• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

عذاب جهنم

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 2/1/2008 ميلادي - 23/12/1428 هجري

الزيارات: 49821

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عذاب جهنم

(خطبة جمعة)


الحمد لله ذي البطش الشديد، المبديء والمعيد، الفعال لمايريد، المنتقم لمن عصاه بالنار بعد الإنذار والوعيد، المكرم لمن خافه واتقاه بدار لهم فيها من كل خير مزيد، فسبحانه من قسم خلقه قسمين وجعلهم فريقين ﴿ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴾ [هود/ 105]، وأشهد ألا إله إلا الله وحده ذو العرش المجيد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد العبيد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.


أما بعد، عباد الله:

﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].


عباد الله:

إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه ويخشوه ويخافونه، ونصب لهم الأدلة الدالة على عظمته وكبريائه ليهابوه ويخافوه خوف الإجلال، ووصف لهم شدة عذابه ودار عقابه، التي أعدها لمن عصاه ليقوه بصالح الأعمال، ولهذا كرر سبحانه وتعالى في كتابه ذكر النار، وما أعده فيها من العذاب والنكال، وما احتوت عليه من الزقوم والضريع، والحميم ولسلاسل والأغلال، إلى غير ذلك مما فيها من الأهوال، ودعا عباده إلى خشيته وتقواه، والمسارعة إلى امتثال ما يحبه ويرضاه، واجتناب ما يكرهه ويأباه.


إن مما يكرر الحديث عنه في هذه الأيام وفي مثلها من كل عام:

شدة الحر، وكيف نفر منها، فمن الناس من يفر منها مسافراً، والكثير من المسافرين وغير المسافرين يفر منها بالمكيفات والمبردات، نعم هذا أمر طبيعيي يبحث فيها الإنسان عن راحته، والبعد عن ما يؤذيه، ولكن يا عباد هناك دار حرها شديد وقعرها بعيد، ليس فيها مكيفات ولا مبردات ولا يمكن الخلاص منها لمن كانت هي مقره وسكناه.


فكم هي الآيات التي جاءتنا بالتهديد والوعيد، وكم هي الأحاديث التي تحذرنا من يوم الوعيد، وكم هي المواعظ والنذر تخوفنا ناراً قعرها بعيد وحرها شديد، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.ما بالنا نسمع ولا نعي، ما بالنا نُذكر ولا نرعوي، أترانا في مأمن من العذاب أم المراد غيرنا في هذا التهديد والوعيد. عجباً لمن يسمع التهديد والوعيد وهو واقع في موجباته، ولا يتحرك قلبه، و لا ترتعش أطرافه خوفاً من مصيره.


قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ﴾ [الحجر: 43، 44] عن ابن جريج قال: أولها جهنم، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية. وقال الضحاك هي سبعة أدراك بعضها فوق بعض، فأعلاها فيها العصاة من أهل التوحيد يعذبون على قدر ذنوبهم، ثم يخرجون، والثاني فيه النصارى، والثالث فيه اليهود، والرابع فيه الصابئون، والخامس فيه المجوس، والسادس فيه مشركو العرب، والسابع في المنافقون.وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، وأوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، وأوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة ". وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم قالوا والله إن كانت لكافية يا رسول الله قال فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلها مثل حرها.


وفي صحيح مسلم أيضاً عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها.عباد الله، ومن شدة ما في جهنم من العذاب فإن قطرة من الزقوم تفسد على أهل الدنيا معيشتهم، فعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الأرض لأفسدت على أهل الدنيا معيشتهم ".


وعن كعب قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً وأنا عنده: يا كعب خوفنا، قلت: يا أمير المؤمنين، أو ليس فيكم كتاب الله وحكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال بلى، ولكن خوفنا، قلت: يا أمير المؤمنين اعمل عمل رجل لو وافيت القيامة بعمل سبعين نبياً لازدرأت عملك مما ترى، فأطرق عمر ملياً، ثم أفاق، فقال: زدنا يا كعب، فقلت يا أمير المؤمنين، لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق، ورجل بالمغرب لغلى دماغه، حتى يسيل من حرها، فأطرق عمر ملياً ثم أفاق، فقال: زدنا يا كعب، فقلت يا أمير المؤمنين، إن جهنم لتزفر يوم القيامة زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر جاثياً على ركبتيه، يقول نفسي نفسي، لا أسألك اليوم إلا نفسي.


وماذا عن الطعام والشراب يا عباد الله؟

ورد في سنن الترمذي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يلقى على أهل النار الجوع فيعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب فيستغيثون بالشراب فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم فإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم فيقولون: ادعوا خزنة جهنم، فيقولون:﴿ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾ [غافر: 50]، قال: فيقولون: ادعوا مالكًا، فيقولون: ﴿ يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ﴾ [الزخرف: 77]، قال: فيجيبهم: ﴿ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾ [الزخرف: 77]، قال الأعمش: نبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام، قال: فيقولون: ادعوا ربكم، فلا أحد خير من ربكم، فيقولون: ﴿ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴾ [المؤمنون: 106- 107]، قال فيجيبهم: ﴿ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾ [المؤمنون: 108]، قال: فعند ذلك يئسوا من كل خير، وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويل [1].

الخطبة الثانية

قال أبو المثنى الأملوكي: إن في النار أقواماً يربطون بنواعير من نار، تدور بهم تلك النواعير مالهم فيها راحة ولا فترة، وقال أحمد بن الحواري، قال لي سليمان الداراني: ربما مثل لي رأسي بين جبلين من نار، وربما رأيتني أموت بينهما، فكيف يهنأ بالدنيا من هذه صفته، قال: فحدثته أن الحسن قال: ما في جهنم واد ولا مغار ولا غل ولا سلسلة إلا واسم صاحبها مكتوب عليها، فبكى وعدت إليه في بعض الأيام وهو يبكي، فقلت ما يبكيك؟ قال أبكي لذلك الغم الذي ليس فيه فرج ولذلك الأمد الذي ليس له انقطاع.

 


[1] قال عبد الله بن عبد الرحمن: والناس لا يرفعون هذا الحديث، قال أبو عيسى: إنما نعرف هذا الحديث عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قوله وليس بمرفوع، وقطبة بن عبد العزيز هو ثقة عند أهل الحديث.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة