• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

دعاء الابن للأب المتوفى

دعاء الابن للأب المتوفى
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 27/7/2017 ميلادي - 3/11/1438 هجري

الزيارات: 87876

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

سائل يسأل عن حديث: ((إذا مات ابنُ آدمَ انْقَطَعَ عملُه إلا من ثلاثٍ...))، ويريد معرفة أثَرَ دعاء الابن لأبيه.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات ابنُ آدمَ انْقَطَعَ عملُه إلا مِن ثلاثٍ: صدقة جارية، أو عِلم ينتفع به، أو ولَدٍ صالح يدعو له)).


أودُّ منكم مزيدَ شرح لهذا الحديث، فيما يخص الشطر المتعلق بالولد الصالح؛ فقد قرأتُ أنَّ الوالدَ ينتفع بدعاء ولده، ولكن أليس شرطُ الانتفاع أن يكونَ الشخصُ نفسه صالحًا كي ينتفعَ بدعاء ابنه؟


وكيف يحكم الشخص بصلاح حالِه، وهو لا يُعلم أقُبِلَت أعماله أم رُدَّت عليه؟ وما حُكم مَن يودُّ قَطْع نسْلِه خوفًا مِن ولَدِ السَّوء؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلا خلافَ بين أهلِ العلم أنَّ الوالدَ ينتفع بدعاء ولَدِه، وغيره مِن الأعمال الصالحة، مما يعود نفعُه إلى الأب؛ كما قال في الحديث الذي ذكرتَه - أيها الابن الكريم - في رسالتك؛ فالثلاثةُ المذكورةُ في الحديث أعمالٌ للأب، باقيةٌ له بعد موته، ولا يشترط في استجابة دعاء الابن صلاحُ الأب، وإنما يُشترط أن يكونَ مُسلمًا في الجملة، بمعنى أنه يأتي بأركان الإسلام ولم يَتَلَبَّسْ بناقضٍ مِن نواقض الإيمان.


بل إنَّ الدعاء مَقبولٌ مِن كلِّ مَن دَعا به، سواء كان قريبًا أو أجنبيًّا، وتأمَّلْ - سلمك الله - ما أخبر به سبحانه أن الملائكةَ يدعون للمؤمنين بالمغفرة، ووقاية العذاب، ودخول الجنة؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [غافر:7 - 9].


ومما يُظهر لك عدم اشتراط الصلاح لقبولِ الدعاء - سواء مِن الابن أو غيره -: أنَّ صلاة الجنازة واجبة لكلِّ مَن مات من المسلمين.


هذا؛ وقد بيَّن شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة الحكمةَ مِن تخصص هؤلاء الثلاثة في الحديث السابق؛ فقال في مجموع الفتاوى (24/ 311 - 312): "فذِكْرُ الولد ودعاؤه له خاصَّانِ؛ لأنَّ الولدَ مِن كسبه؛ كما قال: ﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾ [المسد: 2]، قالوا: إنه ولده، وكما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إن أطيب ما أكل الرجل مِن كسبه، وإنَّ ولَدَه مِن كَسْبه))، فلمَّا كان هو الساعي في وُجود الولد؛ كان عمَلُه مِنْ كَسْبِه، بخلاف الأخ والعم والأب ونحوهم؛ فإنه ينتفع أيضًا بدعائهم، بل بدعاء الأجانب، لكن ليس ذلك مِن عمَله، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قال: ((انْقَطَعَ عمَلُه إلا مِن ثلاث...))، ولم يقلْ: إنه لم ينتفعْ بعمَل غيره، فإذا دعا له ولده، كان هذا مِن عمله الذي لم ينقطعْ، وإذا دعا له غيره لم يكن مِن عمله، لكنه ينتفع به"؛ اهـ.


أما استفسارك - أيها الابن الكريم - كيف يحكم الشخص بصلاح حاله؟

فالأَولى أن تقولَ: كيف أرجو الله تعالى وأخافه وأدعوه؛ فإنه لا يستطيع أيُّ أحد أن يحكمَ على نفسه أنه مِن الصالحين إلا المنافقون، سلَّمنا الله، فالمؤمنُ يعمَلُ بطاعة الله ما يُقربه إليه، ويُسارع ويجتهد في كل خير، ويخاف أن تُرَدَّ عليه ولا تقبل منه؛ كما وصفه الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 60]، بخلاف أهل الكفر والنفاق، الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ﴾ [مريم: 77]، وقال: ﴿ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ﴾ [الكهف: 36].


وفي الختام أدعوك لتأمُّل ما قاله الإمامُ ابن القيِّم في وصف سادات الأولياء مِن الصحابة رضي الله عنهم، في كتابه صفات المنافقين ص 20: "تالله لقد قَطَعَ خوفُ النفاقِ قلوبَ السابقين الأولين؛ لعلمِهم بدقِّه وجلِّه، وتفاصيله وجُمَلِه، ساءتْ ظنونُهم بنفوسهم، حتى خشوا أنْ يكونوا مِن جملة المنافقين؛ قال عمر بن الخطاب لحذيفة رضي الله عنهما: "يا حذيفة، نشدتُك بالله، هل سمَّاني لك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منهم؟! قال: لا، ولا أزكِّي بعدك أحدًا".


وقال ابن أبي مُليكة: "أدركتُ ثلاثين مِن أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم؛ كلُّهم يَخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحدٌ يقول: إن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل"؛ ذكره البخاري.


أما مَن يرغب في قَطْع النَّسْل خوفًا مِن ولد السَّوء، فلا يجوز؛ لأنَّ الشريعة الإسلامية تُرغِّب في انتشار النَّسْل وتكثيره؛ لكونه نعمةً كبرى، وتأمَّلْ - سلمك الله - دعاءَ عباد الرحمن: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].

أسأل الله أن يُلهِمنا رشدنا، وأن يُعِيذنا من شرور أنفسنا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة