• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

هل يمكن أن تتبدل الأجناس يوم القيامة ؟!

هل يمكن أن تتبدل الأجناس يوم القيامة ؟!
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 25/12/2016 ميلادي - 25/3/1438 هجري

الزيارات: 23530

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

سائلٌ يسأل: هل يمكن أن تتبدَّلَ الأجناسُ يوم القيامة؛ أي: يتحوَّل الذكورُ إلى إناث، والإناثُ إلى ذكور؟!

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل يمكن أن تتبدَّلَ الأجناسُ يوم القيامة؛ أي: يتحوَّل الذكورُ إلى إناث، والإناثُ إلى ذكور، تبَعًا لقوله تعالى: ﴿ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ ﴾ [الزخرف: 71]؟!


الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فسلمك الله يا بني، وعافاك مِن تلك الأسئلة والخطرات والأفكار التي غالبًا ما يدفع إليها انحرافُ الفطرة، وحتى يتبينَ لك الجواب، سأذْكُر لك مقدمةً ضروريةً يَظْهَرُ بها الجواب.


تعلم أنَّ الله تعالى خلَق عباده الذكر والأنثى أسوياء، ورغبة الإنسان وميله إلى أن يكونَ غير جنسه انتكاسةٌ وانحراف عن تلك الفطرة السويَّة التي خَلَق عباده عليها؛ ففي الحديث القُدسي الذي رواه مسلم عن عياض بن حمار: ((وإني خلقتُ عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجْتالَتْهم عن دينهم))، وفي "الصحيحَين" عن أبي هُرَيْرة رضِي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما مِن مولودٍ إلاَّ يُولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه، كما تنتج البهيمةُ بهيمةً جَمْعَاءَ، هل تحسُّون فيها من جَدْعَاءَ؟!))، ثمَّ يقول أبو هُرَيْرة رضِي الله عنه: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 30].


فمَن انحرَفت فطرته، وعما جبله الله عليه مِن ذكورة أو أُنوثة، أو يحسب أنَّه أيضًا سينعم في الآخرة بما تَهواه نفسُه مِن انحراف عن جادة الفِطرة، فهو مِن تلاعُب الشيطان بالإنسان، ومن طمس البصيرة.


وقد عُلِم بالاضطِرار من دين الإسلام تحريمُ عدم الرضا عن هُويته الجنسية التي ولد بها العبد؛ لأنها تدفَع صاحبها إلى فاحشة الشذوذ.


إذا تقرَّر أنَّ عدم رضا العبد عن الهُوية الجنسية وتمنِّي أن يبعث يوم القيامة على غير جنسه سببُه الانحراف عن الفطرة، فإنَّ مَن مات على التوحيد وفي قلبه ذلك الفكر الشاذ ولم يَتُبْ منه، فلا يدخل الجنة حتى يُطَهِّره الله منه، فإن بَقِيَتْ منه بقيةٌ طهَّرته النار أعاذنا الله؛ حتى تنفي خبثه وتُصفيه من المواد الرديئة، كما تصفي النار خبث الذهب والفضة والحديد، فأهْلُ الجنَّة يطهِّرهم الله من الخبائث النفسيَّة، والأخلاق الرديَّة، والرَّغبات الدنية؛ قال تعالى: ﴿ لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ ﴾ [الطور: 23]، وذلك كما يُطَهِّر الله تعالى أهل الجنة بقلع وإزالة الغِل الذي كان موجودًا في قلوبهم، والتنافس الذي بينهم، حتى يكونوا إخوانًا متحابين، وأخِلَّاء متصافين؛ قال تعالى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ﴾ [الأعراف: 43]، وقد بَيَّن هذا الإمامُ ابن القيم في كتابه "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص: 20) وهو يتكلم عن دخول أهل التوحيد الجنة ما لم يعقه عن الفتح عائقٌ، قال: "اللهم إلا أن تكونَ له ذنوبٌ وخطايا وأوزارٌ لم يذهب عنه أثرُها في هذه الدار بالتوبة والاستغفار، فإنه يحبس عن الجنة حتى يتطهَّر منها، وإن لم يُطَهِّرْه الموقفُ وأهواله وشدائده فلا بد مِن دخول النار ليخرجَ خبثة فيها ويتطهر مِن درنه ووسخه، ثم يخرج منها فيدخل الجنة، فإنها دار الطيبين، لا يدخلها إلا طيبٌ؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ﴾ [النحل: 32]، وقال تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 73]، فعقب دخولها على الطيب بحرف الفاء الذي يُؤذن بأنه سبب للدخول؛ أي: بسبب طيبكم قيل لكم: ادخلوها.


ولما كان الناسُ على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبيث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب، كانت دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض، ودار الخبيث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان، ودار لمن معه خبث وطيب، وهي الدار التي تفنى، وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنه إذا عذبوا بقدر أعمالهم أخرجوا من النار فأُدخلوا الجنة، ولا يبقى إلا دار الطيب المحض، ودار الخبث المحض". ا. هـ.


فإن قلت: إن الله تعالى حرَّم الخمر في الدنيا وأباحها في الآخرة.

فالجوابُ: أن الشَّارع الحكيم إنَّما حرَّم خمر الدنيا؛ لمفاسِدها، التي منها: صدُّ القلب عن ذكر الله وعن الصلاة، وانغلاق العقل وذَهاب حِجاه، ووقوع البغضاء بين المؤمِنين، بل ربَّما أوصل إلى القتْل؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91]، والشَّارعُ الحكيم أثبت للخمر نوعًا من النَّفع، كما قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ﴾ [البقرة: 219]، ولا تقل: إنها آية منسوخة، فالذي نسخ هو حل شربها والانتفاع بها في التجارة وغير ذلك، وإنما قصد إخبار الله عن بعض منافعها، ومعلوم أن الخبر لا يَدخله نسخ، كما قال ابن مفلح في الفروع (55/10): "أُبيحوا شرب الخمر لما أمنوا من غائلة السكر، وهو إيقاع العربدة الموجبة للعداوة وزوال العقل".


وقد صح عن الحبر ابن عبَّاس رضِي الله عنهُما قال: "ليس في الجنَّة شيءٌ ممَّا في الدُّنيا إلا الأسماء"؛ رواه البيْهقي، وصحَّحه الألباني.


قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (7/ 13) عند قوله تعالى: ﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ ﴾ [الواقعة: 17 - 19]: نَزَّه الله خمر الآخرة عن الآفات التي في خمر الدنيا، مِن صداع الرأس ووجع البطن (وهو الغول)، وذهابها بالعقل جملة، فقال تعالى ها هنا: ﴿ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ﴾ [الصافات: 45]؛ أي: بخمر من أنهار جارية، لا يخافون انقطاعها ولا فراغها.


قال مالك عن زيد بن أسلم: خمر جارية بيضاء؛ أي: لونها مشرق حسن بهي، لا كخمر الدنيا في منظرها البشِع الرديء، مِن حُمرة أو سوادٍ أو اصفرار أو كدورة، إلى غير ذلك مما ينفِّر الطبع السليم.


وقوله عز وجل: ﴿ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ﴾ [الصافات: 46]؛ أي طعمها طيب كلونها، وطيب الطعم دليل على طيب الريح، بخلاف خمر الدنيا في جميع ذلك". اهـ.


وذلك بخلاف الفواحش والتي مِن أقبحها رغبةُ الرجل أن يُبعث أنثى توطأ، أو العكس، فهذه مِن الخبث الذي لا يتصوَّر أن يكونَ في الجنة، وإنما مكانه في دار الخبيثين؛ قال الله تعالى في حق أهل تلك الفواحش: ﴿ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 80]؛ أي: الخصلة التي بلغتْ في العظم والشَّناعة إلى أن استغرقتْ أنواع الفُحْش؛ ولذلك عقَّب سبحانه بقوله: ﴿ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ [الأعراف: 81]؛ أي: متجاوِزون لما حدَّه اللَّه، مُتجرِّئون على محارمه، فكيف لعاقلٍ أن يتوهم تحول الهُوية الجنسية في دار السلام، دار الطيبين المطهرين؟!


أما قوله تعالى: ﴿ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ﴾ [الزخرف: 71]، فلا يَشمل مَن يشتهي في الدنيا قلب جنسه؛ لأن هذا كما بيَّنَّا سابقًا مِن الأدران التي يتطهر منها المسلم قبل دخول الجنة، التي سُميتْ دار السلام؛ لسلامتها مِن كل عيبٍ وآفةٍ، وكدر وخبث، وكلُّ ما تشتهيه الأنفس هو كلُّ نعيم للروح والقلب والبدن، من المنازل الأنيقة، والرياض الناضرة، والأشجار المثمرة، والطيور المغردة المشجية، والمآكل اللذيذة، والمشارب الشهية، والنساء الحسان، والرجال المردان، والخدم، والولدان المخلدون، والأنهار السارحة، والمناظر الرائقة، والجمال الحسي والمعنوي، والنعمة الدائمة، وأعلى ذلك وأفضله وأجله التنعم بالقرب من الرحمن، ونيل رضاه، الذي هو أكبر نعيم الجنان، والتمتع برؤية وجهه الكريم، وسماع كلام الرؤوف الرحيم، فلله تلك الضيافة، ما أجلها وأجملها! وأدومها وأكملها! وهي أعظم مِن أن يحيط بها وصفُ أحد مِن الخلائق، أو تخطر على القلوب، فلو عَلِمَ العباد بعض ذلك النعيم علمًا حقيقيًّا، لطارتْ إليها قلوبُهم بالأشواق، ولتقطعتْ أرواحهم مِن ألم الفراق، ولساروا إليها زرافات ووحدانًا، ولم يؤثروا عليها دنيا فانية، ولذات منغصة متلاشية، ولم يفوتوا أوقاتًا تذهب ضائعة خاسرة؛ قال تعالى: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17].


ويُقال أيضًا: هل يظن عاقل أنَّ مَن نكست فطرته فاشتهى أحد محارمه في الدُّنيا - عياذًا بالله، هل ينعم بما اشتهته نفسه الخبيثة؟ أم يقال: إن جهنم كفيلة بإذهاب أدرانه حتى يصلحَ لدار الطيبين المطهَّرين؟! فهذا هذا.


وكذلك يقال في سائر مَن هوت نفسه التلذذ بشيءٍ كالسادية المازوخية وغيرهما، فهل يظن أنه يستمتع بها في دار السلام، أو أنَّ مَن يتلذذ بالقتل ينعم في الجنة بذلك أيضًا؟! أم نَقول: إنَّ جَميع الفواحش والمحرَّمات محلُّها دار الفواحش الَّتي هي جهنَّم أعاذنا الله منها؟!


والحاصلُ سلمك الله: أن كل جنس يبعث كما هو على جنسه بغير تبديل، وأن المسلمَ الموحد العاصي إن كانتْ آخرته إلى عفوٍ وخيرٍ، فيخلص من كل الشوائب حتى يصلح لدار الطيبين، ومن خفت موازينه ورجحتْ سيئاته على حسناته ولم يتطهَّر من معاصيه بسبب مِن هذه الأسباب، فإنه يدخل النار ليتم تطهيره مِن الذنوب، وتخلص نفوسه من الشر، حتى يخرج بشفاعة الشافعين ورحمة أرحم الراحمين.


أسأل الله أن يلهمنا رشدنا، وأن يرزقنا الجنة، وأن يُعيذنا مِن النار





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة