• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

الحوار الحضاري بين الإسلام والغرب

د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 4/5/2015 ميلادي - 15/7/1436 هجري

الزيارات: 16310

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحوار الحضاري بين الإسلام والغرب[1]


إن ما يدعونه (الحوار الحضاري بين الإسلام والغرب) حوارٌ قائم بين قويٍّ وضعيف، وإذا كانت هناك نتيجةٌ عن هذا الحوار، فإنها ستكون الانقياد التام، والخضوع المطلق من الضعيف للقوي.

 

إن المسلمين في واقعهم اليوم قد بَعُدُوا عن دينهم، وخالفوا أوامر ربهم في كثير من شؤون حياتهم؛ فكان أن تخلَّفوا عن ركب الحضارة علميًّا، واقتصاديًّا، وسياسيًّا، واجتماعيًّا.

 

لقد أمرهم ربُّهم بأن يُعِدُّوا لأعدائهم ما استطاعوا من قوة، فقعدوا عن ذلك وخالفوا أمره، فآلتْ أوضاعهم إلى ما هم عليه، يقول الله -تعالى-: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60]، وهذا النص دالٌّ على العموم، فهم مطالبون بإعداد القوة في شتى نواحيها.

♦    ♦    ♦


وهذا الحوار بين الغرب والمسلمين يشمل (الحوار النصراني الإسلامي)، والذي يتابع هذا الحوار يجد أنه كان موظفًا لأغراضٍ سياسية بحتة، وقد بدأ هذا الحوار في وقت مبكر، وإني لأذكرُ أن مؤتمرًا عُقِد في "بحمدون" اللبنانية أواخر الأربعينيات، أو أوائل الخمسينيات من القرن الميلادي المنصرم، وحضر هذا المؤتمر عددٌ من علماء المسلمين، وعددٌ من رجال الكنيسة في الغرب؛ فتبيَّن لمن حضره من أهل الوعي أن أغراض المؤتمر بعيدةٌ عن المعاني الدينية.

 

وأذكر أنه من بين العلماء الذين حضروا هذا المؤتمر الشيخ مصطفى السباعي - رحمه الله - الذي خرج من المؤتمر وفضح أهدافه المغرضة وأعلن ذلك في الصحف.

 

ولا يزالون يعملون على متابعة هذا الحوار لخدمة أغراضهم المشبوهة.

 

وإني لأرى الحقَّ مع السائل الكريم الذي يقول: أليس الأجدى أن نتناول قبل ذلك الحوارَ بين المسلمين أنفسهم؟!

أجل، إن ذلك أحرى وأولى، وهو الذي كان يجب أن يكون.

 

وإذا أردنا أن يكون الحوار بين المسلمين نافعًا، فلا بدَّ أن يكون ضمن دائرة الأصلينِ الأساسيينِ اللذينِ يقوم عليها الإسلام، وهما: الكتاب والسنة، وعندئذٍ فسيقوم هذا الحوار بين الاتجاهات الإسلامية التي تخرج عن هذا الإطار.

 

ولا بدَّ أن يتحقق شرط آخر، وهو أن يكون عند أصحاب كل اتجاه الاستعدادُ التامُّ للتخلي عن آرائهم إذا تبيَّن لهم غلطُها ومخالفتها للكتاب والسنة أو للمصلحة، وهذا لا يمكن أن يتحقَّق إلا إذا خلع كلُّ واحدٍ من المتحاورين ثوبَ التعصب، وصَدَقَ في رغبتِه في الوصول إلى الحق.

 

إن اختلافَ الناس أمرٌ لا مفرَّ منه، ولكن لا يجوز أن يصعَّد هذا الاختلاف حتى يصل إلى درجة القطيعة أو العداوة؛ فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضيةٌ، كما يقولون.

 

إن الحوار بين علماء المسلمين ومفكريهم ودعاتهم ينبغي أن يكون ملتزمًا مبدأ الوصول إلى الحق، ولله در الإمام الشافعي - رحمه الله - الذي كان يقول: ما ناظرتُ أحدًا إلا دعوتُ الله أن يظهر الحق على يديه.

 

إن المسلمين اليومَ بحاجة ماسَّة إلى أن يتوحَّدوا؛ لأن الحرب التي توجَّه إليهم وإلى دينهم حربٌ شرسة مدمرة، قد استخدمتْ أحدثَ ما وصلتْ إليه التقنية في الحضارة الحديثة.

 

وهذه الوحدة التي يتطلَّع إليها الواعدون من المسلمين، لا بدَّ أن يسبقَها حوار بنَّاء، يجمع القلوب والأفكار، ويمهِّد لتلك الغاية المرجوَّة.

 

إن وجودَهم مرتبطٌ بذلك، بل إننا لَنعتقدُ أن مصلحة البشرية كلها في أن تسود القيم المثلى التي جاء بها الإسلام.

 

نعم؛ إن هذه البشرية المعذَّبة، التي تلقى أنواعًا من الظلم والمهانة، ومن الطغيان، ومن السحق والإذلال تحت شعارات كاذبة خادعة - لفي أشدِّ الحاجة إلى عدالة الإسلام، وانظر ما فعل "ستالين"، و"هتلر"، و"نابليون"، و"أتاتورك"، وأسرة الأسد!

 

إن بقاء الإسلام بعيدًا عن قيادة ركب العالم سيُبقِي البشر في الظلم والامتهان لإنسانية الإنسان، إننا نعتقدُ جازمينَ - وأمامنا حقائق التاريخ، وأمامنا الواقع المؤلِم للناس - أن سعادة أبناء الدنيا مرتبطةٌ بسيادة مبادئ الإسلام وبتقدُّم المسلمين.

 

إن الحوار مع الغرب الحاقد المجرم لا يحقِّق رجاء ولا أملاً، ولا يجدي فتيلاً.

 

إن الحضارة الأوربية بشقَّيها: الغربي الرأسمالي، والشرقي الاشتراكي - قد صار موقفهما واحدًا في إعلان عداوتهما للإسلام والمسلمين، وتسخيرهما القوة العسكرية الباطشة لضرب المسلمين بدعوة محاربة الإرهاب.

 

وها هم أولاءِ يقتلون المسلمين في الأفغان، وباكستان، والشيشان، والعراق، والشام، وبورما، ومالي، والصومال، دون رحمة ولا شفقة، قال الله -تعالى-: ﴿ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ * كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ * اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ﴾ [التوبة: 7 - 10]، ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 100].

 

هذا، والمسلمون إن عادوا إلى الله، وأعدُّوا لأعدائهم ما يستطيعون من قوة في العلم والاختراع والتقنية، واتحدوا - كانوا قوة ذاتَ شأن كبير؛ فعددُهم كثير؛ فهم يشكِّلون ربع سكان الأرض، وثروات بلادهم ثرواتٌ هائلة، ويقيمون في منطقة إستراتيجية مهمة جدًّا، فعليهم أن يعتمدوا على أنفسهم، ويتوكلوا على الله، وأن يواجهوا المصاعب بالحكمة والتخطيط ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].

 

والحمد لله رب العالمين.



[1] هذه الكلمة كتبتها جوابًا لسؤال وردني: الحوار الحضاري والغرب يحتل بؤرة الاهتمام في عدد كبير من وسائل إعلامنا، أليس الأجدى أن نتناول قبل ذلك الحوار الحضاري بين المسلمين أنفسهم؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة