• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

القضاء المبرم والقضاء المعلق

القضاء المبرم والقضاء المعلق
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 1/11/2016 ميلادي - 30/1/1438 هجري

الزيارات: 69802

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

فتاة تسأل عن استجابة الله لدعائها بالزواج، هل هو قدر نهائي، أم يمكنها رفض الزواج ممن تقدم لها؟

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في العشرين مِن العمر، دعوتُ الله تعالى أن يرزقني الزوجَ الصالح أثناء الحج، وبالفعل تقدَّم لي رجلٌ للزواج.


كلُّ فترة كان يتقدَّم لي مجموعة مِن الخاطبين، إلا هذا الوقت؛ فقد تقدَّم لي هذا الرجل فقط، فآمنتُ أنه نصيبي، وأنه نتيجة دعائي أثناء الحج.


الرجلُ على خُلُق ودينٍ، لكنه يكبرني بـ18 عامًا، ومطلِّق ولديه طفلٌ يعيش مع أمه!


تلك المعلوماتُ ليستْ عائقًا أمامي، لكن العائق الوحيد أمامي أنه عربي، وليستْ لديه جنسية دولة معينة، وليس له جواز!


وسؤالي: هل هذا الرجل بالفعل نصيبي وقدري واستجابة الله لي؟ وهل لي أن أرفض الزواج منه أو لا؟ أخاف أن أرفضه وأرُد نصيبي الذي دعوتُ به فأندم.


أرجو أن تفيدوني جزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلا يستطيع أحدٌ مهما كان عالمًا بالله وعالمًا بأمر الله أن يجزمَ بما تجزمين به، أن ذلك الرجل هو ما قدَّره الله لك في قضائه المُبْرَم، وأنه لا يمكنك رفضُه.


وحتى يتضحَ لك ذلك الأمر فيجب عليك أن تُفَرِّقي بين القضاء المبرَم وهو القدَرُ الأزلي، وهو الذي يستحيل أن يُغيَّر، وبين القضاء المعلَّق وهو المكتوبُ في الصُّحف التي في أيدي الملائكة، فإنه يقال: اكتبوا أن فلانًا سيتزوَّج فلانة إن رغبتْ فيه، وإن لم ترغبْ فيه فليس بزوجها، وفي عِلم الله وقدره الأزلي أنها سترغب فيه أو ترغب عنه، فهذا النوعُ مِن القدَر ينفع فيه الدعاء والصدقة وغيرها؛ لأنه مُعلَّقٌ عليهما، وهو المرادُ بقوله تعالى: ﴿ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 38، 39]، وهو معنى حديث الترمذي: ((لا يَرُدُّ القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البِر)).


إذا تقرَّر لك هذا، فالزواجُ يكون قضاءً مبَرمًا وقضاء مُعلَّقًا، إذا تَمَّ العقدُ كان مبرمًا وما لم يقعْ الزواج فعليًّا يكون مُعلَّقًا، والدعاءُ لا يُغيِّر القضاء المُبْرَم، وإنما يتغيَّر به القضاءُ المعلَّق، ومثالُ القضاء المبرم: ما رُوِيَ في صحيح مسلم عن أمِّ حبيبة زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أمتعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية"، قال: فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((قد سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئًا قبل حله، أو يؤخر شيئًا عن حله، ولو كنتِ سألت الله أن يُعيذَك من عذاب في النار، أو عذاب في القبر، كان خيرًا وأفضل)).


ونحن وجميع الخَلْق لا نعلم القضاء المُبْرَم قبل أن يكونَ في واقع الناس، أما قبل ذلك فنحن مُطالَبون أن ندفعَ أقدار الله بأقدار الله، فندفع قدَرَ الجوع بالطعام، وقدَرَ المرض بالتداوي والدعاء، وقدر تأخر الزواج بالدعاء، وندفع قدر الصفات غير المرغوبة في الخاطب المتقدم كالفارق الكبير في السن بقدَر رفض الخاطب... وهكذا.


فإذا كان في القدَر المُعلَّق أن فلانًا سيتزوج من فلانة، وكان ذلك موافقًا لما قدره الله أزلًا، فلن يتغير أبدًا وسيَتَزَوَّجَا، وإن كان غير موافق لما قدره الله أزلًا، ففي تلك الحالة لن يتزوجَا لا محالة.


ولعلك الآن قد أدركتِ أن الواجبَ عليك فِعْل ما تَقْتَضِيه المصلحةُ مِن قَبولٍ أو رفض، وليس في هذا اعتراضٌ على القدَر؛ لأنك لا تعرفين ما قُدِّرَ لك، وكذلك لا تكفِّي عن الدعاء بكلِّ خيرٍ، فالله تعالى يُقَدِّم ما يشاء ويُؤخِّر ما يشاء لحكمةٍ ورحمةٍ.


والله أسأل أن يرزقك زوجًا صالحًا تقر به عينك





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة