• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / قضايا العلم والتعليم


علامة باركود

طالب العلم في حاجة إلى مال قارون + عمر نوح + صبر أيوب

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 6/2/2010 ميلادي - 21/2/1431 هجري

الزيارات: 22498

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لقد جعل الله - سبحانه - المال سببًا لحفظ البدن، وحفظه سببًا لحفظ النفس، وهو سبب عمارة الدنيا والآخرة، وبالمال قوام العبادات والطاعات، وبه قام سوق الحج والجهاد، وبه حصل الإنفاق الواجب والمستحب، وبه يتوصَّل إلى النكاح، وبه حصلت قربات العتق والوقف وبناء المساجد.

وللأسف، فقد انتشر فَهمٌ خاطئ عند بعض الناس مفاده أن الاشتغال بطلب المعاش والعمل في صنعة أو مهنة أو حرفة يمنع الوصول إلى مراتب العلماء، وأن العالم لا يبلغ هذه المنزلة إلا بالتفرُّغ الكامل، والبعد عن طلب المعاش والاحتراف، وأن الجمع بين العلم والحرفة صعب المنال.

بيد أنه لا بد أن نعلم أن الحاجة إلى المال في زماننا أصبح أمرًا مهمًّا لا يستغي عنه أيُّ طالب علم.

فطالب العلم يحتاج إلى مال قارون، وعمر نوح، وصبر أيوب، مال قارون؛ لشراء الكتب والذهاب إلى مجالس العلماء البعيدة، والاستغناء عن المسألة وسؤال الناس، ويحتاج إلى عمر نوح؛ لقراءة تلك الكتب، وكذا يحتاج إلى صبر أيوب؛ إذ قراءة الكتب ومجالس العلماء تحتاج إلى صبر وجهاد، صبر على طلب العلم، ومجاهدة النفس في الهوى والشيطان.

ولا عجب، فقد كان الأنبياء - عليهم السلام - أصحاب حِرَفٍ ومِهَنٍ، فهذا نوح - عليه السلام - كان يعمل في النجارة وصناعة السفن؛ {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} [هود: 37]، وموسى - عليه السلام - كان يعمل أجيرًا؛ {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 27].

وداود - عليه السلام - عمل في الحدادة وصناعة الحديد؛ {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} [الأنبياء: 8].

وكان - عليه السلام - يأكل من عمل يده، فيقول رسولنا - صلى الله عليه وسلم -: ((كان داود - عليه السلام - لا يأكل إلا من عمل يده))؛ رواه البخاري.

وعمل زكريا - عليه السلام - في النجارة والخشب؛ يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((كان زكريا - عليه السلام - نجَّارًا))؛ رواه مسلم.

وفي المستدرك عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: كان داود زرادًا، وكان آدمُ حَرَّاثًا، وكان نوح نجَّارًا، وكان إدريس خيَّاطًا، وكان موسى راعيًا - عليهم السلام.

وقد عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رعي الغنم، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم، فقال له أصحابه: وأنت يا رسول الله،  قال: وأنا رعيتها لأهل مكة بالقراريط)).

ومارس رسولنا - عليه السلام - التجارة مضاربة بأموال خديجة بنت خويلد قبل البعثة.

ثم إن الصحابة الكرام من المهاجرين والأنصار كانوا يعملون في أمر معاشهم، وكانوا أصحاب مِهَن وحِرَف.

وقد احترف كثير من الصحابة - رضوان الله عليهم - التجارة برًّا وبحرًا، وكان منهم اللحَّام والجزَّار والبزَّاز والحدَّاد، والخياط والنسَّاج والنجَّار والحجَّام.

فلم يكن صحابة رسول الله بطَّالين، بل كانوا يسعون في طلب المعاش والتكسُّب فيه، وعملوا في المهن والحِرَف على اختلاف أنواعها وأشكالها.

وعلى هذا النهج سار جمع غفير من علمائنا وفقهائنا وأُدَبائنا من سلف هذه الأمة؛ إذ كانوا أصحاب حرف ومهن، وكانوا مع علمهم وزهدهم وتقواهم يسعون في هذه الدنيا سعيًا وراء عيشهم ورزقهم وقوت عيالهم.

انطلاقًا من قوله - تعالى -: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}، وقوله - عز وجل -: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ}.

وقد حاول الأستاذ عبدالباسط بن يوسف الغريب في كتابه اللطيف الطرفة فيمن نُسب من العلماء إلى مهنة أو حِرفة، حاول استقراء المهن والحِرف ومن نسب إليها، وقد بذل جهدًا طيبًا وحصرًا بديعًا.

فأورد ضمن ما أورد من مهن العلماء وحرفهم:
الخشاب، والحداد، والصواف، والبقال، والبصَّال، والقفَّال، والجمَّال، والبنَّاء.

بل لقد أورد قرابة أربعمائة حرفة ومهنة ، وقرابة ألف وخمسمائة عالم وأديب وفقيه، إنه بحق مرجع مهم وسفر رائع.

وفيما يلي نستعرض بعضًا من المهن والحِرَف ومن نُسب إليها، على النحو التالي:
(1) الآجرِّي، نسبة إلى عمل الآجر وبيعه، ومن العلماء المشهورين، أبو بكر محمد بن خالد الآجري.
(2) الأدمي، نسبة إلى من يبيع الأدم، ومن العلماء المشهورين، الشيخ أبو الحسين أحمد بن عثمان الأدمي.
(3) الإسكافي، نسبة إلى من يعمل اللواك والشمشكات، ومن العلماء: أحمد بن محمد بن هاني الإسكافي.
(4) الأنماطي، نسبة إلى بيع الأنماط: وهي الفرش التي تبسط، ومن العلماء: أبو بكر محمد بن إبراهيم الأنماطي.
(5) الباقلاني، نسبة إلى الباقلا وبيعه، ومن العلماء: أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني.
(6) البزَّاز، نسبة إلى بيع البز والثياب، ومن العلماء: أبو بكر محمد بن عبدالله البزَّاز.
(7) البصَّال، نسبة لبيع البصل، ومن العلماء: الفقيه محمد بن أحمد المعروف بالبصَّال.
(8) البطيخي، نسبة إلى البطيخ وبيعه، ومن العلماء: أبو إسماعيل محمد بن صالح الواسطي البطيخي.
(9) البيَّاع، نسبة إلى البياعة، ومن يتوسط بين المتبايعَيْن، ومن العلماء: عروة بن شييم بن البياع.
(10) التاجر، نسبة إلى التجارة، ومن المشهورين بذلك: أبو بكر محمد الأصبهاني التاجر، راوية الطبراني.
(11) التوحيدي، نسبة إلى بيع التوحيد: وهو نوع من التمور، ومن المشهورين بذلك: أبو حيان التوحيدي.
(12) الثقَّاب، نسبة إلى من يثقب حب اللؤلؤ، واشتهر بذلك: أبو حمدون الثقاب.
(13) الجزار، نسبة إلى الجزارة وهو نحر الإبل، واشتهر بذلك: يحيى بن الجزار المعدني.
(14) الجصَّاص، نسبة إلى العمل بالجبص وتبيض الجدران، واشتهر بذلك، شيخ الزهاد أبو محمد طاهر بن حسن الجصاص.
(15) الجوزي، نسبة إلى الجوز وبيعه، واشتهر بذلك: أبو اسحاق إبراهيم بن موسى الجوزي.
(16) الحاسب، نسبة إلى من يعرف الحساب، واشتهر بذلك: أبو علي الحسن بن محمد الحاسب.
(17) الحداد، نسبة إلى الحدادة، واشتهر بذلك: أبو محمد الحداد الحسن بن أحمد.
(18) الرُّماني، نسبة إلى الرمان وبيعه، واشتهر بذلك: أبو بكر محمد بن إبراهيم الرُّماني.
(19) القطعي، نسبة إلى بيع قطع الثياب، واشتهر بذلك: أبوعبدالله الحسين بن محمد القطعي.
(20) النجار، نسبة إلى النجارة، واشتهر بذلك الشيخ المسند أبو علي ضياء بن أحمد النجار.

وهناك: الأبنوسي، والبربهاري، التبان الجيلاني، الحصري، الخراز، الدلال، الذهبي، الزجاج، السقا، الصابوني، الضراب، الطحان، العطار، الفراء، القطان، الكسائي، اللؤلؤي، الماوردي، النقاش، الوراق، الياقوتي.

ولأن القائمة تطول وتطول؛ فإننا نكتفي بهذا القدر؛ لنقرر حقيقة عدم انفصال طلب المعاش عن طلب العلم، ولنبين القدوة في ذلك من سِيَر الأنبياء والصالحين والسلف المبارك.

اهتداءً بقوله - عز وجل -: {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10] صدق الله العظيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة