• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أبي على علاقة عاطفية بامرأة فكيف أتصرف؟

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 14/6/2016 ميلادي - 8/9/1437 هجري

الزيارات: 25367

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

شابٌّ اكتشف أنَّ والده على علاقة عاطفية بامرأة عبر الهاتف، ويخاف أن يقع والده في ورطة، ويسأل عن التصرُّف الصحيح الذي عليه أن يفعلَه حتى لا يسبِّب مشكلات بين أبيه وأمه؟

 

♦ تفاصيل السؤال:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ أعيش مع والدتي وإخوتي، ووالدي يُسافر للعمل خارج البلاد، ويأتي كل فترة، وفي آخر زيارة رأيت هاتفه يتصل، وظهَر على الشاشة اسمُ امرأة، لكنه لم يَرُد، فتصرفتُ كأنني لم أَرَ شيئًا!


أخذتُ الهاتف بدون أن يراني، وأخذتُ الرقم، وقمتُ بربطِه بالحاسب بحيث تَصلني كلُّ الرسائل التي يكتبها أو المكالمات التي يَتَكلَّمها.


وبعد أنْ سافَر بدأتُ أقرأ وأسمع المُكالمات التي بينه وبين الرقم، وفوجئتُ بما كنتُ أخشاه؛ إذ كان بينهما حبٌّ وغَراميات.


أنا في منتهى الألم والحُرقة والغضب، خاصة أنه قد بلَغ الخمسين مِن العمر، ولا أعرف كيف أتصرَّف، وأخاف أن أخبرَ أمي فربما تزيد المشكلات بينهما.


أريد أن أتصرفَ التصرف السليم حتى لا نقَعَ في ورطة

 

فما الإجراءُ الصحيحُ الذي يجب عليَّ القيام به؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فجزاك الله خيرًا أيها الابنُ الكريم على غَيرتِك على حُرُمات الله تعالى، وحِرصك على صلاح والدك وبُعده عن الفِتَن، فهذا أمرٌ طيبٌ تُشكر عليه.


ولا شك أن ما يفعله والدك مِن مُحادثات مع النساء الأجنبيات أمرٌ مُحَرَّمٌ، ولا يرتاب في عواقبه السيئة على المرء في دينه ودنياه، نسأل الله لنا وله السلامة والعافية.


ولكن لا يعني هذا أن تتجسس عليه، فقد أخطأتَ السبيل ولم تُحْسِنْ عندما تَجَسَّستَ على والدك، وأنت تعلم أن التجسُّس مُحرم على كل حالٍ، وهو على الوالد أشدُّ حُرمةً، وكان يكفي أنك شككتَ في تصرُّف الوالد لما رأيتَ امرأة تتصل به، وكان الواجبُ الشرعيُّ هو الكف عن الزيادة في الاستقصاء التي أوقعتْك فيما أنت فيه الآن مِن الحرقة والغضب، وقد كنتَ في غِنًى عن مِثْلِ هذا لو أنك نهيتَ نفسك عن تتبُّع عورات أبيك.


وقد حذَّرنا الشارعُ الحكيمُ مِن ذلك كما في الصحيحين عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والظن، فإن الظنَّ أكذب الحديث، ولا تَحَسَّسوا، ولا تَجَسَّسوا، ولا تنافَسوا، ولا تحاسَدوا، ولا تباغَضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا)).


والتحسُّس: الاستماعُ للحديث، والتجسُّس: تتبُّع العورات والتفتيش في بواطن الأمور، وأكثر ما يقال في الشر.


وروى أحمدُ وأبو داود والترمذيُّ عن أبي بَرزة الأسلميِّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشرَ مَنْ آمن بلسانه ولم يَدْخُل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه مَن يتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومَن يتبع الله عورته يَفضحه في بيته)).


أما ما يجب عليك فِعلُه:

فأولًا: التوبة مِن التجسس على الوالد بقطع الارتباط بين جهاز جوال الوالد وحاسوبك الشخصي، وإن كنتَ ترى بما اطلعتَ عليه مِن رسائل أن هناك فائدةً مِن عمل فورمات لجوال الوالد، وحظر أرقام تلك السيدة من الاتصال بالوالد فافعلْ، فأنا أعلم أن هناك بعض البرامج تُستخدم في هذا الغرض، وهذا مِن النهي عن المنكر؛ كما صَحَّ عن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ((مَن رأى منكم منكرًا فلْيُغَيِّره بيده، فإن لم يستطعْ فبلسانه، فإن لم يَستطع فبقلبه، وذلك أضعفُ الإيمان))؛ رواه مسلم عن أبي سعيد.


ثانيًا: لا بد مِن نُصح الوالد وتذكيره بخطورة ما يَفعله على دينه ودنياه، بل على سُمعة الأسرة ومستقبلها، فما أسرع ما تَنتشر تلك الأخبار، فالله تعالى يرفع سترَه عن عبده إذا تمادَى في الخطأ، ولكن مع الحِرص على تحرِّي الحكمة في مُعالَجة الأمر، فتخيَّر مِن القول ألينه، وتحلَّ بالرِّفق والهدوء والصبر، فذلك أَدْعى للانتفاع بالموعظة والاقلاع عن المَعصية.


استعِنْ بالله تعالى، وأكثر مِن التضرع إليه أن يرزقه الهداية ويُصلح حاله، ولتسترْ عليه فلا تُخبر والدتك أو غيرها بما تعلمه عن الوالد.


اجعلْه يستشعر ما أنت فيه مِن حرقة وألَمٍ وشفَقة عليه، وضَعْ نُصب عينيك نصيحة الخليل إبراهيم عليه السلام لأبيه، وهو يُحاول إنقاذه مِن الكفر، فقد كان معه في غاية الأدب واللين، وأَظْهَرَ له خوفه عليه مِن عذاب الله؛ قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴾ [مريم: 41 - 45].


ولا مانع أيها الابن الكريم مِن أن تُظهرَ شعورك بعدم الرضا عنه بسبب أفعاله، وحرصك على إنقاذه مما وقَع فيه، ولكن حذار ثم حذار أن يصلَ الأمر إلى التجاوُز معه أو إيذائه أو إهانته؛ لأن هذا مِن العقوق، وهو مِن أكبر الكبائر، وراجع على شبكة الألوكة استشارة: الزوج .. وأزمة منتصف العمر.


أصلح الله والدك، وهدانا وإياه إلى الصراط المستقيم





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة