• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / مقالات


علامة باركود

من هدي الإسلام

الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 18/12/2017 ميلادي - 29/3/1439 هجري

الزيارات: 11589

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من هدي الإسلام

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده. أما بعد:

فيقول الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴾ [الصف: 14] ، صدق الله العظيم.

 

ثم ليعلم الجميع أن الله تعالى هو الحق، وقوله الحق، ووعده حق، ولقاؤه حق، وخلق الجن والإنس ليعبدوه بالحق، وأرسل رسله بالحق يدعون المكلفين إليه ويبشرون من قبله، فآمن به، وعمل بمقتضاه بالثواب العظيم، وينذرون من رده، واتبع ضده بالعذاب الأليم.

 

وأن ضد الحق هو الباطل، داعيته إبليس، ووسائله الأهواء والشهوات والشبهات، ودعاته جند إبليس من شياطين الجن والإنس، ﴿ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾ [الأنعام: 112]، وينفذون من السمع والبصر والفؤاد، ومن كل منفذ يوصلهم إلى مقصودهم، فيغرون بالشهوات، ويثيرون الشبهات، ويحرضون على اتباع الأهواء، ويزينون الباطل، ويستعينون - غالبًا - بالمنافقين والنساء، ومرضى القلوب والأعداء، ويصدون عن الحق بما استطاعوا من هذه الوسائل، والباطل وأهله في النار.

 

فلكل من الحق والباطل دعاة وجنود وأنصار، فانظر - أيها العاقل - من أي الفريقين أنت؟


ولكل من الحقّ والباطل أيضًا أسباب، ووسائل، وأساليب، وغايات، ولو شاء الله تعالى لنصر الحق وأهله بأمره الكوني القدري، فإنه تعالى إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، فإن ذلك لا يعجزه سبحانه، وليس بعزيز عليه، ولكن اقتضت حكمة الله تعالى أن يبلو الفريقين بعضهم ببعض؛ ليتميز كل حزب، ويتحقق الاختيار، ويقع الجزاء على الأعمال المكتوبة في سجل الحفظة بعد أن يعلن كل حزب عن نفسه، ويشهد الناس عليه باختياره لنفسه ومجاهدته فيما يهواه، والمؤمنون منهم هم شهداء الله في أرضه، من شهدوا له بخير وجبت له الجنة، ومن شهدوا عليه بشر وجبت له النار، حتى يرى الناس في الدنيا والآخرة أن الجزاء يليق بالأعمال، ويتجلى عدل الله تعالى فيمن كذبه وعصاه، ويتجلى فضله على من أطاعه واتقاه.

 

وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ﴾ [محمد: 4]، ويقول: ﴿ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأنفال: 37]، ويقول سبحانه: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم: 31]، ويقول عن الشيطان: ﴿ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ [سبأ: 21].

 

وبناء عليه فإنا ندعو الناس دعوة عامة منصوصة في القرآن، فنقول: ﴿ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 64]، ونقول: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]، ونقول: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 208، 209]، ونقول: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 5، 6]، ونقول: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].

 

فينبغي للعاقل الناصح لنفسه أن يستقيم على الهدى، ويجانب الضلال والردى، وأن يكون من دعاة الحق وأنصاره وجنده في كل سبيل، وبكل وسيلة، وفي كل حال، فإن الحق منصور في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [غافر: 51، 52]، وقال سبحانه: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]، وأن يحذر أن يكون من دعاة الباطل أو المعينين عليه، فإن داعي الباطل شقيٌ، عليه وزره ومثل أوزار من اتبعه إلى يوم القيامة، فهو من الأخسرين أعمالاً، ﴿ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ [الكهف: 104].

 

وإن الباطل زاهق في العاجل والآجل، قال الله تعالى: ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [الإسراء: 81]، وقال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾ [سبأ: 48]، وقال جل ذكره: ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 18].

 

فدولة الباطل ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة، وتأمل قول الشاعر:

غدًا تُوفى النفوس ما عملت
ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا، أحسنوا لأنفسهم
وإن أساؤوا، فبئس ما صنعوا

 

وإذا أدخل أهل الجنة الجنة جعلنا الله منهم ناداهم الله من فوقهم: تريدون شيئًا أزيدكم؟

فيقولون شاكرين مثنين: ألم تبيض وجوهنا، ألم تثقل موازيننا، ألم تزحزحنا عن النار وتدخلنا الجنة؟ فيقول الله تعالى: أحل عليكم رضائي فلا أسخط عليكم بعده أبدًا، ثم يبيحهم النظر إليه، فما أعطوا نعيماً قط أعظم منه.

 

وأما أهل الباطل أعاذنا الله منهم فإنهم إذا دخلوا النار بجرمهم جمعوا لإبليس في النار، وأتي بمنبر، فخطبهم خطبة يبكتهم فيها، ويسخر منهم، وهذه الخطبة هي المذكورة في قوله تعالى عن إبليس: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ ﴾ أي: بمغنٍ عنكم شيئًا ﴿ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ﴾ أي: بمغنين عني شيئًا ﴿ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 22].

 

والحق هو دين الله تعالى وما شرعه سراطًا مستقيمًا موصلًا إلى رضوانه وجنته، والباطل هو معصية الله تعالى والتمرد عليه، وهو طريق النار، وموجب سخط الجبار.

فالواجب على جميع العقلاء ان ينصروا الله بنصر دينه، وكتابه، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وعباده الصالحين بالقول والفعل، وأن يعلوا كلمته، وأن يجاهدوا في ذلك، كلٌّ بحسب حاله، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «جاهدوا المشركين بأنفسكم وأموالكم وألسنتكم»، وكل عاص لله تعالى ففيه نوع شرك قلَّ أو كثر، صغر أو كبر، وبذلك ينصرون الله، فيكونون أهلا لنصره، ومجاورته في دار كرامته: ﴿ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22].

 

وعليهم أن يحذروا من نصر الباطل وأهله؛ فإن أنصار الباطل هم جند الشيطان وحزبه، وهم أهل النار: ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19].

 

فولاة الأمور ينصرون الله، ويعلون كلمته بتحكيم شرعه في عباده، ومجاهدة أعدائه، وأطر السفهاء على الحق أطرا، وقصرهم عليه قصرًا، شكرًا لما أتاهم الله من نعمة السلطان، وطمعًا في عظيم الرحمة والرضوان، وحذرًا من تغيير النعم وتبدلها بالنقم.

 

وأهل العلم وطلبته ينصرون الله، ويعلون كلمته ببيان الحق بالحجج الواضحات والبراهين القاطعات باللسان والبنان آناء الليل وآناء النهار، يعلّمون الجاهل، ويذكرون الغافل، وينصحون المتكاسل، ويحكمون بين الناس بالعدل والإفتاء لعامة المسلمين، ونصح ولاة الأمور بشأن المارقين والمفسدين.

 

وأهل الأقلام وأرباب الكلام من رجال الإعلام يصدون الغاديات على الإسلام، ويظهرون محاسنه للخاص والعام، ويرغّبون في الفضائل ويشنعون على أهل الباطل، واهل الأموال والعساكر وكافة فئات المجتمع من وراء أولئك بجهدهم.

 

وهكذا كلٌّ ينصر الله تعالى، ويعلي كلمته من موقعه وبسلاحه، والله فوق الجميع ينصر المؤمنين، وينتقم من المجرمين في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وصدق الله العظيم إذ يقول سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7]، ويقول سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

 

اللهم اجعلنا من أنصار دينك، وأمنن علينا بنصرك، وأسكنّا أعلى جنتك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة