• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ مصطفى حلميأ. د. مصطفى حلمي شعار موقع الأستاذ مصطفى حلمي
شبكة الألوكة / موقع أ. د. مصطفى حلمي / مقالات


علامة باركود

العلم الإلهي أو العلم بالله عند ابن تيمية (مقدمة)

أ. د. مصطفى حلمي


تاريخ الإضافة: 31/10/2015 ميلادي - 17/1/1437 هجري

الزيارات: 40270

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العلم الإلهي أو العلم بالله تعالى عند الإمام ابن تيمية

(مقدمة)


يعرِّف ابن تيمية العلم بأنه "ما قام عليه الدليل"[1]، ثم يقسم العلم النافع بما يتصل بأمور إلهية وأمور دنيوية؛ فالأمور الإلهية يُعَدُّ فيها الرسولُ صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بها، أما العلوم الدنيوية - كالطب والحساب، والتجارة والزراعة، وغيرها - فهي تأتى من غير الرسل.


ومن حيث طرق الاستدلال، فإن أدلة العلوم عنده تنقسم إلى ثلاثة أقسام: عقلية وحدها، وسمعية وحدها، وعقلية سمعية معًا.


أولًا: ما لا يعلم إلا بالأدلة العقلية، وأحسنها ما جاء به القرآن، وبيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث أرشد إلى أفضل وأكمل الطرق العقلية، من ذلك النبوة؛ حيث يعلم بالعقل بقوتها[2].


الثاني: ما يخبر به الأنبياء، وهو دليل سمعي: "مثل تفاصيل ما أخبروا به من الأمور الإلهية، والملائكة، والعرش، والجنة، والنار، وتفاصيل ما يؤمر به وينهى عنه"[3].


أما ما يعرف بالأدلة العقلية والسمعية معًا، فهو العلم الإلهي الذي يتضمن "إثبات الصانع، ووحدانيته، وعلمه، وقدرته، ومشيئته، وحكمته، ورحمته، ونحو ذلك"[4].


ويرى ابن تيمية أن العلم الإلهي - أي العلم بالله عز وجل - من اختصاص الأنبياء والرسل؛ لأنهم بعثوا بغرض التعريف به، "فهم أعلم الناس به، وأحقهم بقيامه، وأَوْلاهم بالحق فيه"[5]، وذلك خلافًا لما يظنه كثير من المتكلمين والفلاسفة الذين يدعون أنهم اختصوا بالنظر في العلم الإلهي، فضلًا عن قصور مناهجهم في الاستدلال في هذا الميدان.


أما الأنبياء صلوات الله عليهم، فقد بيَّنوا "مِن البراهين العقلية التي بها يعلم العلوم الإلهية ما لا يوجد عند هؤلاء البتة، فتعليمهم - صلوات الله عليهم - جامع للأدلة العقلية والسمعية جميعًا، بخلاف الذين خالفوهم"[6].


ولنا في الرسول صلى الله عليه وسلم أُسوة حسنة؛ حيث كان يتردد عليه كثير من أهل الكتاب والمشركين للمناظرة أو السؤال عن بعض المسائل، وكان يجيبهم بالحجة والدليل، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴾ [الفرقان: 33].


فالقرآن يتضمن الحق والقياس البيِّن[7].


ويستخلص شيخنا من ذلك أن معرفة الله؛ سواء بالأدلة السمعية، أو العقلية، تتم باتباع جانب النبوة والرسالة؛ لأنها "أحق بكل تحقيق وعلم ومعرفة وإحاطة بأسرار الأمور وبواطنها"[8].


ولَمَّا كانت العبادة أصلها القصد والإرادة[9]، والإرادة هي عمل القلب[10] - فإن الطالبين لمعرفة الله "والمريدين له والسائرين إليه، قد عرفوا وجوده أولاً"[11]، فالإقرار بالصانع أمر فطري[12]، ثم يأتي بعد ذلك مرحلة أخرى لهؤلاء الطالبين، وهي التطلع إلى معرفة صفاته، "أو مشاهدة قلوبهم في الدنيا"[13].


وينعكس هذا التصور المتكامل عندما يتحدث ابن تيمية عن العلم الإلهي، والأدلة على وجود الله، فإن "الله سبحانه هو الأول"[14]، كما أنه دليل[15] كما سبق أن بيَّنا في المبحث الأول.


ولهذا فإن شيخنا يرى خطأَ الاستدلال بواسطة العلم الطبيعي على وجود الله، وسبب الخطأ هنا هو استخدام القياس[16]، وهو سبحانه لا ينطبق عليه قياس الشمول، أو قياس التمثيل؛ لأنه لا يحيطه شيء"، كما أنه ليس له شبيه ولا نظير؛ "فالتفكير الذي بناه على القياس ممتنع في حقه، وإنما هو معلوم بالفطرة"[17].


إن ابن سينا قد أخطأ - في رأي ابن تيمية - عندما بدأ بالمنطق، ثم العلم الطبيعي، فالرياضي، وانتهى بالعلم الإلهي[18]، وكذلك الحال بالنسبة لأهل الكلام؛ فإن منهجهم هو النظر في العلم والدليل للبرهنة على حدوث العالم ثم إثبات مُحدِثِه[19].


ولما كان شيخنا مدركًا لعمق الصلة "بين المنطق الأرسططاليسي والميتافيزيقي الأرسططاليسية"[20]، فإن ذلك هو المبرر لقسوته في مهاجمة فلاسفة المسلمين؛ لأنهم لم يتخذوا من القرآن منهجًا في البحث والنظر، واستبدلوا به آراء فلاسفة اليونان، وكأنهم بذلك فضلوها على القرآن، مع أنه "أمر عظيم باهر، لم يعرفوا قدره، ولا رأوا ما فيه من العلم والحكمة"[21].


إن القرآن جاء بأكمل المناهج[22]، كما أن طريقه هو طريق السعادة[23].


ويتعجَّبُ ابن تيمية من أمر كثير من المتكلمين الذين لا يحفظون القرآن أصلًا، ولا يعرفون معانيه، أو لا يعرفون الأحاديث ومعانيها، فكيف يعرف أحدهم الحقائق المأخوذة عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟![24].


وسنرى ابن تيمية يستخدم قياس الأَوْلَى القرآني في إثبات الصفات لله عز وجل، وهو نوع من المعرفة التفصيلية التي تأتي بعد معرفة الله أولًا بالفطرة.


وما أجمل ما يقوله في هذا المعنى: "وهكذا حال الطالبين لمعرفة الله، والمريدين له، والسائرين إليه، قد عرَفوا وجوده أولًا، وهم يطلبون معرفة صفاته، أو مشاهدة قلوبهم في الدنيا، فيسلكون الطريق المتصلة إلى ذلك بالإيمان والقرآن"[25].


ولعل هذه الفقرة تعد من أبلغ الكلمات التي تعبر لنا عن طريق ابن تيمية في إثبات وجود الله، والطريق الموصل إليه.


إن المعرفة بالله عنده فطرية قلبية، وتظهر هنا بصفة خاصة نزعته الوجدانية، أو ما يسميه منهج التصفية؛ فإن العبد عندما يعرف ربه يذكره[26]، ويجد هذا مبررًا للصوفية عندما يلازمون الذكر لله، فإنه يتفق مع الفطرة[27].


ونحن نعلم أنه يصرح في أكثر من موضع من مؤلفاته بأن طريق الصوفية حق؛ حيث يثمر الإيمان المجمل، ولكنه يضع شرطًا أساسيًّا للإيمان المفصل، وهو اقتران ذلك بالعلم النبوي[28].


وسنتكلم عن المعرفة القلبية لله عنده، ثم ننتقل إلى تناول موضوع الذات والصفات.


(يتبع).



[1] ابن تيمية، مجموعة الرسائل الكبرى، ج 1 ص 102 (رسالة الفرقان ببن الحق والباطل) الوارد عنه هو كما يلي:

والعلم ما قام عليه الدليل، والنافع منه ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد يكون علم من غير الرسول، لكن في أمور دنيوية، مثل الطب والحساب، والفلاحة والتجارة.. ولهذا أخطأ جولد تسهير عندما استشهد بنص آخر حاوَل إلزام ابن تيمية القول فيه: إن العلم النافع هو الموروث فقط عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ (التراث اليوناني ص 157)، إنه اقتبس نص عبارة يتحدث فيها ابن تيمية عن العلوم الإلهية، ولا يظهر تعارض بينها وبين النص السالف الإشارة إليه إذا فهِمنا الموضوع الذي يعالجه الشيخ.

[2] رسالة الفرقان بين الحق والباطل ص 94 مطبوعة منفصلة.

[3] الفرقان ص 94 و95.

[4] الفرقان ص 95.

[5] ابن تيمية، رسالة الفرقان بين الحق والباطل ص 96.

[6] ابن تيمية - الرد على المنطقيين ص 324.

[7] ابن تيمية - نقض المنطق.

[8] نفس المصدر ص 71.

[9] ابن تيمية - السلوك ص 274 (مجموعة الفتاوى).

[10] نفس المصدر ص 736.

[11] ابن تيمية، مجموعة الفتاوى ج 2 ص 70.

[12] نفس المصدر ص 6.

[13] نفس المصدر ص 70.

[14] نفس المصدر ص 16.

[15] نفس المصدر ص 17.

[16] ابن تيمية - مجموعة الفتاوى ج 2 ص 87.

[17] نقض المنطق ص 35.

[18] مجموعة الفتاوى ج 2 ص 23.

[19] نفس المصدر ص 23.

[20] الدكتور النشار - مناهج البحث ص 235.

[21] ابن تيمية - الرد على المنطقيين ص 469.

[22] مجموعة الفتاوى ج 2 ص 8.

[23] الرد على المنطقيين ص 162.

[24] نقض المنطق ص 82.

[25] ابن تيمية - مجموعة الفتاوى ج 2 ص 70 - 71.

[26] نقض المنطق ص 35.

[27] نفس المصدر ص 51.

[28] مجموعة الفتاوى ج 2 ص 24.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر
آلاء - السعودية 28-12-2016 12:57 AM

جزاكم الله خيرً
أحسن الله إليكم ، وفرج كربكم ، وبارك فيكم .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • صوتيات
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة