• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ فيصل آل مباركالشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك شعار موقع الشيخ فيصل آل مبارك
شبكة الألوكة / موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك / بحوث ودراسات / أقوال العلماء الأعلام على أحاديث عمدة الأحكام


علامة باركود

حديث: انتدب الله- ولمسلم: تضمن الله

حديث: انتدب الله- ولمسلم: تضمن الله
الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك


تاريخ الإضافة: 3/12/2022 ميلادي - 9/5/1444 هجري

الزيارات: 11071

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث: انتدب الله- ولمسلم: تضمن الله

 

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "انتدب الله- ولمسلم: تضمن الله - لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي، فهو علي ضامن أن أدخله الجنة، أو أُرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلًا ما نال من أجر أو غنيمة، ومثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله - كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة، أو يرجعه سالِمًا مع أجر أو غنمة".

قوله: (انتدب الله).

 

قال الحافظ: أي سارع بثوابه وحسن جزائه، وقيل: بمعنى أجاب إلى المراد، ففي الصحاح ندبت فلانًا لكذا، فانتدب؛ أي أجاب إليه، وقيل: معناه تكفل بالمطلوب، ويدل عليه رواية بلفظ تكفل الله[1].

 

قوله: (ولمسلم: تضمن الله - لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيلي)، فيه التفات؛ لأن فيه انتقالًا من ضمير الغيبة إلى ضمير المتكلم، وأخرج أحمد والنسائي من حديث ابن عمر، ولفظه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكي عن ربه قال: أيما عبد من عبادي خرج مجاهدًا في سبيل ابتغاءَ مرضاتي، ضمنت له إن رجعته أن أرجعه بما أصاب من أجر أو غنيمة؛ الحديث.

 

قال الحافظ: وقوله: تضمن الله وتكفل الله وانتدب الله بمعنى واحد، ومحصله تحقيق الوعد المذكور في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾ [التوبة: 111]، وذلك التحقيق على وجه الفضل منه سبحانه وتعالى، وقد عبر - صلى الله عليه وسلم - عن الله سبحانه وتعالى بتفضُّله بالثواب بلفظ الضمان، ونحوه مما جرت به عادة المخاطبين فيما تطمئن به نفوسهم، وقوله: لا يخرجه إلا الجهاد، نص على اشتراط خلوص النية في الجهاد، وقوله: فهو على ضامن؛ أي مضمون أو معناه أنه ذو ضمان.

 

قوله: (فهو علي ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلًا ما نال من أجير أو غنيمة).

 

قال الحافظ: قوله مع أجر أو غنيمة؛ أي مع أجر خالص إن لم يغنم شيئًا، أو مع غنيمة خالصة معها أجر، وكأنه سكت عن الأجر الثاني الذي مع الغنيمة لنقصه بالنسبة إلى الأجر الذي بلا غنيمة، قال: وقد روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا ما من غازية تغزو في سبيل الله، فيصيبون الغنيمة، إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة، ويبقى لهم الثلث، فإن لم يصيبوا غنيمة تَم لهم أجرهم، قال: وذكر بعض المتأخرين للتعبير بثلثي الأجر في حديث عبد الله بن عمرو حكمة لطيفة بالغة، وذلك أن الله أعد للمجاهدين ثلاث كرامات دنيويتان وأخروية، فالدنيويتان السلامة والغنيمة والأخروية دخول الجنة، فإذا رجع سالِمًا غانمًا فقد حصل له ثُلثا ما أعد الله له، وبقي له عند الله الثلث، وإن رجع بغير غنيمة عوضه الله عن ذلك ثوابًا في مقابلة ما فاته، وكأن معنى الحديث أنه يقال للمجاهد إذا فات عليك شيء من أمر الدنيا عوضتك عنه ثوابًا، وأما الثواب المختص بالجهاد فهو حاصل للفريقين معًا.

 

قوله: (ومثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله - كمثل الصائم القائم)، ولمسلم: كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام.

 

قال الحافظ: فيه إشارة إلى اعتبار الإخلاص قال: وشبه حال الصائم القائم بحال المجاهد في سبيل الله في نيل الثواب في كل حركة وسكون؛ لأن المراد من الصائم القائم من لا يفتر ساعة عن العبادة، فأجره مستمر، وكذلك المجاهد لا تضيع ساعة من ساعاته بغير ثواب؛ لحديث أن المجاهد لتستن فرسه، فيكتب له حسنات، وأصرح منه قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ ﴾ [التوبة: 120]، قال: وفي الحديث أن الفضائل لا تُدرك دائمًا بالقياس، بل هي بفضل الله، وفيه استعمال التمثيل في الأحكام، وأن الأعمال الصالحة لا تستلزم الثواب لأعيانها، وإنما تحصل بالنية الخالصة إجمالًا وتفصيلًا[2]؛ والله أعلم.



[1] فتح الباري: (1/ 93).

[2] فتح الباري: (6/ 7، 8).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • السيرة الذاتية
  • مراسلات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة