• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

القرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة (5)

د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 4/5/2011 ميلادي - 30/5/1432 هجري

الزيارات: 15763

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة (5)

الجهاد بالقرآن

سلسلة مصادر السيرة - القسم السابع

 

أمَر الله - عزَّ وجلَّ - عبدَه ورسولَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالجهاد في سبيله بالقُرآن، وبالحجَّة والبَيان، وبالسيف والسِّنان، وأمَرَه أيضًا أنْ يُحرِّض المؤمنين على القِتال في سبيل الله.

قال - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [التوبة: 73، التحريم: 9].

وقال - تبارك وتعالى -: ﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً ﴾ [النساء: 84].

أي: فقاتِلْ يا محمدُ في سبيل الله، لا تُكلَّف إلا نفسك؛ أي: فلا تهتم بتخلُّفهم عنك، قاتِلْ ولو وحدَك، فإنَّك موعودٌ بالنصر، وحرِّض المؤمنين وحثهم على القتال[1]؛ فهو - صلَّى الله عليه وسلَّم - مُكلَّف بالقتال ولو كان وحدَه، وقال - عزَّ مِن قائل -: ﴿ فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 52].

 

قال سيد قُطب - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: "وإنَّ في هذا القُرآن مِن القوَّة والسُّلطان، والتأثير العميق، والجاذبية التي لا تُقاوَم - ما كان يهزُّ قلوبهم هزًّا، ويُزَلزِل أرواحَهم زلزالاً شديدًا؛ فيُغالِبون أثره بكلِّ وسيلةٍ، فلا يستَطِيعون إلى ذلك سبيلاً.

 

ولقد كان كُبَراء قريش يقولون للجماهير: "لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلَّكم تغلبون"، وكانت هذه المقالة تدلُّ على الذُّعر الذي تضطرب به نُفُوسهم ونفوسُ أتباعهم من تأثير هذا القُرآن؛ وهم يرَوْن هؤلاء الأتْباع كأنما يُسحَرون بين عشيَّة وضُحاها مِن تأثير الآية والآيتين، والسورة والسورتين، يتلوهما محمد بن عبدالله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فتَنقاد إليه النُّفوس، وتهوى إليه الأفئدة.

ولم يقلْ رُؤَساء قريش لأتْباعهم هذه المقالة، وهم في نجوةٍ من تأثير هذا القُرآن، فلولا أنهم أحسُّوا في أعماقهم هزَّة روعتهم، ما أمروا هذا الأمر، وما أشاعُوا في قومهم بهذا التحذير، الذي هو أدلُّ من كلِّ قولٍ على عُمقِ التأثير!

 

وإنَّ في القُرآن من الحقِّ الفطري البسيط لما يَصِلُ القلبَ مباشرةً بالنبع الأصيل، فيَصعُب أنْ يقفَ لهذا النبع الفوَّار، وأنْ يصدَّ عنه تدفُّق التيَّار، وأنَّ فيه من مشاهد القيامة، ومن القصص، ومن مشاهد الكون الناطقة، ومن مصارع الغابِرين، ومن قوَّة التشخيص والتمثيل - لما يهزُّ القلوب هزًّا لا تملك معه قَرارًا، وإنَّ السورة الواحدة لَتهزُّ الكيان الإنساني في بعض الأحيان، وتأخُذ على النفس أقطارها ما لا يأخُذه جيشٌ ذو عدَّة وعَتاد!

فلا عجب مع ذلك أنْ يأمُر الله نبيَّه ألاَّ يطيع الكافرين، وألاَّ يَتزحزَح عن دَعوته، وأنْ يُجاهِد بهذا القرآن، فإنما يُجاهِدهم بقوَّة لا يقفُ لها كيان البشر، ولا يثبت لها جِدال أو محال"[2].

 

وفي سورة بَراءة أمَر الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنْ يُجِير مَن يستَجِيره من المشركين حتى يَسمَع كلام الله؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 6].

وإنَّ قصَّة الطُّفَيل بن عمرو الدوسي[3] دليلٌ على أثَر هذا القُرآن في نُفُوس مَن يَعِيه ويتدبَّره.

 

إنَّ علينا أنْ نُقدِّم هذا القُرآن المؤثِّر للناس جميعًا بالأُسلوب الموصل إلى الهداية، وهذه مهمَّةٌ تُواجِه العُلَماء المتذوِّقين للبَيان القرآني السامي، وللكُتَّاب الموهوبين، أنْ يُقدِّموا هذا القرآن للناس؛ فما أشدَّ حاجةَ الإنسانيَّة إليه!

هذا، وفي القرآن ذكرُ عددٍ من الغزوات التي ندرسها في السِّيرة النبويَّة التي أوردت تفاصيلها، ولا شكَّ أنَّ أوثق مصادرها وأهمها كتاب الله، الذي لا يَأتِيه الباطل من بين يديه ولا من خَلفِه.

 

وسأشير في هذه الدراسة إلى بعض ما ورَد في القرآن بشأن هذه الغزوات المباركات التي كانت سببًا في نشْر هذا الدِّين العظيم، حتى عمَّ الكون كلَّه، وساد حكمُه الدنيا المعمورة.

ومعلومٌ أنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما كان يُقاتِل قومًا إلا بعد أنْ يدعوهم فيأبوا.

 

لقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يدعوهم إلى ما كان يُحيِيهم ويُسعِدهم في الدنيا والآخرة، يدعوهم إلى كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله)، وإلى الإيمان بهذا الدِّين العظيم، وفي استِجابتهم مصلحتُهم وإنقاذُهم من العيش في ظُلُمات الشِّرك والشقاء، والبؤس والظُّلم، يدعوهم إلى إقامة حياة قائمة على العدل والتوحيد والسعادة، يدعوهم إلى ما ينقذهم في الآخِرة من عذاب الجحيم المقيم؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ * وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴾ [الانفطار: 13 - 16].

 

لقد أُمِرَ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالجهاد، فامتَثَل أمرَ ربِّه، وجاهَد في سبيل الله حقَّ الجهاد، وبلَّغ رسالةَ ربِّه بإخلاصٍ وصدقٍ وتَفانٍ، ودخَل الناسُ في دِين الله أفواجًا، وتابَع حمل الأمانة خُلَفاؤه الراشدون من بعده، وانتَشَرَ الإسلامُ في العالم المعمور.

﴿ مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلاَ يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ﴾ [التوبة: 120].

 

فالمؤمنون مُطالَبون أنْ يكونوا عَوْنًا لإمامهم، وفَّقَنا الله إلى ما يُرضِيه، والحمدُ لله ربِّ العالَمين.


[1] انظر: "تهذيب الجلالين"؛ لمحمد بن لطفي الصباغ في تفسير هذه الآية.

[2] "في ظلال القرآن" 5/2571 - 2572، ط الشروق.

[3] انظرها في: "سيرة ابن هشام" 2/22 - 24، وفي رسالة "من صفات الداعية" ص 14 - 17.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة