• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أمي تدخن سرا

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 8/6/2017 ميلادي - 13/9/1438 هجري

الزيارات: 20267

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة رأت أمها تدخِّن سرًّا خوفًا مِن أبيها، وترجَّتها أمها أن تَستر عليها، ولا تدري الفتاة ماذا تفعَل؟!

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في العشرين مِن عمري، اكتشفتُ قدَرًا أنَّ أمي تشرب السجائر في الخفاء كي لا تقع في مُشكلة مع أبي!

ترجَّتْني أمي أن أستُرَ عليها، وألا أُخبر أبي، وأنا لا أريد إثارة النزاعات بين أمي وأبي؛ فأنا أحبُّهما كثيرًا، ولكن السجائر مضرَّة بالصحة كثيرًا أيضًا، فماذا أفعل؟


المشكلة الأخرى أنَّني أعطف على فتاة كفيفة بنيَّة الخير، وهذه الفتاة تَعتبرني صديقتَها وأختها، ونحن لسنا أصدقاء؛ فعلاقتي بها علاقة عطف فقط، وأنا الآن أشعُرُ بتأنيب الضمير تجاهها، وأخاف أن يُحاسبني الله على عدم صداقتي لها.

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فشكَر الله لك أيتها الابنة الكريمة حرصك على مصالح أمك الدينية والدنيوية، ولا يَخفى على مثلك أن برَّ الوالدين والإحسان إليهما والقيام بما أوجبه الله لهما مِن البر والصلة والصبر عليهما وتحمُّلهما - مِن أوجب الواجبات التي يُرجى مِن ورائها الأجر الجزيل؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43].


وكذلك نُصْح الوالدين إن ظهَر منهما تقصير في حق الله تعالى بالرِّفق والشفقة الزائدة، مع اتِّباع الخطوات اللازمة للنصيحة، مِن البر والطاعة والإحسان؛ ليكون النُّصح أوقَعَ في النفس، واستغلال المواقف والأوقات التي يكون أدعى فيها للاستجابة للنصح، والاستعانة بمن يُرجى أن يكونَ نُصحه مؤثرًا، وإحضار كتيب عن حكم وأضرار التدخين، مع الحذَر مِن الإحراج، أو جرح المشاعر، وتجنُّب الأساليب الاستفزازية، وأكثري مِن الدعاء لها بصدق وإخلاص.


أيتها الابنة الكريمة، بيِّني لأمك كيف أن التدخين محرم شرعًا؛ لكونه خبيثًا، ومشتملًا على أضرار كثيرة، ومفاسد عظيمة، والله عز وجلَّ إنَّما أباح لعباده الطيبات مِن المطاعم والمشارب وغير ذلك، وحرَّم عليهم كل خبيث؛ قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ﴾  [المائدة: 4]، ومعلوم لدى كل عاقل أن التدخين مِن جملة الخبائث؛ لكونه مشتملًا على مواد ضارة، وأن جميع العقلاء سواء من المسلمين أو الكافرين اتفقوا جميعًا على الاعتراف بأضراره الخطيرة، وأنه تجبُ محاربتُه؛ لما ثبت طبيًّا في أبحاث عالمية أن التدخين يسبِّب أنواعًا عديدة من السرطان، أخطرها سرطان الرئة، وهو نادرًا ما يصيب غير المدخنين، ونسبة الإصابة به تزداد بكثرة التدخين.


كما أنه يُسبب أيضًا سرطان الشفة، وسرطانات الفم، بما فيها اللسان، وسرطان الحنجرة، كما أن هناك دراسات تدلُّ على أن التدخين هو أحد مسبِّبات سرطان المرِّيء والمثانة، والتدخين يسبب تقلصًا في شرايين القلب؛ مما يسبب الذبحة القلبية.


وقد أظهرت الأبحاث الطبية - بطريقة غير قابلة للجدل - التأثير السيئ للتدخين على القلب وشرايينه؛ إذ إن مادة النيكوتين تذوب في اللعاب، وتمتص بواسطة الدم، وتسبب تقلصًا واضحًا في شرايين القلب وباقي شرايين الجسم، وقد قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، وقال: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]، وروى مالك في "موطَّئه" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ضرر ولا ضرار))، ومن القواعد المقرَّرة في الشرع: أن الضرر يُزال.


فالتدخين سمٌّ من السموم القاتلة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من تحسَّى سُمًّا فقتل نفسه فسُمُّه في يده يتحسَّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا))؛ متفق عليه.


فرغِّبي والدتك في التوبة إلى الله، والمبادرة بالإقلاع عن التدخين، وأن تعزم على ألا تعود إليه أبدًا، ولتطلب العون مِن الله تعالى، وبشِّريها بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه))، ونسأل الله تعالى أن يتوب عليها من تلك المعصية.


أما بالنسبة لعطفك على تلك الفتاة الكفيفة، فالله المسؤول سبحانه أن يجزيكِ خير الجزاء على ذلك، وهنيئًا لك أيتها الابنة الكريمة على تلك النفس العالية والروح الطيبة التي تتعامَلين بها؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تُدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ مِن أن أعتكف في المسجد شهرًا، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظَم غيظًا ولو شاء أن يُمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضًا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يُثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل))؛ والحديث حسنه الألباني رحمه الله.


وفي الصحيح عن أبي ذرٍّ قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: ((الإيمان بالله، والجهاد في سبيله))، قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: ((أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنًا))، قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: ((تُعين صانعًا، أو تصنع لأخرَقَ))، قال: قلت: يا رسول الله، أرأيتَ إن ضعفتُ عن بعض العمل؟ قال: ((تكفُّ شرك عن الناس؛ فإنها صدقة منك على نفسك)).


أمرٌ أخير أريد أن أنبِّهك إليه، هو أن تسألي نفسك عن سبب الحاجز النفسي الذي يمنعك من صداقة تلك الفتاة؟!

وحينما تتوصَّلين إلى الجواب كوني شجاعة مع نفسك، فإن كان الحاجز مجرَّد وهم نفسي فاجتهدي في تجاوزه، وإن كانت الحواجز حقيقية فلا تلومي نفسك فهذا أمر طبيعي، فلا يصلح كل أحد أن يكون صديقًا لأي أحد، وإنما هي أرواح تتعارَف وتتلاقى قبل أن تتلاقى الأجساد؛ كما في الصحيحين عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((الأرواح جنود مجنَّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)).

أعانَنا الله وإياكِ على فِعل الخيرات





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة