• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. زيد بن محمد الرماني / تحقيقات وحوارات صحفية


علامة باركود

فيما تزايد الإسراف في الآونة الأخيرة..

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 3/7/2010 ميلادي - 21/7/1431 هجري

الزيارات: 15878

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فيما تزايد الإسراف في الآونة الأخيرة..
كيف يمكن تحقيق التوازن الغذائي في ضوء تعاليم الإسلام؟

 

تحقيق/نايف آل زاحم

 

التوازن الغذائى أمر مطلوب، قال الله تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾ [الأعراف: 31]. ومن هنا تأتي ضرورة التدرج في تناول الطعام لتهيئة المعدة وعدم الإخلال بتوازنها.والإسراف في الأكل والتوسع فيه أمر غير مرغوب فيه بل وخطير لكن فإن بعض الناس يسرف في الاستهلاك الغذائى فكيف يكون التوازن؟

 

لمعرفة ذلك كان لنا هذا التحقيق..

 

صفات الفرد المسرفي البداية يقول الدكتور أحمد بن عثمان طنطاوي أستاذ علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود أن الإسراف هو الإنفاق زيادة عن الحاجة فيعود إلى الكم والتبذير هو المال في غير محاله فيعود إلى الكيف والقرآن الكريم يربي على الاعتدال في الامور كما قيل خير الأمور الوسط.واضاف الدكتور طنطاوي إن الفرد المسرف يتصف بخصائص نفسية منها: النرجسية: وهي تشير إلى الشخص الذي يحب نفسه بطريقة مبالغ فيها، مع ضعف عاطفته نحو الآخرين. وتعد النرجسية مرحلة مبكرة من مراحل النمو النفسي تتسم بالاهتمام المفرط بالنفس ونقص الاهتمام بالآخرين ولكن النرجسية عندما تستمر مع الفرد رغم تجاوزه لمرحلتها في تطوره عندئذ يتسم الفرد بحب ذاته حباً مرضياً، ويؤدي الحب المفرط في ذاته إلى "الترف" وهو كثرة التنعم في المأكل والمشرب والزينة وما يترتب على ذلك من اسراف وتبذير، ويمكن للفرد أن يتأمل ذلك بوضوح لما يحدث في هذا الأيام.

 

التعويض: الاستعاضة عن نوع من السلوك يصعب على الفرد القيام به بنوع آخر من السلوك ومن شأن هذا السلوك الأخير أن يغطي نواحي النقص من الجوانب الأخرى من شخصية الفرد.

التقمص: وهي عملية يسعى فيها الفرد لأن يتوحد مع شخصية أخرى وينتحل صفاتها ويشعر بالسعادة نتيجة لهذا الانتحال والتقمص عملية لا شعورية يقوم بها الفرد لخفض الشعور بالتوتر النفسي ولإشباع حاجاته المحيطة، وذلك عن طريق اندماج الفرد في شخصية فرد آخر يكون أكثر قوة.

 

وأضاف الدكتور طنطاوي إن الاسراف والتبذير يؤدي إلى آثار سلبية على الفرد والأسرة والمجتمع في شتى المجالات، فيؤدي إلى الاستهتار بالقيم، والمكتسبات وارخاص القيم العليا التي لا نعيش الا بها ولها، ومن ثم تتحلل الأمة وتضعف حيويتها وعناصر قوتها.

 

طبيعة الكرم من جانبه أوضح رئيس جمعية الاقتصاد السعودية وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله الباتل أن المجتمع السعودي بطبيعته يختلف عن مجتمعات أخرى فيفضل أن يكون كريماً في المناسبات التي تتم مثل الزواجات والاحتفالات واللقاءات فيحاول أن يجلب انتباه الآخرين عن طريق لفت الانتباه عن طريق البذخ في الأكل والملابس والزينة وغيرها.

 

أما في مجتمعات أخرى فإن هذا لا يكون له دور، حيث يقوم المسؤول عن هذه الأشياء إلى ايجاد موازنة محدودة يتم الصرف منها على هذه الأشياء.أما في حالة المجتمع السعودي فإنه قد لا يكون اي نوع من التخطيط والتنسيق ولهذا قد يلجأ بعض الأفراد إلى الاستدانة من أجل الصرف على أشياء استهلاكية ليس لها مردود.

 

أما في المجتمعات الأخرى فإنه لا يمكن الصرف أكثر من الميزانية المحددة.

 

الإسراف مشكلة ويؤكد الدكتور زيد بن محمد الرماني عضو هيئة التدريس بقسم الاقتصاد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الاسراف مشكلة متعددة الجوانب والأشكال، في مجالات الغذاء واللباس والأثاث والسلع الكمالية. فإن الاسراف في الغذاء لا يقتصر على الاستهلاك، بل يمتد ليشمل بعض السلوكيات المرتبطة به.

 

وأضاف الدكتور الرماني ان هناك بعض الدراسات التي اجريت في بعض الدول الخليجية تشير إلى ان ما يلقى ويتلف من مواد غذائىة ويوضع في صناديق القمامة كبير إلى الحد الذي تبلغ نسبته في بعض الحالات 45% من حجم القمامة. وبالنسبة لمدينة الرياض أظهرت دراسة أعدتها امانة الرياض عن كمية النفايات اليومية لكل فرد من نفايات المواد الغذائية تبلغ اكثر من (1060) جراماً.

 

أما عن الانعكاسات المترتبة على الاسراف الغذائي من الناحية الاقتصادية قال الدكتور الرماني إن الانعكاسات المترتبة يمكن أن تبرز في الأبعاد التالية:

أولا: هناك سلوكيات اقتصادية كثيرة في المجتمع تمثل عبئا اقتصاديا يمكن تخفيفه، وتُعدُّ سلوكات التخمة وإدمان الشراء والاستهلاك الشره والاسراف الغذائي امثلة لتلك السلوكات.

ثانيا: ان اوجه الصرف الباذخ وغير الضروري ينبغي على الافراد والاسر والمجتمعات اعادة النظر فيها لنتخلص من الأنماط البذخية والاستهلاكية المفرطة المتمثلة في مناسبات افراح او مآتم او اعياد او في ليل رمضان المشبع بكل اصناف الطعام وألوان الغذاء.

ثالثا: من المعروف اقتصاديا أن انسب وسيلة لتقريب القرارات الاستهلاكية للأفراد هي المرشد الاقتصادي في الشراء..

رابعا: إن ظاهرة الاسراف الغذائى وتخمة الاستهلاك وعادة الصرف غير الموجه، من العادات الخاطئة، ساعد على انتشارها بروز العقلية الاستهلاكية في المجتمع وشيوع الثقافة الاستهلاكية بين الأفراد، إلى جانب إغراق السوق بصنوف الكماليات والاعلان عنها بطرق مثيرة، إلى جانب غياب الوعي الاستهلاكي.

 

وللاسف، فإن أكثر ما يشغل تفكير العقلية المستهلكة هو توفير الاحتياجات المادية واقتناء كل ما يستجد عرضه في الأسواق.إن عالم اليوم بكافة دوله، متقدمة كانت أو نامية، يسوده ظواهر الاسراف الغذائى وحمى الاستهلاك والنهم الاستهلاكي، حيث صار الانسان المعاصر مجرد أداة استهلاكية لا همّ له الا أن يقتل نفسه جهداً ليزيد دخله ويحصل على ما يشتري من أدوات استهلاك مادية وغير ضرورية تفرضها على تفكيره وسائل الإعلام وفنون الاعلان، بزعم انها مقاييس للمكانة الاجتماعية ومصادر للهناء الفردي.

 

وقد أدى ذلك الى تداعي القيم الخلقية وانتشار القلق وشيوع اسلوب البذخ وأمراض التخمة والسمنة، وكل ذلك يُعدُّ تبديداً للثروة وضياعا للفائض.التوازناما بالنسبة لكيفية تحقيق التوازن في الاستهلاك فاوضح الدكتور الباتل ان من المهم توعية الأفراد والعائلات والمجتمع إلى مضار الاسراف وانها استنزاف لموارد المجتمع وأن الدين الإسلامي يحض على الاقتصاد وعدم الاسراف ولكن ذلك ايضا لا يعني التقتير في الانفاق ولهذا فالاسلام يحض على الوسطية لا اسراف ولا تقتير وهذا مبدأ مهم في الاقتصاد حيث انه يجب التفكير في المستقبل ومستقبل الاولاد عن طريق الادخار والحفاظ على المستقبل.وحول ذلك قال الدكتور الرماني إننا إذا استطعنا تعليم المستهلك الأصناف التي تعطي قيمة غذائية افضل وبأقل نفقة، فاننا نؤفر الكثير من العمل الانتاجي.

 

ثم ان عملية الشراء ليست سهلة، كما يظن بعض الناس، بل تحتاج إلى تفكير ودراية.إن قرارات مثل: كم من النقود مع الأسرة معدة للشراء؟ وما نوعية الأطعمة التي تشترى؟ ومن أي الأماكن تشتري الاحتياجات؟ وكيف تخزن هذه الأطعمة؟!

 

إن هذه القرارات تؤثر على أفراد الأسرة، لذا لابد من التفكير العميق والخبرة والمقارنة بين الأثمان والأنواع ليكون قرار الشراء صائباً حكيماً.

 

ومن ثم، فأول ما ينبغي مراعاته أثناء عملية الشراء هو عدم الشراء أكثر من الحاجة، أي شراء كميات الغذاء اللازمة فقط، لتجنب التلف لما يزيد عن الحاجة، كما ينبغي الشراء من المحلات النظيفة التي تتبّع التعليمات الصحية في العرض والتغليف، والبيع.

 

وأضاف الدكتور الرماني أن التقدم التقني والاجتماعي والاقتصادي أدى إلى ظهور الأسواق المركزية التي سهّلت للمشتري اختيار وشراء ما يطلب من الاطعمة بالنوعيات التي يحتاجها وتناسب اقتصادياته.

 

نظرة الإسلام حول نظرة الإسلام لمشكلة الإسراف قال الشيخ عبدالله بن ابراهبيم الشبانات امام مسجد سليمان آل الشيخ والملازم القضائى بالمحكمة الكبرى بالرياض إن كثيرا من الناس يظنون أن الذي يحكم انفاق الإنسان واستهلاكه في الحياة ميزة السلع والقدرة على شرائها فترى منهم من يرتاد الأسواق رغبة في الشراء والانفاق ليس إلا أو ليفاخر بها الآخرين دون ان يكون بحاجة حقيقية لما يشترونه سواء من طعام أو غيره وهذا سلوك يأباه الإسلام ويرفضه.

 

قال عمر رضي الله عنه: (كفى بالمرء سرفا أن لا يشتهي شيئا الا اشتراه فأكله).

 

فالإسلام منهج وسط بين الإسراف والتقتير فلا بذخ ولا تبذير من ناحية كما انه لا بخل ولا شح من ناحية أخرى، وهذا المنهج يتبين من قوله تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

 

يقول ابن سعدي رحمه الله عن هذه الآية: الاسراف إما أن يكون بالزيادة على القدر الكافي، والشره في المأكولات التي تضر بالجسم، وإما أن يكون بزيادة الترفه والتفوق في المآكل والمشرب واللباس وإما بتجاوز الحلال إلى الحرام.

 

وأضاف الشيخ الشبانات أن هذه المنهج لكل المسلمين فهو لا يختص بالفقراء الذين لا يقدرون على الشراء بل الأغنياء ايضا ويتبين ذلك من خلال قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما أحسن القصد في الغنى وما أحسن القصد في الفقر)، وليتذكر كل فرد ان قدوتنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يكثر من الأكل ولم يكن يشبع إلا قليلاً فضلا عن أن يشتري الاطعمة الكثيرة او يسرف في ذلك فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: (ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم - من طعام ثلاثة أيام حتى قبض)؛ رواه البخاري.

 

ويؤكد الشيخ أسامة بن علي العجلان أن نظرة الإسلام وشريعته شاملة لكل صغير وكبير في هذا الكون الساجد لله سبحانه، نظرة تعم النواحي العبادية المحضة الواضحة، وتشمل النواحي العملية الحياتية.ونظرة الإسلام للجانب الاقتصادي نظرة لها أسس راسخة صادقة وسنن لا تحيد ولا تميل، كما انها ليست نظرة توفيرية محضة فهذه هي الرؤية (الرأسمالية) للأموال والممتلكات، بل هي رؤية اختبار وامتحان كما قال - صلى الله عليه وسلم - (لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع وذكر منها: (ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه) فهي سؤال اين ومن أين؟!

 

وأضاف الشيخ العجلان قائلا ان النظر الربانية النبوية تبين هذا وان المسألة ليست مسألة توفير مالي لما سوف ينقص بل مسألة تربية عالية على المسؤلية والانتظام والعقل الجماعي حتى فيما لا يضر مقلة ولا ينفع تركه قال رسول - صلى الله عليه وسلم - (لا تسرف ولو كنت على نهر جار).فهذا هو الفكر المحمدي الخالص الذي لم يترك شاذة ولا فاذة الا واتى بجز منها.

 

كما تحدث الشيخ الشبانات قائلا لعل من انجح الوسائل والحلول لهذه المشكلة التي تعد ظاهرة على مستوى اوساط الناس فمن باب اولى من هو اكثر ثناء منهم هي ان يبدأ بالقضاء على السرف والاسراف قادة الناس وكبراؤهم فاذا لم يمتنع هؤلاء من الاسراف واظهار البذخ والتبذير فإن عامة الناس لا يمتنعون عن ذلك.كما اضاف الشيخ الشبانات بان يتذكر هذا المسرف ان له اخوة محتاجين يمكن ان يتصدق عليهم فينفعهم في دنياهم وينتفع هو في دنياه وآخرته ففي الآخرة يكون في ظل صدقته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة