• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / قضايا المجتمع


علامة باركود

مشكلة المسلمين في هذا الزمان!!

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 19/4/2010 ميلادي - 5/5/1431 هجري

الزيارات: 11365

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يتلفت المرء من حوله فيجد الأمم قد قطعت شوطًا كبيرًا في مضمار المدنية والتقدم المادي، بينما نرى الأمة الإسلامية في مؤخرة الركب.

 وقد كثرت الكتابات حول الحضارة والتراث، وكيف يمكن للعالم الإسلامي أن ينافس الأمم المتقدمة.

إذ ظن بعض المفكرين أن الحضارة هي بلوغ التقدم المادي، وتحصيل النهضة الصناعية، وأصبح يقيس المجتمعات تحضُّرًا وتخلُّفًا بالنسبة لذلك الجانب فقط.

 بينما الحقيقة، أن للجانب المعنوي والقِيَمي دورًا بارزًا في مفهوم الحضارة الصحيحة.

وقد ظهرت آراء متباينة حول التعامل مع الحضارة المعاصرة، فقسم من الباحثين: يرى الانعزال عن الحضارة المعاصرة؛ حيث يعتبر أن كل ما جاء منها أو جاء عنها شرٌّ وفساد ينبغي الابتعاد عنه.

وقسم ثانٍ: على النقيض يدعو إلى الاندفاع للحضارة المعاصرة؛ بحيث نَعُبُّ منها دون نظر أو تمييز، بل ترك الاستفادة من حضارته وتراثه الأصيل.

والقسم الثالث: دعا إلى التوفيق أو التلفيق بين الحضارتين؛ بحيث نصوغ من الحضارة الإسلامية، ومن حضارة الغرب شيئًا جديدًا يجمع بينهما.

 بَيْدَ أنَّ المشكلة في ذلك التوفيق أو التلفيق ما قد يحدثه من تشويه للأصل.

يقول الشيخ علي عبدالحليم محمود إن الرأي الصحيح والفئة التي تبحث عنها الأمة هي تلك التي لا تلفق من حضارتها وحضارة أخرى، والتي لا ترقع حضارتها بأي رقع من حضارة مخالفة، مع الاستفادة من النافع المفيد الذي لا يعارض الأصول.

 إن مشكلة المسلمين أنهم يريدون أن يؤسسوا مؤسسات حضارية شبيهة بأخواتها في الغرب، وتقوم على نظم تنطلق من مبادئ وأخلاقيات غير متطابقة مع المبادئ والأخلاقيات.

 ثم إن التحدي الذي يواجه المسلمين في مرحلة إقلاعنا الحضاري يكمن أساسًا في ثباتنا على مبادئنا، والتزامنا بقِيَمنا وتمسُّكنا بأصالتنا وأصولنا.

ولا شك أن ظاهرة الاحتكاك بالثقافات، والأفكار الأجنبية هو أمر جدير بالدراسة والبحث؛ لتستفيد الأمة من الحسنات، وتتجنَّب المساوئ.

 ذلك لأن عملية الغزو الثقافي المباشر وغير المباشر على المجتمعات غير المدركة - تهدف إلى تغيير هُويَّة المجتمع الإسلامي، وربما تزويره، وإلى تشكيك المسلمين في القِيَم والمعايير الأخلاقية.

وهنا التحدي الذي لا يقل في أهميته، وخطورته عما يصادم مجتمعنا، ويهدم قِيَمنا لتُغرس قيم أخرى محلها، فنصل إلى الغربة، ثم تهشيم الجدار النفسي بيننا، وبين الثقافة الأجنبية، ومن ثَمَّ الانزلاق في هاوية الضياع.

إن من المسلمات الثابتة، أن التراث ليس مظهرًا جامدًا في حياتنا اليومية، بل هو مظهر إبداع حضاري يظهر قوة وتماسك العامل النفسي والأخلاقي، ويبرز حراكها الحضاري، وكيفية استخدامه لما يفيدنا دون تأثير على هُويتنا.

فقد أصبح ينافسها في هذا الميدان كثير من القوى الجديدة التي ولدتها المدنية الحديثة، ينافسها في ذلك المطبعة بما تخرجه من كتب ومن صُحف ومن نشرات، وتنافسها الإذاعة بما توجهه من كلمات وبرامج وندوات، وتنافسها القنوات الفضائية بما تبثه من أخبار وأحداث، وتنافسها ألوان أخرى كالمحاضرات، والندوات العامة، والمؤتمرات والمنتديات.

وللحق نقول إن الثقافة هي ذاكرة الشعب وتفريغ أمة من ثقافتها؛ أي: من ذاكرتها وأصالتها يعني الحكم عليها بالموت.

الواجب علينا إذًا:

(1) تركيز العقيدة في نفوس شبابنا، وتوضيح معالم الدين الإسلامي.

(2) توعية الشباب وتربيتهم على مبادئ الدين الإسلامي بوعي وتخطيط دقيق.

(3) انتقاء المعلمين والموجهين من الصفوة التي تتسم بالغيرة على العقيدة والدين.

(4) نشر مبادئ التربية والتعليم على مختلف التخصصات والأصعدة.

(5) الدعوة إلى التمسك بأصولنا وتراثنا، وقِيَمنا ومبادئنا وأخلاقياتنا.

(6) مواجهة الأفكار الخبيثة، والشهوات المهلكة، والنزعات الفاسدة، والثقافات الغربية؛ حتى لا نضيع.

 هذه بعض الدروع الواقية والقواعد للمحافظة على تراثنا وشبابنا ومبادئنا.

 فلا عجب، فإن أصول العلوم التي يفتخر بها الغرب نبعت أصولها وأساسياتها من حضارتنا الإسلامية، فقواعد علوم الطب والفلك والفيزياء، وعلوم الاجتماع وغيرها ظهرت مع هذه الحضارة، وعلى أيدي علمائها، عندما كان الغرب يأكل بعضه بعضًا.

 ختامًا أقول:

أيها المسلمون، اهتموا بتراثكم واحفظوه في عقولكم، وترجموه عملاً في حياتكم، قبل أن يطير عن الكبار، ويضيع من الصغار؛ فتتضاعف طموحات الأعداء.

إن التراث ليس متحفًا، ولكنه مع الأنفاس وخفقات القلوب، إنه حياة، إنه مجد، إنه غيرة وكرامة، فلا ينبغي أن ننسلخ عنه بأيدينا، ونحقق لهم المراد بغبائنا وكسلنا، وضَعف هِمَّتنا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة