• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلمالشيخ أحمد بن حسن المعلِّم شعار موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلم
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم / مقالات


علامة باركود

عدل ذي الخويصرة

عدل ذي الخويصرة
الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم


تاريخ الإضافة: 13/3/2023 ميلادي - 20/8/1444 هجري

الزيارات: 5817

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عدل ذي الخويصرة

 

العدل في الاصطلاح الشرعي: هو وضع الشيء في موضعه الذي أمر الله تعالى أن يُوضَع فيه، وبعبارة أخرى: هو موازنة بين الأطراف؛ بحيث يُعطَى كلٌّ منهم حقه دون بخس ولا جَور عليه.

 

وهو لا يعني المساواة مطلقًا، بل قد يعنيها، وقد تعد المساواة في بعض الأحيان مناقضة للعدل.

 

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "أخطأ على الإسلام من قال: إن دين الإسلام دين المساواة، بل دين الإسلام دين العدل، وهو الجمع بين المتساويين، والتفريق بين المفترقين... ولم يأتِ حرف واحد في القرآن يأمر بالمساواة أبدًا، إنما يأمر بالعدل".

 

لكن بعض الناس لهم في العدل تصور خاص هم وضعوه بحسب نظرهم وعقولهم القاصرة، ثم جعلوا هذا التصور هو الأصل، وصاروا يحاكمون الناس إليه، ويزِنون تصرفاتهم بميزانه، وأصرح مثال لهؤلاء ذو الخويصرة التميمي.

 

روى البخاري (3610) ومسلم (1064) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسمًا، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله، اعدل، فقال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟! قد خِبتَ وخسرت إن لم أكن أعدل))؛ إلخ الحديث.

 

هذا الحديث فيه عدل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يحكم بشرع الله، وينطق بوحي الله: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]؛ حيث يتجلى عدله في جعل العطاء مرهونًا بما يحقق المصلحة للأمة، وإن كان في ظاهره تفضيلٌ لبعض أفراد الأمة على بعض، ولم يلتزم صلى الله عليه وسلم هنا بشرح الحكمة من هذا التصرف، بناءً على ما يعرفه من ثقة أصحابه به، ويقينهم بأنه لن يتصرف إلا بما يُرضي الله، ويحقق المصلحة العليا لهم، وهذا كان موقف الصحابة جميعهم لم يعترض أحد على قسمته تلك، سوى ذي الخويصرة؛ للمرض الذي في قلبه، والخلل الذي في عقله.

 

وقد أجابه النبي صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا بقوله: ((ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟! قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل))، فلم يَدَعْها له النبي صلى الله عليه وسلم، بل زجره وقسا عليه، رغم أن المعتاد من تصحيحه لأخطاء أصحابه هو الرفق واللين، وقد فهم أصحابه الموقف وتفاعلوا معه؛ حتى لقد قال عمر رضي الله عنه: ((يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه)).

 

نأخذ من هذا الحديث أن للقائد مع تجرده من الأهواء أن يتصرف في المال العام بما يرى أنه يحقق المصلحة العامة للأمة، وإن كان تصرفه ذلك قد لا يكون مفهومًا لبعض أفراد الأمة؛ فالقائد يفترض أنه لا يكون قائدًا إلا عن مشورة ورضا من الأمة، وبعد أن يكون كذلك يجب على الأمة إحسان الظن به، وحمل تصرفاته على السداد، مالم يظهر منه ما يدل دلالة صريحة على الجور والانحراف.

 

كما يُؤخَذ منه أن لبعض الناس فهمًا غاليًا بعيدًا عن الصواب، منبعثًا من طبيعة نفسه المنحرفة، أو الحساسة؛ فهو يحاكم الناس إلى ذلك الفهم، لا إلى المفهوم الصحيح الذي تقرره الشريعة، وهذا ما جرى عليه ذو الخويصرة ومن يسير على طريقه في هذا المسلك، دون أن يشعر، وليس بالضرورة أن من يسلك ذلك المسلك منافقٌ كذي الخويصرة؛ بل قد يكون من أقوى الناس إيمانًا وأكثرهم صلاحًا، لكن الشيطان استطاع أن يدخل عليه من باب صلاحه وحماسته للخير، وغَيرته على الحق؛ فليحذَرِ المسلم من ذلك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • مرئيات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • كتب
  • صوتيات
  • منظومات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة