• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

الأزمة الخلقية

الأزمة الخلقية
د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 22/12/2011 ميلادي - 27/1/1433 هجري

الزيارات: 12948

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يُقرِّر كثيرٌ من المفكِّرين أنَّ هناك أزمةً خُلُقية، فقدِ انتشر الكذبُ في فئات كثيرة في المجتمع، وهو خُلُق مذموم، وظهرتِ الفواحش، وجاهَر المجرِمون بها، وعمِلوا على نشْرها بكلِّ وسائل الإغراء، ودخلتِ المخدِّراتُ كثيرًا مِن بلادِ المسلمين، وأضْحتِ المسكِرات مبذولةً لمَن شاء في كثيرٍ مِن بلاد المسلمين، وكثُرتِ الجرائم؛ مِن السَّرِقة، والاغتصاب، والعُدوان، والقتْل، والاختلاسات، وما إلى ذلك.

 

وتفاقَم الأمر، وصار العقلاءُ والحكماءُ وكثيرٌ من الناس يُطالبون بالعلاج، ويُنذرون قومَهم من عاقبة هذا الوضع الخطير؛ ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾ [الأنفال: 25]، والعلاج معروفٌ، ومعالِمُه معلومة، والطريقُ إليه ميسورة.

 

إنَّه الالتزام بهذا الدِّين العظيم، والتخلُّق بأخلاقه، والوقوف عندَ حدوده، إنَّ ذلك هو الذي يَضْمن للناس السعادةَ في الحياة الدنيا، والنجاةَ يومَ يقوم الأشهادُ في الآخِرة.

 

ومِن أهمِّ وسائل تحقيق هذا العلاج هذه الأمور الآتية:

1- تعميقُ الإيمان بالله واليوم الآخِر وتنميته، وغرْس الخوْف منه - تبارَك وتعالى - فالإيمان النامي اليقِظ يَحُول بيْن المرْء والمعصية؛ يقول رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَزْني الزاني حين يَزْني وهو مؤمِن))[1].

 

وتربية الخوْف مِن الله المطَّلع على تصرُّفاتنا وعلى سرائِرنا، والتذكُّر أنه - سبحانه - مُطَّلع على أعمالنا - يمنَع المؤمنَ مِن السقوط في حمأة المعصية.

 

وقدْ وَرَد أنَّ "الإيمان قيد الفَتْك"، فالإيمان يُقيِّد صاحبَه عن الفتْك، وهي صورة بيانيَّة رائعة.

 

تلك أُولى خُطوات الإصلاح.

 

2- الخُطوة الثانية: هي معرفةُ هذا الدِّين العظيم، ومعرفةُ مزاياه وأحكامه، ولا يكون ذلك إلا عن طريقِ التعلُّم.

 

فهناك أمورٌ معرفتُها فرضُ عينٍ على كل مكلَّف، وهي الأمور التي تتوقَّف على توافُرها صحَّةُ عبادته، وكذلك الشأن في معاملاته المادية والاجتماعيَّة، حتى لا يقَع في الحَرام، والتعلمُ ينبغي أن يكونَ مستمرًّا إلى نهاية الحياة؛ يقول رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن يُرِد الله به خيرًا، يُفقِّهه في الدِّين))[2]، ومعرفة الشيءِ الحسَن تقود - غالبًا - إلى التحلِّي به.

 

وتَتحقَّق هذه المعرفةُ بالقراءة الهادِفة الدائِمة، وبحضور حلقات العِلم وسماع ما يُقرأ فيها، وبمجالسةِ العُلماء، ومرافقة الأخيار الصُّلحاء، والحرْص على أن يعملَ بما علِم.

 

هذا، ولا بدَّ أن تكون المؤسَّساتُ التربوية في البلاد الإسلامية ترعَى هذا الأمر، فتكون مناهجُها مرسِّخةً للإيمان بالله واليومِ الآخِر، معينةً على تحقيقِ هذه المعرفة.

 

ومِن متمِّمات ذلك أن يُعنَى المسؤولون بوسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، وأن ينزل إلى الساحة العلماءُ الراسخون في العِلم، والموهوبون المؤثِّرون، فيبيِّنوا للناس ما عَرفوا من الحق، بالأسلوب المبسَّط الجذَّاب.

 

إنَّ للمؤسَّسات التعليميَّة ولوسائلِ الإعلام دَورًا عظيمًا في درْء ما تُعاني أمَّتنا في أخلاقها في هذه الحِقبة؛ ذلك لأنَّه ما دَخَل على الأمة ضَيْمٌ في أخلاقها، كما دخَل عليها مِن طريقِ التلفاز والمدارس المنحرِفة، ولا سيَّما الأجنبية منها.

 

3- والخطوة الثالثة: أن يُعنَى المسؤولون بتوفير العمل والكسب الشريف لكلِّ رجلٍ قادر على العمل، ولا سيَّما الشباب الذين يُريدون بناءَ مستقبل كريم لهم.

 

إنَّ البطالة التي ترتفع نسبتُها في كثيرٍ من البلاد الإسلامية عامًا بعد عامٍ سببٌ من أسباب فساد الأخلاق، فالبطالة تقود إلى الفَقر، وكاد الفقر أن يكون كُفرًا، والفقر قدْ يدفع في كثيرٍ من الأحيان إلى ارتكابِ ألوان مِن الجرائم؛ كالسَّرِقة، وقطع الطريق، والقتْل، وما نسمعه في الأخبار مِن قيام مظاهرات واحتجاجات في بعضِ البلاد لَيدلُّ على خطَر هذه الأوضاع الاقتصاديَّة المتردِّية للأمة.

 

إنَّ عددًا من حملة الشهادات العُليا عاطلون عنِ العمل، والغلاء في ارْتفاع، ولو أنَّ الإحصائياتِ عن عددهم دقيقةٌ، لرأينا عجبًا عجابًا!

 

4- والخُطوة الرابعة: تسهيلُ الزواج المبكِّر لكلٍّ مِن الفتيان والفتيات، وسأتوسَّع في عرض هذه الخُطوة؛ لأهميتها في موضوع الأخلاق.

 

إنَّ الزواج صيانةٌ لأخلاق الأمَّة، واستجابةٌ لدواعي الفطرة، وأخذ بسنة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وسببٌ لتكثير المسلمين.

 

والزواج المبكِّر هو الأمر الطبيعي، وهو الذي كان عليه سلفُنا الصالح وآباؤنا إلى عهدٍ قريب، وقد كان لبعضِ الصحابة أبناءٌ بمثابة الأصْدقاء؛ إذ لم يكن بين الأب وابنه إلا بضعةَ عشرَ عامًا فقط، والزواج المبكِّر يُتيح للأب أن يُربِّي أولاده وهو قويٌّ قادِر على متابعةِ أولاده في التربية، ويكونون مع أبيهم كأنَّهم إخوةٌ له.

 

والزواج المبكِّر يصون المجتمع من الانحراف، ويَحمي الفتيانَ والفتياتِ من العُقَد النفسية ومِن الأمراض النفسية الفتَّاكة.

 

ومِن أجْل ذلك؛ فإنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمَر الشباب مَن استطاع منهم بالزواج، فقال: ((يا معشرَ الشباب، مَن استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّج؛ فإنَّه أغضُّ للبصر وأحصنُ للفرْج، ومَن لم يستطعْ، فعليه بالصِّيام؛ فإنه له وجاء))[3].

 

وقصَّة النَّفَر الثلاثة الذين أرادوا المبالغةَ في العبادة معروفةٌ مشهورة؛ إذ قال أحدُهم: إني لن أنام أبدًا، بل سأقوم الليل في العبادة، وقال الآخَر: وأنا لن أُفْطِر أبدًا، بل سأصوم كلَّ يوم، وقال الثالث: أما أنا، فلن أتزوَّج النِّساء، فلما بلغتْ مقالتُهم رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إني لأعبدُكم لله، وأتقاكم له، ومع ذلك فإنِّي أنام وأقوم، وأُفْطِر وأَصُومُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّساءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَِّي فليسَ منِّي))[4].

 

والرَّهبانية ممقوتةٌ في الإسلام، وهي أمرٌ مبتدَع ما كتَبَها الله على الذين يمارسونها؛ قال - تعالى -: ﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾ [الحديد: 27].

أي: رهبانية ابتدَعوها مِن عند أنفسهم، ما أمرْناهم بها، ولكن فعَلوها ابتغاءَ رِضوان الله، فما رعوها حقَّ رعايتها.

 

فلا يَنبغي أن نضَع المعوِّقاتِ أمامَ الزواج، وقد شدَّد كثيرٌ مِن الناس على أنفسهم في هذا الموضوع؛ فعاد الأمرُ عليهم وعلى مجتمعِهم بالخَسَارة.

 

هذه الخُطوات الأربع، يُرجَى إذا تحقَّقت أن تُوقِف الدَّمارَ الذي يتهدَّد المجتمع، نسأل الله أن يوفِّقنا إلى ما يُرضيه.

 

والحمد لله ربِّ العالمين.



[1] البخاري برقْم: (2475)، ومسلم: (57)، وأبو داود: (4689).

[2] صحيح البخاري (3116)، وصحيح مسلم (1037).

[3] صحيح البخاري برقم: (5066)، وصحيح مسلم: (1400).

[4] صحيح البخاري برقم: (5063)، وصحيح مسلم: (1401).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة