• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. أمين بن عبدالله الشقاوي / درر منتقاه


علامة باركود

من حكم الصيام

  من حكم الصيام
د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 13/6/2018 ميلادي - 29/9/1439 هجري

الزيارات: 10920

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من حكم الصيام


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد..

«فإن الله جلا جلاله له الحكمة البالغة فيما خلقه، وفيما شرعه، فهو الحكيم في خلقه، وفي شرعه، لم يخلق عباده لعبًا، ولم يتركهم سُدى، ولم يشرع لهم الشرائع عبثًا، بل خلقهم لأمر عظيم، وهيأهم لخطب جسيم، وبين لهم الصراط المستقيم، وشرع لهم الشرائع ليزداد بها إيمانهم، وتكمل بها عباداتهم، فما من عبادة شرعها الله لعباده إلا لحكمة بالغة، علمها من علمها، وجهلها من جهلها، وليس جهلنا بحكمة شيء من العبادات دليلًا على أنها لا حكمة فيها، بل هو دليل على عجزنا، وقصورنا عن إدراك حكمة الله سبحانه، لقوله: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85]»[1].

 

ومن هذه الشرائع التي فرضها الله على عباده الصيام، فأخبر سبحانه أنه لا تستغني عنه الأمم لما فيه من تهذيب الأخلاق، وتزكية النفوس، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

 

ولما كان فطم النفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشق الأمور وأصعبها، تأخر فرض الصيام على أمة الإسلام إلى السنة الثانية بعد الهجرة، بعدما توطنت النفوس على التوحيد والصلاة، وألفت أوامر القرآن، فنقلت إليه بالتدريج، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صام تسع رمضانات.

 

قال ابن القيم رحمه الله: «ومن حكم الصيام: أن المقصود منه حبس النفوس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية؛ لتستعد لطلب ما فيه سعادتها، ونعيمها، وقبول ما تزكو به مما فيه سعادتها في حياتها الأبدية، ويكسر الجوع والظمأ من حدتها وسورتها، ويذكرها بحال الأكباد الجائعة من المساكين، ويضيق مجاري الشيطان من العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب، فهو لجام المتقين، وجنة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقربين، وهو لرب العالمين من بين سائر الأعمال، فإن الصائم لا يفعل شيئًا، وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها إيثارًا لمحبة الله ومرضاته، وهو سر بين العبد وربه لا يطلع عليه سواه، والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة، وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده، فهو أمر لا يطلع عليه بشر؛ وذلك حقيقة الصوم»[2].

 

ومنها: أن في الصوم تعويد للنفس على الصبر عن الشهوات، والملذات، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، وقال تعالى: ﴿ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 12].

 

ومنها: أنه وسيلة للوصول إلى درجات المتقين، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

 

فإن الصائم مأمور بفعل الطاعات واجتناب المعاصي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»[3].

 

وإذا كان الصائم متلبسًا بالصيام، فإنه كلما همَّ بمعصية تذكر أنه صائم فامتنع عنها، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصائم أن يقول لمن سابه أو شاتمه: إني امرؤ صائم، تنبيهًا له على أن الصائم مأمور بالإمساك عن السب والشتم، وتذكيرًا لنفسه بأنه متلبس بالصيام، فيمتنع عن المقابلة بالسب والشتم.

 

ومنها: التمرن على ضبط النفس، والسيطرة عليها، والقوة على الإمساك بزمامها حتى يتمكن من التحكم فيها، ويقودها إلى ما فيه خيرها وسعادتها، فإن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، فإذا أطلق المرء لنفسه عنانها، أوقعته في المهالك، وإذا ملك أمرها، وسيطر عليها، تمكن من قيادتها إلى أعلى المراتب وأسنى المطالب.

 

ومنها: كسر النفس، والحد من كبريائها حتى تخضع للحق، وتلين للخلق، فإن الشبع، والري، ومباشرة النساء يحمل كل منها على الأشر، والبطر، والعلو، والتكبر على الخلق وعن الحق، وذلك أن النفس عند احتياجها لهذه الأمور تشتغل بتحصيلها، فإذا تمكنت منها رأت أنها ظفرت بمطلوبها، فيحصل لها من الفرح المذموم والبطر ما يكون سببًا لهلاكها، والمعصوم من عصمه الله تعالى.

 

ومنها: أن الصيام وجاء لشهوة النكاح، وكسر لحدتها، روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»[4].

 

قال ابن القيم رحمه الله: «إن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة شرعه الله لعباده رحمة بهم، وإحسانًا إليهم، وحمية لهم وجنة»[5].

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] مجالس شهر رمضان للشيخ ابن عثيمينرحمه الله ص 40.

[2] زاد المعاد (2 /27) بتصرف.

[3] صحيح البخاري برقم 6057.

[4] صحيح البخاري برقم 5066، وصحيح مسلم برقم 1400.

[5] زاد المعاد (2 /28).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة