• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أفكر في الطلاق من زوجي

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 8/8/2017 ميلادي - 15/11/1438 هجري

الزيارات: 21384

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

امرأة حياتها شبه منفصلة عن حياة زوجها تُفكر في طلب الطلاق منه بعد ثلاثين عامًا من الزواج؛ لأن نفسها عافت العيش معه.

 

♦ التفاصيل:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة عمري (60) عامًا، لديَّ أبناء وبنات في عمر (30) عامًا، مشكلتي التي أعاني منها هي رغبتي في الانفصال عن زوجي؛ لأن نفسي تعاف العيش معه، ولم أعدْ أستطيع تقبُّله بسبب تراكماتٍ من بداية زواجنا، لكني صبرتُ مِن أجل أولادي.


زوجي ليس بالشخص السيئ، لكن نفسي لا تقبله لصفات ربما لا يراها البعض شيئًا، لكني أراها صفات سيئة؛ منها: أنه لا يُصلي في المسجد إلا صلاة الجمعة فقط، ويقول بعدم وجوب الجماعة، حتى في رمضان لا يَحرص على التراويح.


وأيضًا تفريطه في مسؤوليته؛ فهو كالغائب عن البيت، كل يوم يخرج صباحًا ولا يعود إلا آخر الليل للنوم، ولا يسأل عن أحدٍ، ولا يعلم عن أولاده شيئًا، ولا همَّ له إلا العمل.


نحن نعيش إلى الآن في بيت بالإيجار، ومستواه بسيط، رغم أنَّ زوجي يستطيع شراء بيت ولو بالتقسيط، ولكنه يرفض ذلك، ويدَّعي عدم قدرته، ودائمًا يُظهر أنه فقير وعليه ديون، رغم أن راتبه كبير جدًّا.


زوجي لا يقصِّر في نفقة البيت، لكنني منذ أن تزوجته لم يفكِّرْ مرة في شراء هدية لي، ولم يُعطِني مبلغًا من المال في يدي!

حياتنا الآن شبه منفصلة انفصالًا تامًّا، غير أننا في بيت واحد، حتى السلام لم يعد يُلقيه عليَّ إذا لقيني، ولَم يَعُدْ يهمني لأن نفسي غير قابلة للعيش معه، فأتمنى أن تشيروا عليَّ: هل أطلب الطلاق أو أستمر على هذا الحال؟


مشكلتي الثانية مع أولادي؛ فهم كبار بالغون، لكنهم لا يُحافظون على الصلاة؛ فهم يُصلون أوقاتًا وفي أوقاتٍ أخرى ينامون عنها، وخاصة صلاة الفجر!


تعبتُ معهم، ونصحتُهم كثيرًا، وإذا غضبتُ منهم يقولون: نحن أفضل مِن غيرنا، فكثير من الناس لا يُصلي!

فهل عليَّ إثم لتقصير أولادي؟ وهل يجب عليَّ إيقاظهم مع أنهم يَستيقظون لأعمالهم بأنفسهم؟! وهل معنى قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164]، أنه ما عليَّ إلا وزر نفسي، وليس عليَّ إثم تفريط أولادي في الصلاة وغيرها من العبادات؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فشكر الله لك أيتها الأخت الكريمة صبرك وتحمُّلكِ لزوجِك، وحرصَكِ على مصلحة وهداية أبنائك، وجزاكِ الله خيرًا على رغبتك الصادقة في نجاتهم، وأسأل الله أن يُصلِح زوجَكِ ويهدي أبناءك حتى تقرَّ عينك بهم.


أما الاستمرار في حياتك الزوجية من عدمه، فإن الجزم بأحد الاحتمالين ليس بالأمر الهيِّن، غير أننا كما تعودنا في مثل هذه المشكلات الشائكة أن نُرجعها للقواعد الشرعية والعقلية، والتي منها المفاضلة بين المصالح والمفاسد، وأيهما رجحت كفته عملنا به بغير تردُّد.


فدعينا أولًا - سلَّمكِ الله - ننظر للمفاسد المترتبة على استمرار الحياة مع زوجك - هداه الله وشرَح صدره - وهو مُصرٌّ على تلك الصفات التي لا تقبَلها نفسُكِ، وكثير منها أنت على حقٍّ في موقفك منها، تلك المفاسد أنت قد اعتدتِها، بل وتكيَّفتِ معها، أو بمعنى أدق: أصبح عندكِ قدر كبير من السلام النفسي تجاهها، وهذا ظاهر في اللغة التي كتبتِ بها الرسالة.


إذًا فالمفسدة الكبرى من استمرار الحياة الزوجية في ظنِّي أنها ضعيفة، كما أن مسؤوليتك الشرعية تجاه زوجك مُنتفية؛ لأن الذي يظهر مِن حالكما أنكما مُتوافقان على تجميد الحياة هكذا، وأنتِ قد أدَّيتِ ما عليك تجاهَه، فقمت بنُصحه فيما هو مقصِّر فيه.


أما الوجه الآخر من تلك النقطة - أعني: مصالح استمرار الحياة - فأظنُّكِ تعرفينها وتراعينها، وهذا هو سر صبرك وهدوء نفسك، فأنت قدَّمتِ مصلحة الأبناء في تماسُك الأسرة على مصلحتك الشخصية، وهو حنو الأم الرؤوم وعطفها وتفانيها، فجزاك الله خيرًا.


أما في حال الانفصال فإن كانت المصلحة المترتِّبة عليه هي هدوء النفس وراحة البال فقط، وإلا فلا أظنُّك سوف تفكِّرين في إقامة حياة جديدة مع زوج آخر، ثم تلك المصلحة القليلة ستُعارض بما يُنغِّصها من تمزيق الأسرة، وتحمُّل الأبناء قدرًا كبيرًا من المعاناة ربما لاحَقَهم بعد أن يتزوَّجوا كما هو مُشاهَد في الأحوال المشابهة؛ حيث يُعيَّر الأبناء بهذا سواء الذكور أو الإناث، وهذه هي أكبر مفسدة في حال قرَّرتُما الانفصال.


الأخت الكريمة، أنت في حاجة أن تَختلي بنفسك، وتستجمعي قوتك النفسية والقلبية، وتُقارني بين ما ذكرتُه لك، وإن كان الظاهر عندي هو أن تستمرِّي في الحياة، مع البحث عما تُجدِّدين به حياتك مِن صحبة طيبة، وممارسة الأنشطة المباحة والمستحَبَّة، فهذا سيُعينكِ كثيرًا في قرار الاستمرار.


أما دعوةُ الأبناء للخير ونُصحهم، فهو بلا شك مِن الأمور الواجبة بالحكمة والموعظة الحسنة، مع صدق اللجْء إلى الله تعالى أن يُصلحهم ويشرَحَ صُدورهم.


فأبناؤكِ في مرحلة عمرية لا يُتصوَّر فيها قَهرُهم على الصلاة ولا إكراهُهم على ما لا يُريدون، وإنما هي النصيحة، وتأليف قلوبهم والسعي الحثيث على هدايتهم.

أسأل الله أن يُصلِحَ لك زوجَكِ وأبناءك، وأن يُجنِّبنا الفِتَن ما ظهَر منها وما بطَن





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة