• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ مصطفى حلميأ. د. مصطفى حلمي شعار موقع الأستاذ مصطفى حلمي
شبكة الألوكة / موقع أ. د. مصطفى حلمي / بحوث ودراسات


علامة باركود

تحقيق كتاب النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة (1)

تحقيق كتاب النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة (1)
أ. د. مصطفى حلمي


تاريخ الإضافة: 1/6/2013 ميلادي - 22/7/1434 هجري

الزيارات: 13469

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحقيق كتاب النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة (1)


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُو ا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا * إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 72].

 

﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].

 

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [لقمان: 6].

 

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ * أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 112 - 116].

 

﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [الأنعام: 117].

 

﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [فاطر: 8].

 

﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227].

 

وبعد، فمن المعلوم ما سبق للناس في تلقي حادثة الخلافة والتفريق بينها وبين السلطة من أصوات التفنيد والتأييد، وقد دام صخَب الخلاف بها فيما يقرب مِن مدى سنة حتى حُقَّ أن يقال تعريضًا على مُحدثي تلك الحادثة وموقِعي تلك الجناية: يا آسفا على الخلافة! قطعوا دابرها وأبدلوا بها خلافًا، وهذا الخلاف المتولد مِن تغيير الخلافة - لأهميته - يُناسب أن يعدَّ ما انقلبت إليه الخلافة عبارة عنه قائمًا مقامها دون الخلافة الحاضرة التي لا أهمية لها، ولو بقدر ذلك الخلاف.

 

وبينما حصل الحسبان في أن حروب المناظرة والمناقشة التي جرَت حول هذه المسألة قد وضعت أوزارها؛ إذ انتشر في الآونة الأخيرة كتابان متقاربا الموضوع والعنوان؛ أحدهما للأستاذ البارع العلامة صاحب المنار، وثانيهما ما صدر في أنقرة لكاتبه الذي التزم أن يَبقى اسمه مجهولاً[1] عند قارئيه ومكتومًا، فلو كان الفكر السائد فيما سيق له الكتاب الانتقاد دون التأييد والاستشهاد، لأمكننا أن نتصوَّر وجهًا معقولاً في تستُّر المؤلف الذي كان يَحذر على نفسه وهو في محل الحذر ممَّن يتعلق به الانتقاد، وأما إذا كان الكتاب مسوقًا لتأييد حادثة الخلافة التي أُحدثت هنالك، فالتزام المؤلِّف إخفاء اسمه لا يتضمن شهادة حسنة لكتابه، ولا للدعوى التي نصَرها فيه، وهذا أمر طبيعي يعقله أولو الألباب، فكان المؤلف يَحترز مِن القراء أن يفتضح باسمه عندهم في غابر الأيام، ولعله لم يكن مِن أنذال المُداهنين، وله حشاشة مِن عزة النفس وفراشة مِن ماء المحيا؛ فهو من الذين: ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا * هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ﴾ [النساء: 108، 109].

 

هذا، مع ما تضمنه الكتاب مِن البضاعة العِلمية ومن الكلمات الحقة، لولا أنه أريد بها الباطل.

 

وأما كتاب صاحب المنار[2] ففي غاية الإفادة والإجادة - كما يتوقع من مؤلفه الذي هو فارس خطير في أمثال هذا الميدان - وقد وجه إلى الحكومة التركية الحاضرة انتقادات ووصايا، ودعاهم إلى الصلاح والإصلاح، وقدمهم في الاستعانة والاستخدام لرقي الإسلام، فله دور في تحقيق المقام، واجتهاده في إحياء منصب الخلافة الصحيحة، مع قطع النظر عن آرائه ومذاهبه التي تدور حول الأشخاص والأسماء وموازنة بعضهم ببعض، لكن المهم المقدَّم على كل شيء، وما يَليق أن أقول في كتابه وألفت الأنظار إليه، أنه لم يصرِّح أصل الداء حق صراحته، وإن بالغ في تعريف الدواء، والدليل على ذلك استمداده في إحياء منصب الخلافة مِن الذين خربوها وسعوا في خرابها[3]، وهو نفسه معترف بتخريبهم لا بالسعي في الخراب، فأردتُ أن أكشف تمام الحجاب عن ذاك الباب، ولأجل هذا عززتُ الكتابين بثالث، ولفقته باعتراضات المعارضين على مقالتي التي نشرتْها المقطَّم والأهرام قبل هذا بسنة، ثم تعقبتُها بأجوبتها، وعقدة لساني في اللغة العربية إن كانت مانعة للقراءة أن يَفقهوا قولي كما شئتُ فمعذرة مني إليهم؛ حيث عنَّت لي ضرورة مظاهرة الحق في بلد[4] أنا والحق فيه غريبان غريبان، يعرف بعضنا بعضًا، ويتَّكئ بعضنا على بعض، وكان خيرًا لنا أن نُعاب بنقصان البيان ولا نتزن بكل منافق عليم اللسان.

 

ثم إني قبل الشروع في المقصود أرى مِن الواجب أن أذكر بالأسف كون أمر المسلمين منذ زمن بعيد بيد غيرهم، فأكثر مِن خمسة وتسعين في المائة منهم في حكم الأجانب، والباقي الأقل من خمسة في المائة، وهو مَن تعدُّ أزمَّتهم بأيديهم تحت غلبة اللا دينيِّين[5] ممن تسمى بأسماء المسلمين. والقسم الثاني حالهم أفظع مِن الأول؛ اللا دينيُّون أشد عداوة لدين الإسلام مِن سائر أعدائه، وأدقُّ مكيدة في تخريبه وتحريفه؛ كما قال الشيخ رشيد رضا في كتابه الذي ذكرته: "إن المتفرنجين من المسلمين أعدى وأضر للإسلام والمسلمين المخلصين من غير المسلمين"، كيف لا وهم يخالطون المخلصين ويمازجونهم بين لحومهم ودمائهم، ولهم اليوم سيطرة في الأناضول مُقرعين الإسلام على طول الأعصار، يسعَوْن بكل قوتهم وحيلتهم لفتح حصن الدِّين من داخله، وإن كانوا أقل عددًا بالنسبة إلى المخلصين، لكنهم أقوى عددًا وآهب مددًا، وقد ظفروا بتجريد الخلافة[6] عن سلطتها، وتذرَّعوا بذلك إلى تجريد الدين من سلطته وإلغاء حكمه ونفوذه، ومنعه من التدخل في شؤون الدنيا والسياسة التي تدور[7] رحاها عليه، والذي يُفتِّت أكباد الغيرة الدينيَّة أن الذين يريدون هدم أسس الدِّين لهم أبصار ترى النجوم في النهار، وقلوب أهدى مِن القَطا في ترويج خطتهم وأشجع، وأكُفٌّ أندى، وأرجُل أسرع وأدخل في غمرات المخاطر، وبينهم تساند في الاعتصام بباطلهم أي تسانُد.

 

والمُتديِّنون[8] من المسلمين أصلحُهم سَجين في بيت عُزلتِه وعبادته وراحته حتى تخرجه يدٌ أبادت إخوته قبله، وهو قاصر عن إغاثتهم وإعانتهم، فكأن الغافل في سِلمه والجاهل في عِلمه يتمثَّل بأحاديث الفتن التي عدَّ فيها القاعد خيرًا من القائم، وهيهات، فذلك لا يُنجيه من مسؤوليته بين يدي الله -تعالى- على تهاونه في واجبه وتوانيه، فإن ما ذُكِر في تلك الأحاديث مقصور على الآونة والبيئات التي يلتبس فيها الحق بالباطل، ولا يُميَّز ذوو أحدهما مِن ذوي الآخر، فعند ذلك يصير الاعتزال من الجميع أسلم من الخطأ وألح.

 

أما إذا تعارض الحق الصريح والباطل البيِّن، اختصمت الديانة واللا دينيَّة العريانة، أو الكاسية العارية، وجرى التحارب والتصادم بينها، فالذي يضرب صفحًا عن النصرة لدين الله فلا يُعذَر - قطعًا - يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم، هذا حال خواصِّ المؤمنين أجمعين إلا مَن ندر منهم من المجاهدين المنتبهين لواجبهم، وفضلاً عمَّن شايع اللا دينيِّين ووقف بجانبهم، يُحارب معهم الدين وأهله ويُشادُّهما، وأما حال عوام المؤمنين فحياد يلزمهم الرقاد، أو ضلال يرجح بهم الباطل على الحق، والأعداء على الأولياء، أو معذرة كمعذرة الباخلين، وهمَّة في أسفل سافلين، وقد اطَّلعت عندما لُذْتُ بالعالم الإسلامي في خارج تركيا لأفرَّ بديني وحياتي مِن بُغاتها إليهم، وأستعين بهم في جهادي في الذي جرى منذ ست عشرة سنة ضدَّ الذين لا يألون جهدًا في استئصال الدين الإسلامي وأهليه في بلادنا، وربما يتخذها المسلمون المقيمون في غير بلادهم قدوة لهم في أفعالهم[9]، وقد فازوا باستئصال الدول الإسلامية! اجتناء النصر، وتجعلني كالمستجير بعمرو، فرأيت علماء الدين وحلماء بلادهم يَخافون أن يَجهروا ببعض الحق، لا خوفًا من سلطان جائر أو حكومة قاتلة وشانقة، بل إحجامًا منهم أمام الجريان الفِكري الذي حصل في العامة، وقد نصحَني كثير بإخفاء ما أدين به مِن بغضاء الكماليِّين[10]، أعداء دين الإسلام، الذين يُحاربون أحكامه ويَجتهدون في إبعاده عن ساحتهم، أرادوا بنصحهم ذاك صيانتي عن الأذى، وما دروا أني لو أسكتني مثل ذلك السبب عن الحق، فلماذا وقع هذا الاغتراب مِن أوطاننا، والاضطراب في حياتنا ومعيشتنا؟ وكيف يجوز لنا إهدار الشدائد التي مضتْ علينا في هذه السبيل مما نرضاه مِن وضع سلاحنا في آخِر الأمر والعمر؛ لأسباب اقتحمتنا ما هو أعظم منها وأكثر؟[11].

 

وهل وظائف العلماء والعقلاء مما شاة الجُهال في مذاهبِهم وعقائدهم، أو إرشادهم إلى ما لا يَهتدون له بأنفسهم، ويا للأسف؛ إن كان يأتيني الأذى مِن المسلمين عندما أُجاهر بالسعي لدفع الأذى عن الدِّين، إذًا فالحياة ذميمة، والداء عياء؛ حيث إن الطبيب يتبع سقيمه، ولا يبلغ من الدين الإسلامي أعداؤه القديمة الظاهرة ما يبلغ منه أعداؤه السرِّية الجديدة، وأصدقاؤه الحمقاء أو الجبناء.

 

ولو كنت مذ بانوا سهرتُ لساهِرٍ
لهانَ، ولكنِّي سهرتُ لنائم

 

وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له: إنك ظالم فقد تودِّع منهم))[12].

 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليأتين على الناس زمان يُكذَّب فيه الصادق، ويُصدَّق فيه الكاذب، ويُخوَّن فيه الأمين، ويؤتمَن الخؤون، ويكون في الدنيا أسعد الناس لُكَع ابن لُكَع لا يؤمن بالله ورسوله))[13]، أو كما قال، وهذا أوان الشروع في المقصود، فنقول وبالله التوفيق:

إن[14] ما فعله الكماليون في الخلافة والسُّلطة مخالفتُه للشرع الإسلامي أمر بديهي غني عن البحث والمناظَرة عند الفِطرة السليمة، وما كان يَخطر ببالي أن يحتاج المسلمون إلى إثبات هذه القضية وإيضاحها كواحدة من المسائل النظرية، وإنما المُحتاج إلى التنبيه والإيضاح في هذه الحادثة نقطة دقيقة يكاد المسلمون لا يَهتدون إلى التفطُّن لها بأنفسهم، وهي أن مخالفتها للشرع لا يجوز أن تتلقي بالنظر العادي ولا تشبَّه بالأفعال الصادرة مِن المؤمنين المُذنبين الذين خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيِّئًا، ورجَوا أن يتوبَ الله عليهم، بل هذه المخالفة أمر مقصود عندهم بذاته؛ لأنهم يرمون بفعالهم هذه إلى التملص عن ربقة الشرع الإسلامي[15].

 

حكومة لا دينية:

فلهذا ذكرتُ في المقالة التي كتبتُها مِن قبل في المقطم والأهرام: إن ما ابتدعه الكماليون مِن تجريد الخلافة مِن السلطة[16]، وإيقاع الفُرقة بينهما أمر يَرجِع إلى ارتداد الحكومة التركية وانتزاعها عن لباسها الديني، وكان ذلك القول منِّي مِن قبل أن يصدقني فيه مندوبها في (لوزان) وصرَّح بـ: لا دينيَّة الحكومة[17]، فكأن الحكومة التي ترأس الناس في دنياهم قالت للخلافة المتضمِّنة للرئاسة الدينية: هذا فراق بيني وبينك؛ لأني ما رأيتُ منكِ خيرًا في الأعصار التي جمعتْني فيها وإياك بُردة واحدة.

 

وما قلتُ ما فسَّرتُ به صنيع الكماليِّين هذا عن حِدَّة الغضب، ولا عن إفراط في الحكم؛ كما ظنه مَن زيِّن له سوء أعمالهم، وقد كلَّف نفسه ابتغاء تأويله على صفحات الجرائد في مقابلة ما فسَّرته به يومئذ، وكانوا لا يُصرِّحون بعدُ بما قصدوه مِن فعالهم؛ لأن مصطفى كمال ما اخترع هذا التفريق لإصلاح الإدارة التركية، وما خطر ببال أحد قطُّ أن صلاحها متوقِّف عليه، بل وقع ذلك في نظر العالم الإسلامي فلتةً، ولا شُبهة في أنهم تلقَّوه أولاً بالعجب، وإن تجشَّم بعده مَن تجشَّم منهم تصويبه وتأويله تعصبًا لمصطفى كمال وتحببًا يُعميه ويصمُّه فيه، ومما يوجب العجب أيضًا أن الكماليِّين بعد تبعيد السلطان وحيد الدِّين[18] وتوغُّلهم في تشنيعه بايَعوا عبدالمجيد في أمر الخلافة[19] المجرَّدة عن السلطة بكمال الارتياح والاحترام، ثم ما انقضَت سنة حتى انتهكوا حرمته، وبدَّلوا بها الاحتقار والاستهانة، وكان هذا التبديل بلا سبب حدث من عبدالمجيد، وكل ما ذكرنا وعددْنا معلوم لعامة المسلمين؛ جرى تجاه أعينهم، ولكنهم ما فكروا في عِلل هذه الأمور الغريبة التي يناقِض بعضها بعضًا، وكلها معلوم بمقتضى العقل والشرع، وإنِ انقسَموا بلقائها إلى مُنكِر مجهِّل، ومحبِّذ متأوِّل، وليس مرمى الكماليين فيما فعلوه سوى غرضين؛ أحدهما: نشْل السلطة مِن آل عثمان ونقلها إلى مصطفى كمال، والتفريق بين الخلافة والسلطة، ثم نقل السلطة - أولاً - إلى المجلس الوطني، كان عبارة عن التستُّر والإبهام في المغزى والمرام، والغرض الثاني: إلغاء الخلافة وإبطالها على التدريج، ورمْي لإخراج حكومتهم مِن أن تكون حكومة إسلامية؛ إذ لا بدَّ لكلِّ فعل صدر مِن فرد عاقل أو هيئة عاقلة مِن حكمة ومصلحة تترتَّب عليه؛ دينية أو دنيوية، ولن يستطيع ناصر الكماليِّين ومتأول فعالهم أن يذكر لهذا الصنيع - أي: التفريق بين الخلافة والسلطة - شيئًا مِن الحكمتين والمصلحتين، اللهم إلا أن يتكتَّم في عقولهم، أو يكون ما ذكره حكومة ومصلحة لا دينية، وبين المصلحة الدنيوية والمصلحة اللا دينيَّة بون شاسع؛ ففي المصلحة الأولى مجرَّد قطع النظر عن الدِّين، وفي الثانية جعْل اللا دينيَّة نصْب العين.

 

وهذه المصلحة اللا دينيَّة التي لا محمَل لحادثة الفصل بين الخلافة والسلطة سواها، تحتاج إلى شيء من التبيين؛ وهو أن الاتحاديِّين - الذين لا يجوز عدُّ الكماليين غيرهم عند من عرفهما وعرف اتفاقهما في حب رجال وبُغض آخرين مِن أبناء الوطن - ما زال يتعذر عليهم التأليف بين الدستور الذي أُعلن قبل هذا وبين الشرع الإسلامي، ولا يطمئنون إلى أن يكون الأوربيون ثِقة بمثل هذه الدولة المشروطة الإسلامية؛ إذ لا تستوعب عقولهم - كعقول الأوربيين - أنه كيف يُمكن التوفيق بين الحرية وبين الدِّين المقيِّد، وقيوده مُستثقَلة عندهم؛ من جهة عدم موافقته للحكومات الزمنية الأوربائية، ومِن جهة معارضته لأهوائهم ومظالمهم في داخل المملكة، فالدِّين يشقُّ عليهم، ويُثقِل أعناقهم دائمًا؛ لأنهم في تاراتهم وتطوراتهم إذا خضعوا لحكم الحرية وحاولوا أن يسيروا بسَيرها فالدِّين لا يخيلهم؛ لأن الحرية والحضارة عندهم عبارة عما يُرى في أوربا بمحاسنها ومساوئها حذوَ النعلِ بالنعل، وإذا خلَوا إلى طباعهم الطاغية فالدِّين بكل قوته يمنعهم عن طغيانهم وعدوانهم، وما يَمنعهم في حريتهم واستبدادهم، هذا موقف الدين منذ عدة كثيرة مِن سنين في عاصمة تركيا، غريبًا في وطنه بين أبنائهم الذين تربَّوا بلبان المعارف الأوربائية، ولا سيما بعد تشكُّلهم في شكل سياسي يرمي إلى هدف معيَّن ظاهرُهم الاتحاديون وباطنُهم البناؤون الأحرار[20]، ومع ذلك فهم على طول حياتهم السياسية ما كانوا ليتجرؤوا على أن يُجاهروا بمناوأة الدِّين، فاجتزوا ببعض الحملات المختلسة في أيام الهرج والمرج، ومِن تلك الحملات التي تَجدُر بأن نخصَّها بالذكر ما وقع في الحرب العالمية مِن نقل رابطة المحاكم الشرعية عن المشيخة الإسلامية إلى الوزارة العدلية، فكانت تلك الواقعة صولة سرِّيَّة على الدين، لا يتعقَّل لها سائق غير هذا، مع أن الأمة تلقتْها بالاستياء والأسف، ولو ساعدتها نتيجة تلك الحرب بقَهرِهم وغلبتهم الأعداء لعقبها مجاهرتهم الدِّين أيضًا، لكن لما انهزموا فيها وأضاعوا أكثر البلاد تغيَّبوا حينًا في عشِّهم مخذولين ومسؤولين، حتى إذا حصل لهم فتح أزمير - وما هي إلا بعُشْر مِن معشار ما منحوه للأعادي - كان ذلك حسبهم فرصة عجيبة للقيام والبراءة مِن جميع الآثام، ومِن منبَع هذا الشرف الذي لا يَنفد ولو بذلوا منه إلى يوم القيامة استمدوا واكتسبوا قدرة وجرأة على الانتزاع مِن الدِّين الذي طالَما كانوا يعدُّونه عبئًا ثقيلاً على كواهلهم، ففتح أزمير لهم اتَّخذه جنَّة على ما تقدَّم وما تأخَّر، فكأنهم قيل فيهم: فليَفعلوا ما أرادوا؛ فإنهم أهل بدر.



[1] من هو؟ مِن المعروف أن أشهر الكتب التي أيدت حادثة كتاب "الإسلام وأصول الحكم"؛ للشيخ علي عبدالرازق، وقد أحدث ضجة وقتذاك؛ ولذا فمِن المستبعد أن يَعنيه المؤلف، لا سيما وأنه ردَّ عليه تفصيلاً بكتابه: "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين" "ج: 4"، وربما دفع الكماليون - أتباع مصطفى كمال - بشخص آخَر للدفاع عن تصرفاتهم؛ كما فعلوا مع عبدالغني سني بك، سيأتي نقد الشيخ مصطفى صبري لكتابه الذي نشره في مصر، وعلى أية حال فإن إخفاء اسم المؤلف يدل على الرغبة في جسِّ نبْض الرأي العام دون تعرُّض صاحب الكتاب للغضب والسخط، وهي وسيلة معروفة يُقاس بها اتجاهات الرأي العام، وتُبثُّ على ضوئها السياسات.

[2] وهو الشيخ رشيد رضا صاحب تفسير "المنار"، وكان قد أيد مصطفى كمال أتاتورك قبل إلغائه الخلافة، وأحسنَ الظنَّ به في البداية، فلما ألغاها هاجمه بشدة، وعنوان الكتاب المشار إليه "الخلافة أو الإمامة العظمى".

[3] يقصد بذلك مصطفى كمال أتاتورك وأعوانه من الكماليِّين الذين فصلوا الخلافة عن السلطة أولاً، ثم ألغوا الخلافة ثانيًا، وأعلنوا أن تركيا دولة "لا دينية".

[4] كان الكُتَّاب المصريون في أول عهدهم بحركة مصطفى كمال مخدوعين فيه، يظنون به خيرًا، وأنه سيعيد مجد الإسلام والمسلمين من جديد، ولكن انقلبوا ضده عندما ظهرت الحقيقة، وكانت صدمة عنيفة للمسلمين المخلصين.

[5] يقصد باللا دينيِّين أعضاء جمعية "الاتحاد والترقي" والكماليين الذين قادوا حركة الانقلاب ضد السلطان عبدالحميد، وعندما تمكنوا من السلطة في تركيا حولوها إلى دولة "لا دينية" وأصبح نصًّا في الدستور حتى الآن.

[6] يشير إلى الإجراءات التي اتخذها مصطفى كمال أتاتورك التي سيأتي ذكرها تفصيلاً في هذا الكتاب.

[7] يفسِّر لنا هذا الفهم شدة خصومته للكماليِّين؛ حيث رأى في الفصل بين الدين والسياسة هدمًا للإسلام من أساسه؛ لأنه سيَستبعِد حكم الشريعة.

[8] يقارن الشيخ مصطفى صبري في هذه الفقرة بين عزائم اللا دينيِّين وتصميمهم على نشر أباطيلهم بكل الحيَل والوسائل، بين المتديِّنين المتذرِّعين بالسلبية، المؤثِرين للسلامة؛ بحجَّة العمل بأحاديث الفتن، ورأيُ الشيخ واضح في هؤلاء؛ إنه يعيب عليهم قعودهم دون نصرة الحق، مبينًا خطأهم في فهم الأحاديث النبوية، حاثًّا إياهم على مجابَهة اللا دينيِّين بنفس الطريقة التي اتبعوها، ثم يمضي الشيخ مصطفى في الصفحات التالية فيُبدي ألمه مِن ظاهِرة السلبية التي عمَّت علماء الدين، لا خوفًا مِن الحكومات الجائرة، بل خضوعًا للعامة؛ فقد نشطت الدعايات في رسم صورة أسطورية لمصطفى كمال أتاتورك، ولا بأس مِن إلباسه ثوب "البطل الإسلامي" المُنقِذ للأمة، وساعدت ظروف العالم الإسلامي السياسية على قبول هذه الصورة الوردية والفرح بها لظهور مُنقِذ يعبُر بالمسلمين إلى النصر الجديد بعد الذلة والانكسار أمام قوى الغرب العسكرية، وهكذا حدث جريان فكريٌّ للعامة - كما يقول الشيخ - إذ انقادوا للعاطفة، ولو استخدموا عقولهم لصدمتهم الحقيقة المُرَّة!

[9] حدث مع الأسف ما كان يخشاه، وقد أفرد المؤلف فصلاً خاصًّا أورد فيه القوانين والقرارات التي اتخذها أتاتورك عندما انفرد بالسلطة، وتحكَّم في رقاب المسلمين بعد أن خدَعهم في البداية واستخدمهم لتحقيق مآربه!

[10] الكماليون هم أتباع مصطفى كمال أتاتورك والداعون بدعوته، وقد ثبت فعلاً للمتابِع للأحداث حينذاك أنهم أعداء الإسلام والمسلمين، فلا يحسبنَّ القارئ أنه مجرَّد اتِّهام بلا دليل.

[11] في مثل هذه الظروف ناضل الشيخ مصطفى صبري، وكان مِن القلَّة بين علماء عصره "وأشهرهم معه الشيخ سعيد النورسي"؛ حيث فهم حقيقة ما دار في تركيا حينذاك، بينما خُدع الكثيرون بدعايات أتاتورك، بل لا تزال الخدعة تحيا في عقول الكثيرين إلى يومنا هذا، ولعلنا نُسهم بإخراج هذا الكتاب في تصحيح المفاهيم بعد تقديم البراهين والأدلة على صحة آراء المؤلف وصحة توقعاته التي حذر منها العالم الإسلامي.

[12] الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في الكبير والأوسط، والحاكم، والبيهقي في "شعب الإيمان"، قال السيوطي في "الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير": صحيح.

[13] الحديث: ((ليأتين على الناس زمان يكذب فيه الصادق، ويصدق فيه الكاذب، ويخون فيه الأمين، ويؤتمن الخؤون، ويشهد المرء ولم يستشهد، ويحلف وإن لم يستحلف، ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع لا يؤمن بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم))، ورواه الطبرني في الكبير عن أم سلمة، وقال السيوطي في "الجامع الصغير": حسن.

[14] كان الكماليون عندما شرعنا في تحرير الكتاب قد فرقوا بين الخلافة والسلطة - مع مراعاة الاحترام اللفظي والظاهري بمقام الخلافة - وما أعلنوا الجمهورية بعد، ولم يُعمِّموا الاستهانة بالخليفة ما بين قديمه الذي خلعوه وجديده الذي نصبوه، فلم يفهم المسلمون وقتئذ ما في الكماليين من فرط الخطيئة والخديعة، ولم يقدروها حق قدرها؛ ولهذا خصصتُ جلَّ اهتمامي في الكتاب بتدقيق مسألة التفريق بين الخلافة والسلطة، وتوضيح ما تضمنه ذلك التفريق من الخروج على الإسلام، (م. ص).

[15] وهكذا كان عارفًا بنواياهم منذ البداية، ويبدو أنه كان متيقظًا تمامًا لحيلهم، كاشفًا لأسرارهم، فلم ينخدع بحيلة واحدة من حيلهم، بل رأى وراء كل تصرف نوايا خبيثة ونيَّة مبيتة لمحاربة الإسلام، فأصبح غريبًا وسط حملة الأضاليل والدعايات الكاذبة التي روَّجوها، مؤديًا واجب المجاهِدين، ناعيًا على غيره من العلماء الذين آثَروا الاعتزال، بينما عرَّض نفسه للنفي والتشريد عملاً بالحديث النبوي الذي ذكَره أولاً.

[16] كانت الخطوة الأولى المُمهِّدة لإلغاء الخلافة الإسلامية في تركيا هي نزع السلطة عن الخلافة، ثم تحويل الخليفة إلى مجرد رمز، لا يملك سلطة ولا يأمر ولا ينهى ولا يحكم، بل لا حول له ولا قوة؛ كما سيأتي.

[17] صرَّح بذلك مندوبهم رضا نور بك، وسيَجيء له مزيد من إيضاح؛ (م. ص).

[18] في أثناء اجتماع الجمعية الوطنية، عندما رأى مصطفى كمال أتاتورك الاتجاه لمعارَضة قراره بخلع الخليفة "وحيد الدين" اقترح أن يُفصَل بين السلطة والخلافة، فتُلغى السلطنَة ويُخلع وحيد الدين؛ ذلك لأنه لم يجرؤ في بداية الأمر على مهاجمة الخلافة؛ لأن مِن شأنه أن يمس الشعور الديني للشعب بأجمعه، وكان وحيد الدين هو آخِر سلاطين آل عثمان؛ أرمسترونج: مصطفى كماك الذئب الأغبر، (ص: 192).

[19] بعد نفي السلطان وحيد الدين، نودي بابن أخيه "عبدالمجيد" خليفةً للمسلمين، خليفة فقط لا سلطانًا، خليفة مجردًا من كل سلطان ونفوذ؛ السابق (ص: 195).

وربما يَقصد بانتهاك حرمته ما قرَّره مصطفى كمال مِن أمره إلى حاكم إستانبول بوجوب إلغاء مظاهرة الأبهة التي تحيط بموكب الخليفة أثناء تأدية الصلاة، كما خفض مرتبه إلى الحد الأدنى، وأنذر أتباعه بوجوب التخلي عنه؛ حيث لا ينبغي أن يبقى في "القسطنطينية" رئيس دينيٌّ يتحدى حكومة "أنقرة"، وفي الثالث من شهر مارس سنة 1924م تقدَّم أتاتورك إلى الجمعية بمرسوم يقضي بإلغاء الخلافة، وطَرْدِ الخليفة، وفَصْل الدين عن الدولة.

[20] البناؤون الأحرار هم الماسونية، والماسونية جمعية سرية يهودية؛ يقال بأن تاريخها يرجع إلى أيام اليهود الأولى، وقد أنشئت لخدمة أهداف اليهود، وتسهيل عملية استيلائهم على عقول القادة والرؤساء، وتحطيم نفوسهم وتحويلهم إلى عبيد يؤمنون بالماسونية ويكفرون بالله - سبحانه وتعالى - والقِيَم، ويتنكرون لأئمتهم، ويضعون أنفسهم تحت تصرف القيادات الماسونية العليا - وكلهم من اليهود - لتستخدمهم كمعاول هدم في كيان الشعوب والأوطان والحكومات غير اليهودية.

وقد احتفل في فلسطين المحتلة بوضع الحجر الأساسي لأكبر محفل ماسوني في العالم، وتحدَّث في هذه المناسبة الحاخام الإسرائيلي فقال: "أيها الإخوة الماسون من كل بلاد العالم، نحتفل اليوم بوضع الحجر الأساسي لأكبر محفل ماسوني في العالم، وسيُضيء الطريق أمام الماسونية لتحقيق أهدافها، إننا جميعًا نعمل مِن أجلِ هدف واحد، هو العودة بكل الشعوب إلى أول دين مُحترَم أنزله الله على هذه الأرض، وما عدا ذلك فهي أديان باطلة، أديان الفُرْقة بين أهل البلد الواحد وبين أي شعب وآخر، ونتيجة لمجهوداتكم سيأتي يوم يتحطَّم فيه الدين المسيحي والدين الإسلامي، ويتخلص المسلمون والمسيحيون مِن معتقداتهم الباطلة المتعفِّنة ويصل جميع البشر إلى نور الحق والحقيقة".

كذلك نشرت الصحف بعد حرب عام 1967م خبرًا يفيد أن المحفل الماسوني البريطاني تقدم بطلب إلى بلدية القدس يطلب فيه شراء المسجد الأقصى لإقامة هيكل سليمان مكانه؛ (ص: 13، 14) من كتاب "حكومة العالم الخفية"، تأليف: شيريت سبيريدوفيتش، ترجمة: مأمون سعيد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • صوتيات
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة