذين يتعمدون إيذاء الناس، ولعل بهذا ينتبه لخطورة خطئه، ويرعوي ويعود لرشده.

 

ساعديه على التوبة، والعودة لله - تبارك وتعالى - باستخدام الذكاء الأنثوي المعروف، وبطرق غير مباشرة، فكم هدى الله من رجال شاردين، وردهم - بحسن تدبير زوجاتهم - فللصدق في نفع الآخر تأثير غريب، كما أن الكلام والنقاش لن يجدي حتى تمتلكي قلبه بحب لا يدعه يفكر فيما ذكرت، وكم من أزواج كانوا على فظائع أقبح مما قلت، أصلحهم الله بصبر زوجاتهم، وشفقتها عليهم، ومثابرتهن وحرصهن على إصلاحهم.

 

ليكن - دائمًا - أمامك حكم ما يعانيه زوجك من غزو فكريّ غربي إباحي، وهو ما يدفع لفعل الأفعال الشاذة، ومن ثم يحتاج الأمر إلى وقت لعلاجه، والفطام منه، فلا تدخري جهدًا، واحتسبي الأجر من الله، فهو - سبحانه - لا يضيع أجر المحسنين.

 

حاولي إيجاد صحبة صالحة ملتزمة بالشرع لزوجك، كأحد الأقارب أو الأصهار، أو زوج صديقة لك؛ لأن أكثر الناس – ومع شديد الأسف - يخضع للرقابة الاجتماعية، أكثر من خضوعه للرقابة الذاتية، وهذا سر عدم مجاهرته بالمعصية؛ لوجود صلاح داخلي، ولكن مصحوب بضعف في المراقبة.

 

أعلمُ أن مشقة ما ذكرتُهُ لك: من سعي لهداية زوجك، والفرار به إلى الله، هي مشقة الصبر لحكم الله، حتى يأتي وعده بالفرج، في الوقت الذي يريده بحكمته، وفي الطريق مشقات كثيرة: كمشقة جعل النفس مستسلمة لأمر الله، راضية مستقرة مطمئنة إلى وعد الله الحق، لا ترتاب، ولا تتردد - في قطع الطريق للإصلاح - مهما كان الجهد الناصب، والتضحيات النبيلة المطردة، كيف لا وهي مهنة الرسل وأتباعهم الصادقين في كل جيل؟!

 

فاستعيني بالله ولا تعجزي، واصبري، وأكثري من الدعاء لزوجك بالتوبة والصلاح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة