• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / متفرقات


علامة باركود

إسرائيليات اقتصادية (4-4)

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 24/5/2010 ميلادي - 10/6/1431 هجري

الزيارات: 10752

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إذا كان للإسرائيليَّات القديمة أثرٌ خطير على العِلم والمعرفة، فإن العالم يعيش في هذا العصر إسرائيليَّاتٍ من نوعٍ أخطر.

 

وقد توزَّعت الإسرائيليَّات المعاصرة على رقعة واسعة من حياة الإنسان المعاصر والمجتمعات المعاصرة؛ ففي حياة الفرد إسرائيليَّاتٌ، وفي حياة الأُمَّة إسرائيليَّات، وفي تصورات الناس وأفكارهم إسرائيليَّات، وفي معارفهم وثقافتهم إسرائيليَّات، وإسرائيليَّات فِكريَّة، وإسرائيليَّات سياسيَّة، وأدبيَّة وفنيَّة، واجتماعيَّة وإعلاميَّة، وإسرائيليَّات اقتصاديَّة.

 

رابعًا: خرافة "التجارة شطارة": حيث دعا مروِّجو الإسرائيليَّات الاقتصاديَّة إلى الفصل التامِّ بين النظام الأخلاقي والتعامل التجاري، وطالبوا بعدم إقحام العنصر الأخلاقي في العمل التجاري، ورأَوْا أن مكان مكارم الأخلاق ليس السوقَ والتجارة ولا الاقتصاد؛ وإنما المساجد وبيوت العبادة، واعتقدوا بوجود التناقض الشديد بين القِيَم الأخلاقيَّة، والمعاملات التجاريَّة.

 

يروِّجون هذه الخرافات والإسرائيليَّاتِ بين التجَّار والاقتصاديين، ورجال الأعمال والمال، ويقولون لهم: اختاروا إحدى سبيلين:

إما طريق رجال الأعمال الناجحين والتجار الرابحين، وعندها لا تفكِّروا بالقِيَم والفضائل الأخلاقيَّة.

وإما طريق الأخلاق والفضائل، وعندها عليكم أن تهجروا طريقَ التجارة والاقتصاد والمال.

 

ويرفع مروِّجو هذه الإسرائيليَّات شعار: "التجارة شطارة"؛ أي: إن الأخلاقَ والتجارةَ نقيضان لا يجتمعان.

 

ومعنى كون التجارة شطارة عند هؤلاء: أنها تقوم على استغلال الظَّرفِ، واقتناص الفُرص، واستخدام أيَّةِ وسيلة تقود للرِّبح، بغض النظرِ عن كون هذه الوسيلة مُبَاحةً أم محظورة، مقبولة أم مرفوضة، أليست هذه الوسيلة تحقق مالاً ورِبْحًا؟! إنها مقبولة في العُرف التجاري؛ لأن التجارة شطارة!

 

وراجتْ هذه الإسرائيليَّات في السوق التجاري والتعامل المالي، وانتشرت بين كثيرٍ من التجَّار، ورجال المال والأعمال.

 

إذا نهيتَ تاجرًا عن التعامل بالرِّبا، قال لك: دَعْنِي أُتاجر وأربح وأكسب؛ لأن "التجارة شطارة".

إذا دعوتَ تاجرًا إلى الصدق التجاري، وترْك الغِش والتزوير، والخداع والمكر والتحايل، قال لك: دَعْنِي أستخدمُ من الوسائل ما يحقق الربحَ؛ لأن "التجارة شطارة".

وإذا نهيتَ تاجرًا عن المتاجَرة بالرذائل والفواحش، وبيع الأعراض وترويج الدعارة، وترويج المخدرات، وتنشيط السياحة الضارة وترغيب السائحين بهذه القاذورات، رفض ذلك؛ لأن "التجارة شطارة".

وإذا دعوتَ تاجرًا إلى رحمة الضعفاء، والصدقة على المساكين، ومساعدة المحتاجين، وإنظار المعسرين، وتأخير مطالبة المدينين العاجزين، رفض هذه الفضائلَ الأخلاقية؛ لأن "التجارة شطارة".

 

الحقيقة، فالإسلام يحارب هذه الخرافاتِ التجاريةَ، والشعارات الإسرائيليَّة، ويربط ربطًا وثيقًا بين النظام الأخلاقي والتعامل التجاري، ويدْعو التاجرَ المسلم الناجح إلى اعتبار التجارة عبادةً لله وليست شطارة، يُراعي أحكام الإسلام فيها، ويتقرَّب بها إلى الله - سبحانه - ويرجو منه الرِّزقَ والرِّبحَ والتوفيقَ.

 

والآيات القرآنية، والأحاديث النبويَّة التي تدعو إلى ذلك كثيرة، نعرض بعضًا منها؛ للتأكيد والتدليل والبَرْهَنة.

يقول - تعالى -: ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة : 280].

ويقول - عز وجل -: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ﴾ [المطففين : 1 - 3].

 

ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إياكم وكثرةَ الحَلِف في البيع؛ فإنه يُنفِّق ثم يَمْحَق))؛ رواه مسلم.

ويقول - عليه الصلاة والسلام  -: ((رَحِمَ الله رجلاً سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى))؛ رواه البخاري.

 

وهكذا يتضحُ مما سبق من آياتٍ وأحاديثَ الرِّباطُ الوثيق بين الأخلاق والاقتصاد.

 

المادة باللغة الإنجليزية

اضغط هنا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة