• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشرفين / موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي / مقالات


علامة باركود

تكافل الأسر بين الواقع والنظر

د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي


تاريخ الإضافة: 24/12/2006 ميلادي - 3/12/1427 هجري

الزيارات: 21320

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تكافل الأسر بين الواقع والنظر

 

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:

فقد رزحت الإنسانية – على شتى مشاربها الفكرية وفي فترات حياتها المتطاولة - ، تحت وطأة أعباء الحياة، وأثقلت كاهلها مصاعب العيش الكريم، مع سعيها الدؤوب الجاد للتخلص من ذلك، ولكن عبثاً حاولت، فها هي مجتمعات زخرفت الحضارة المادية عيشها، وغلب على ظنها رشدها من حيث هو طيشها، لقد ناءت تلك المجتمعات مع سطوة إمكانياتها بحمل تلك الأعباء، حيث شرع كل فرد منها في استقطاب الثروات ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فحقق الملذات وتمتع بالشهوات، ولقد حق له ذلك – كما يزعم – فهو أسد في غاب مجتمعه ، فلا ضير لديه لو أن نملاً قد نال فتات حبات سكر، أو حتى لو لم يجدها!.

 

إن المجتمع الإنساني الفاضل الذي طالما حلمت به البشرية منذ فجر التاريخ، وسطره الفلاسفة وأتباعهم إلى يومنا هذا، لم يتحقق بعد، ولا أحسبه سيكون واقعاً ملموساً، فنحن نرى الإنسانية تارة تسعى للكمال بتمجيد الفرد، وتارة أخرى بتقديس النزعة الجماعية، وطوراً ببناء الحجر وهدم البشر، وطوراً آخر بوجدانية تُعلي إرادة الإنسان فلا تحدها حدود ولا تقام دونها سدود.

 

والواقع أنه لم يسلم من ذلك الترنح البغيض إلا من ارتضى شرعة الله لعباده، وانتهج منهاج الحق، لذا فقد شهد التاريخ الاجتماعي الإنساني مخاضاً عسيراً تمخض عنه مولود التكافل، حيث أمسك الإسلام بزمام أمره وجسّده واقعاً مثالياً بعد أن كادت تزيغ قلوب الخليقة آيسة من خلاص، موقنة ألا مهرب من ظلم ولا مناص.

 

عزيزي القارئ: لقد تأرجح أنموذج تكافل المجتمع الإسلامي عبر التاريخ بين واقع ونظر، لكنه كان الأقرب – ولا شك – للمثال المتكامل، وذلك عند توافر إصرار على تطبيقه، فها هو التاريخ الإسلامي شاهد على حصول فترات فاضت فيها الثروات حتى لقد زهد طلابها في تحصيلها فهي في متناول الجميع، لذا فلا مسوغ للتنافس فيها، هذا الأنموذج الفذ الفريد في تاريخ البشرية قد تحقق فعلاً، ثم نحن نراه اليوم وقد تحول فجأة إلى نظرية، كأن بينها وبين الواقع بُعد المشرقين، لكنه ما زال أملاً منشوداً، ومثالاً كاملاً مطلوباً وبناءاً فريداً مفقوداً.

 

لذا عزيزي القارئ، فقد أحببت أن أضع لبنة في هذا البناء، ولو كانت متواضعة، فالقليل خير من عدم، والإسهام خير من الإحجام.

 

هذه المساهمة هي دعوة لكل عائلة كريمة في مجتمعنا، لتفكر ملياً في تحقيق تواصل معنوي ومادي فيما بينها، ولتكون بدورها دعامة متينة في بناء تواصل المجتمع بأسره وسبباً هاماً في قوته الروحية والمادية،

 

هذا التواصل العائلي قد يكون من المفيد لتحقيقه بعض أمور:
أولاً: إنشاء مجلس العائلة ممن هم على دراية تامة بأحوالها، وممن يتبوؤون مراكز ثقافية واجتماعية مرموقة، ويقوم هذا المجلس برعاية مصالح العائلة، الخاصة والعامة، وإصلاح ذات بينهم، عملاً بقول الله تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء : 114].


ثانياً: عقد لقاءات دورية – ولو سنوية – للمنتسبين للعائلة ليتعارفوا وتتوثق لديهم عرى القرابة، ويتراحمون فيما بينهم، استجابة لوصف النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بقوله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [متفق عليه].


ثالثاً: تأسيس صندوق للتكافل الاجتماعي بين أفراد العائلة، يعتمد أساساً على تبرعات أبنائها واشتراكاتهم السنوية، وقد يتم من خلاله إنشاء وقف خيري يعود ريعه على الأيتام والمحتاجين منهم، وتحقيق رعاية للموهوبين علمياً من أفراد العائلة، وكذلك توفير مشاريع قد تكون فرص عمل مناسبة لهم، تمثلاً بحسن تكافل الأشعريين من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا إذا قل طعام عيالهم في المدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم بالسوية، حتى نالوا شرف الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (فهم مني وأنا منهم) [متفق عليه].

 

رابعاً: إصدار مطوية داخلية تعرف بأهم رجالات العائلة، وتحوي أخبارها المستجدة، كما تُعلم بأنشطة أبنائها الخاصة والعامة، وتُشيد بالمبرزين منهم في شتى الميادين الثقافية والعلمية والاجتماعية اقتداء بقول النبي صلى الله عليه وسلم لمن أحسن: أحسنت . وقد قالها مراراً صلى الله عليه وسلم كما صح في السنة المطهرة.


عزيزي القارئ: هذه خواطر تواردت، رجوت بكتابتها الإسهام في باب للخير، مع علمي بأن عائلات كريمة في مجتمعنا لم يفتها مثل ذلك. فهل لي بعد ذلك بأن أطمح في تعميم هذه الظاهرة الخيرة، وتحقيق التنافس فيها؟

 

المادة باللغةا لإنجليزية

اضغط هنا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- مجرب
أحمد ياسين الخياري - السعودية 02-01-2010 01:05 PM
أخي الدكتور خالد :
شكرا جزيلا على المقال. تأييدا لما ذكرت فقد تم بفضل الله ومنته إنشاء مجلس للعائلة منذ أربعة أعوام وتمت اللقاءات السنوية في رحاب طيبة الطيبة ونتج عنها الكثير من الخير من التواصل وصلة الرحم والتكامل والتكافل وغيرها من الخيرات. نسأل الله التوفيق والهداية والاستمرار فيما بدأ. ودعواتكم.
1- وفقكم الله
ابن الإسلام - مصر 15-03-2009 11:48 PM
لقد وصف الله سبحانه وتعالى الأمة الإسلامية بأنها أمة واحدة وأمرها بعبادته سبحانه وتعالى، وأصل ذلك قوله  : إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (الأنبياء : 92) وأمرنا بالتعاون في كل نواحي الحيـاة كما فى قوله سبحانه وتعالى :  وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ  (المائدة : 2)
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة