• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

دلالات تحريم الظلم في الأشهر الحرم (خطبة)

دلالات تحريم الظلم في الأشهر الحرم (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 5/7/2020 ميلادي - 14/11/1441 هجري

الزيارات: 34069

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دلالاتُ تحريمِ الظُّلم في الأشهرِ الحُرُم


الحمدُ للهِ الوليِّ الحميدِ، الفعَّالِ لِما يُريد، الذي خضعت له الرِّقاب، وذلَّت له جميعُ العبيد، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ولا نديد، وأن محمداً عبدُه ورسولُه سيِّدُ الرُّسُلِ وخُلاصةُ العبيد، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آله وأصحابهِ أُولي الأخلاقِ والقولِ السديد، وسلِّم تسليماً.


أما بعد:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ ﴾ [المائدة: 2].


أيها المسلمون:

إنَّ شهرَكُم هذا هوَ أحدُ الأشهُرِ الْحُرُمِ التي نصَّ القرآنُ عليها في الجملة، وبيَّنها الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام، فقال: (إنَّ الزَّمانَ قدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يومَ خَلَقَ اللهُ السَّمَواتِ والأرضَ، السَّنَةُ اثنا عَشَرَ شَهْراً، منها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وذُو الْحِجَّةِ والْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الذي بينَ جُمَادَى وشَعْبَانَ)، رواه البخاريُّ ومسلم، واللهُ عزَّ وجل بيَّنَ حُرْمَتَها، وحذَّرَ منَ الظُّلمِ فيها، وحذَّر مِن إخلالها، كما قال جل َّوعلا: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 217]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36]، فحذَّر سُبحانَه مِن ظُلْم النُّفوسِ فيها، ومعلومٌ أنَّ ظُلْمَ النفوسِ أمرٌ مُحرَّمٌ مُطلقاً في جميعِ الزَّمانِ والمكانِ، ليسَ للمُؤمنِ وليسَ لأحدٍ أنْ يَظْلِمَ نفْسَهُ بالمعاصي والشُّرورِ، وليسَ لأحدٍ أنْ يظلمَ غيْرَهُ لا في الأشهر الْحُرُم ولا في غيرِها، ولا في أيِّ مكانٍ، ولكنَّ اللهَ خصَّ الأشهرَ الحرم بمزيدِ تأكيدٍ للتحريم، وأنَّ الظُّلْمَ فيها يكونُ أشدَّ إثماً وأعظم جريمة، كما أنَّ المعاصي في الْحَرَمِ الأرضيِّ في الْحَرَمِ المكانيِّ حَرَمِ مكةَ وحَرَمِ المدينةِ أشدُّ إثماً وأعظَمُ في الْجُرْم، حتى جَعَلَ اللهُ جلَّ وعلا الْهَمَّ بالمعصيةِ مَحَلَّ وعيدٍ في الْحَرَمِ المكيِّ، حيث قالَ سُبحانه: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25]، فهذه الأشهرُ كانت محلَّ تعظيمٍ حتَّى في الجاهليةِ، ويَحجُّون فيها، حيثُ جَعَلَها اللهُ مَحلَّ أمْنٍ لَهُم يُسافرون فيها لأداءِ المناسكِ ولحاجاتهِم وتجاراتهِم، فإذا خَرَجَت ثارت الفِتَنُ بينهم.


عبادَ الله:

إن هذه النصوص الكريمة لها دلالاتُها وعِبَرُها التي ينبغي أن نستفيد منها، ونحنُ في ثاني جُمُعةٍ من هذه الأشهر الحرم، ومن هذه الدلالات:

أولاً: أن هذا الاصطفاءَ لهذهِ الأشهرِ أثرٌ مِن آثارِ كَمَالِ عِلْمِ اللهِ تعالى وتَمامِ حكمته، وهذا مما يَزيدُ المسلمَ عبوديةً وإيماناً بربِّه سُبحانه.

 

ثانياً: تعظيمُ ما عظَّمهُ اللهُ تعالى، فإن هذهِ الأشهُرَ عظيمةَ القدرِ والمكانةِ في شرع اللهِ، ومِن تعظيمِ المؤمنِ لربِّه تعالى: أنْ يُعظِّم ما عظَّمه، بل ذلكَ مِن أمارات خيريَّة العبدِ وتقواهُ، كما قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30]، وقال سُبحانه: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، وإذا كان أهلُ الجاهليةِ يُعظِّمون هذهِ الأشهرَ بالامتناعِ عنِ القِتالِ فيها، حتى يَمُرَّ الرَّجُلُ بقاتلِ أبيهِ فلا يُؤذيهِ؛ فإنَّ المؤمِنَ الْمُعظِّمَ للهِ ورسولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أولى بتعظيمها: لا تقليداً! بل تعبُّداً واتباعاً.

 

ثالثاً: ومن دلالات تحريم الظلم في هذه الأشهر ابتلاءُ العبادِ واختبارُهم هل يَمتثلوا أمرَ ربِّهِم؟

 

رابعاً: ومِن أعظم دلالات تحريم الظُّلم في هذه الأشهر الْحُرُم، وهو مِن أعظم ما تُعظَّم به هذه الأشهر: الكفُّ فيها عن المعاصي كُلِّها، قال قتادةُ رحمهُ اللهُ: (أمَّا قولهُ: ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36]: فإنَّ الظُّلْمَ في الأشهُرِ الْحُرُمِ أعْظَمُ خَطِيئَةً ووِزْراً مِن الظُّلْمِ فيما سِوَاها، وإنْ كانَ الظُّلْمُ على كُلِّ حالٍ عَظِيماً، ولكِنَّ اللهَ يُعَظِّمُ مِنْ أَمَرِهِ ما شاءَ) رواهُ ابنُ جرير.

 

نعوذُ بكَ اللهُمَّ مِن أنْ نَظْلِمَ أو نُظلَم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

♦ ♦ ♦ ♦


إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُهُ ورسولُهُ.


أما بعد: ومما تُعظَّم به الأشهر الحرم:

خامساً: الازديادُ من العمل الصالح فيها، فإنَّ للزمان الفاضلِ مِيزةً على غيرهِ.

فلنتقِ اللهَ عبادَ اللهِ ولنُعظِّم أمرَ ربِّنا؛ بالكفِّ عن ظُلْم أنفسنا وظُلْمِ غيرنا، ولنُكْثر ما استطعنا فيها من أنواعِ الطاعاتِ وتفريجِ الكُرُبات، ولنتذكر أنَّ تعظيمَنا للظُّلْمِ في هذه الأشهر الحرم علامةٌ على الخيريَّةِ وتقوى القلوب.

 

اللهم إنا نسألكَ العفو العافيةَ والمعافاةَ واليقينَ في الآخِرةِ والأُولى، اللَّهُمَّ وجَنِّبْنا مُنْكَرَاتِ الأخلاقِ والأَهْواءِ والأَسْواءِ والأَدْواءِ، اللهمَّ وانصر الإسلامَ والمسلمين، اللهم واغفر للمؤمنين والمؤمنات، اللهم وادفع وارفعْ عنَّا الغَلا والوَبَا والبَلاء والْجَلاء والْجَدْب والقَحْطَ والمحن والزلازل والفتن، عن بلدنا هذا وعن بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين، اللهم وانصر جُنودنا، واحفظ حُدودنا، وأصلح ووفِّق وُلاة أُمورنا، واشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وعافِ مُبتلانا يا أرحمَ الراحمين، وصلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، سُبْحَانَكَ وبحَمْدِكَ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إلَيْكَ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة