• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. زيد بن محمد الرماني / تحقيقات وحوارات صحفية


علامة باركود

الزفاف .. مناسبة عربية تخاصم الغلاء

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 30/3/2010 ميلادي - 14/4/1431 هجري

الزيارات: 10536

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لم يكن إقدام أحد أثرياء قريتي بمحافظة المنوفية (شمال القاهرة) على إقامة حفل زفاف ضخم لنجله بالغريب، فلم يلفت ذلك انتباه الكثيرين الذين رأوا في ذلك أمرا طبيعيا يتلاءم مع قدراته المالية، ولكن الأمر الغريب الذي صار مسار تعليق الكثيرين لفترة؛ هو إقامة واحد من ذوي الدخول البسيطة حفل زفاف لنجله لا يقل فخامة عن حفل ابن الثري.

 

ومكمن الغرابة في سلوك هذا الشخص الذي أثار الاهتمام ليس فقط لأنه ينتمي لمحدودي الدخل، ولكن لتوقيت الحفل الذي يأتي في وقت الكل فيه يعض على أنامله غيظا من الغلاء الذي أصاب كل شيء.

 

كنت أظن أن هذا التناقض قاصر فقط على قريتي، ومرجعه مرض اجتماعي عضال دب في أوصال القرية المصرية اسمه "التقليد الأعمى"، ولكن طالعتنا الصحف مؤخرا بنماذج أخرى تؤكد انتقال هذا المرض إلى أقطار أخرى عربية.

 

فبنفس منطق استقبال أبناء القرية للحفلين استقبلت ثلاثة أخبار نشرت بالصحف العربية مؤخرا، فلم أقف طويلا أمام إحصائية تقول إن الإمارات تنفق ما بين مليارين وثلاثة مليارات دولار سنويا على حفلات الزفاف، وإن فتاة سعودية طلبت وجود ثلاثة حواسب متصلة بخطوط إنترنت بمنزل الزوجية كشرط للزواج، ولكني تعجبت كثيرا من أن شابا فلسطينيا ورغم ظروف الحصار والغلاء ينفق 20 ألف دينار أردني (25 ألف دولار تقريبا) في حفل زفافه.

 

الاقتراض هو الحل:

الدكتور زيد الرماني، عضو جمعية الاقتصاد السعودية، أرجع ذلك إلى العادات القبلية التي لا تزال تسيطر على السلوكيات العربية، سواء في فلسطين أو الخليج، وتجعل من التباهي والتفاخر هدفا في حد ذاته، ويقول: "عندئذ يغيب العقل، ويضحي الإنسان بأمانه المادي من أجل الظهور بمظهر الأثرياء في أي مناسبة".

 

إلا أنه لا يرى تناقضا بين الأخبار الثلاثة، ويضيف: "الهم واحد"، مشيرا إلى أن كثيرا من الخليجيين قد لا يملكون ما يجعلهم ينفقون ببذخ على حفلات العرس، خاصة في ظل موجة الغلاء، فيلجئون إلى الاقتراض من أجل ذلك.

 

ويستشهد د. الرماني بالسعودية التي أصبح 80% من مواطنيها، وفق أحدث الإحصائيات، مدينين لمؤسسات أو أفراد، ويقول: "كان الإنسان في الماضي يستدين ليأكل، والآن يستدين ليتباهى في حفل زفاف!".

 

الأثرياء الجدد:

ويتفق الخبير الاقتصادي الفلسطيني رامي عبدو مع الرأي السابق في تحميل العادات القبلية مسئولية هذه السلوكيات، ويقول: "هذا إرث تاريخي يصعب التخلص منه بسهولة، خاصة في المجتمع الفلسطيني الذي يعتبر حفلات العرس الضخمة نوعا من محاولة قهر الواقع المظلم الذي يعيشون فيه".

 

وعن كيفية مداومة الفلسطينيين على ذلك في ظل ظروف الغلاء والحصار يوضح عبدو أن الحصار إذا كان له آثار سلبية على السواد الأعظم من الفلسطينيين في غزة، فإنه في المقابل أفاد فئة أثرت منذ بدء الحصار، ويقول: "هؤلاء هم الأثرياء الجدد، الذين يملكون من المال ما يجعلهم ينفقون على مثل هذه الحفلات".

 

ويحدد عبدو الفئات المستفيدة من الحصار، وهم التجار والقائمون على الأنفاق الأرضية التي يتم تهريب السلع والبضائع عبرها من مصر إلى غزة.

 

وكانت إحصائيات -بحسب ما قال عبدو-  قد قدرت دخل النفق الواحد أسبوعيا بحوالي مليون دولار.

 

الصيت ولا الغنى:

كلام الخبيرين الرماني وعبدو لا ينطبق عليه سوى المثل الشعبي القائل: "الصيت ولا الغنى"، فإذا كان صيت وشهرة الخليجيين كأصحاب مال لم يدفعنا أن نتعجب من بذخهم في الإنفاق على حفلات الزفاف في ظل الغلاء، رغم أن موارد هذا الإنفاق قد تكون القروض، فإن أخبار الحصار الذي يخنق فلسطين جعلتنا نقف أمام إنفاقهم كثيرا، تماما كما فعل أبناء قريتي عندما مر حفل نجل الثري مرور الكرام، واسترعى انتباههم الحفل الشبيه الذي أقامه من يصفونه بالفقير لنجله.

 

وسواء كان حفل الزفاف "صيتا" لا يستند لغنى حقيقي أو له ما يبرره في رصيد صاحبه بالبنك، فإن الرماني وعبدو يعتبرانه نوعا من السفه، خاصة إذا جاء في وقت يعاني فيه العالم أجمع من الغلاء، والحل من وجهة نظرهما لابد أن يعتمد على الإقناع من ناحية، والردع من ناحية أخرى؛ حيث تلعب وسائل الإعلام دورا في إقناع المواطنين بالآثار الاقتصادية السلبية لمثل هذه السلوكيات، ويقوم القانون بالعمل على حدها بشكل غير مباشر كفرض ضرائب عالية على الحفلات.

 

وفوق كل ذلك لابد أن نعمل المقولة العربية الشهيرة: "لكل مقام مقال"، فليس من المعقول في مقام الغلاء أن يظهر البذخ؛ فالعقل يقول إنهما متضادان لا يجتمعان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة