الكافي لكل أسبوع ثقافي - لطلاب المرحلة الثانوية (PDF)

الكافي لكل أسبوع ثقافي

لطلاب المرحلة الثانوية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. ثم أما بعد:

فهذا كتاب (الكافي لكل أسبوع ثقافي)، أضعه بين أيديكم وأرجو من الله أن يكتب له القبول؛ إنه سميع مجيب.

يحتوي هذا الكتاب على خمسة وسبعين برنامجًا إذاعيًا موسميًا، موزعًا على أسابيع، كل أسبوع له موضوع ومناسبة يتحدث عنها، أي أن هناك خمسة برامج لكل أسبوع، يتحدث عنها بالتفصيل.

ولهذه البرامج الأسبوعية المتخصصة في موضوع معين أهداف عظيمة: منها الدينية، ومنها الثقافية، ومنها التعليمية، ومنها التربوية؛ كل منها تبحر في سفينة.. تركب فيها، وترمي بشباكها، لتصطاد ما كتب الله لها من الفوائد والفرائد.

ونذكر هنا طرفًا من فوائد هذه الأسابيع المتخصصة:

أولًا: التفاعل مع المناسبات الدينية من خلال التذكير بها، وبما تحمله من خير وبركة، وبما ينبغي أن نعرفه عنها، وأن نعمله فيها.

مثلًا: شهر رمضان؛ مناسبة دينية تهلّ علينا كل سنة تحتاج إلى التذكير بها، والتعريف بفضلها، وبما ينبغي فعله فيها، والذكرى تنفع المؤمنين.

فيتم التذكير بأهمية وفضائل وأعمال هذا الشهر على مدى أسبوع؛ أي خمسة أيام، من السبت إلى الأربعاء.

ثانيًا: التفاعل مع المناسبات الوطنية، مثل: أسبوع المرور، حيث تهدف الإدارة العامة للمرور إلى إيصال صوتها بشكل مكثف في هذه الفترة، ومما لا شك فيه أن المدارس تشكل جزءًا مهمًا من أهدافها؛ لذا كان لزامًا على المشرفات على الإذاعات المدرسية استنفار الجهود والطاقات في مثل هذه الأسابيع للتفاعل معها التفاعل الأمثل، من خلال إيصال الرسائل المرورية وغيرها بأبهى صورة، وأبين خطاب.

ثالثًا: التفاعل مع القضايا الاجتماعية. فقد كثرت في هذه الأيام المشكلات الاجتماعية مثل: عقوق الوالدين، وشجار الإخوة، ومقاطعة الأقارب لبعضهم؛ فضلا عن قصص الإيذاء التي تحدث بين بعض الجيران.

وللأسف.. تؤججها الكثير من الوسائل الإعلامية بسبب نشرها للعصبيات، وما يهدم ولا يبني.

فعلينا دور كبير في هذا المنبر لتصحيح ما نستطيع تصحيحه مما نشاهده في مجتمعنا الذي نعيش فيه.

رابعًا: التفاعل مع القضايا الإسلامية، مثل: الرسومات المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد نهضت الأمة من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، للدفاع والذب عن عِرض نبينا صلى الله عليه وسلم، ولسنا بمتأخرين عن ركب هذه القافلة؛ حيث يجب علينا في منبرنا الصباحي أن نعلنها مدوية بأن عِرض نبينا صلى الله عليه وسلم فوق كل عِرض، وبأن سيرته أعظم سيرة، وبأن منهجه أعظم منهج.

خامسًا: التفاعل مع الأنشطة الثقافية، مثل: أسبوع الكتاب، وهو من الأنشطة الثقافية المهمة، حيث يرسم للطلاب نهجًا ثقافيًا جديدًا، من خلال توعيتهم بأهمية القراءة؛ لذا على مشرفي الإذاعة احتساب الأجر والمثوبة في هذا الأسبوع بالذات وسائر الأسابيع الأخرى؛ لأن معنى أنك تغرس في عقل ووجدان طالب حب القراءة.. أنك فتحت له جنة من المعرفة وقلت له: ادخل فيها، واقطف من ثمارها.

ولا تنسوا أن أي حرف يقرؤه هذا الطالب لكم مثل أجره؛ لأن الدال على الخير كفاعله.

وجميع هذه المواضع وغيرها قد خصصت لها أسابيع متكاملة، تتحدث عنها بالتفصيل بحمد الله؛ وهي على النحو التالي:

♦ أسبوع الصلاة.

♦ أسبوع الامتحانات.

♦ أسبوع الدفاع المدني.

♦ أسبوع المرور.

♦ أسبوع التدخين.

♦ أسبوع الحج.

♦ أسبوع الرسول صلى الله عليه وسلم.

♦ أسبوع الشجرة.

♦ أسبوع الكتاب.

♦ أسبوع المخدرات.

♦ أسبوع المسجد.

♦ أسبوع النظافة.

♦ أسبوع رمضان.

♦ أسبوع الشبكة العنكبوتية.

♦ أسبوع المراهقة.

♦ أسبوع الابتعاث.

هذه الأسابيع متخصصة في مواضيع معينة؛ لذا لا ينبغي إدراج فِقرات تتحدث خارج الموضوع المخصص، حتى لا تفقد هذه الأسابيع خاصيتها ورونقها؛ لكن مع التنبيه إلى محاولة عرض الفِقرات بقالب متنوع ومرح قدر الإمكان؛ وكذلك محاولة تخصيص يوم واحد، أو يومين لعرض مشهد أو مسرحية تتحدث عن الموضوع نفسه، وستجدون ما يناسبكم من المشاهد والمسرحيات بإذن الله في كتابي: (الدستور الشاهد في المسرحيات والمشاهد) الموجود في هذه الموسوعة.

ويحتوي الكتاب أيضًا على استمارة تقييم تضاف إلى كل برنامج إذاعي يتولى تقييمه أحد المعلمين أو الإداريين، بحيث يتم تصوير هذا التقييم، ومن ثم الاحتفاظ بكل تقييم في ملف الإذاعة المدرسية بشكل يومي أو أسبوعي.

وللحديث عن هذا الكتاب وما يحتويه أود قبل ذلك أن أتحدث عن الهدف من إعداده، وهو أن البرنامج الإذاعي كما هو معلوم يحتاج إلى جهد يومي، وتحضير مستمر، فضلًا عن التدرب على الإلقاء وغيرها من المتطلبات الكثيرة، التي ربما يتعرض مشرف الإذاعة وكذلك الطلاب إلى الإخلال ببعضها سهوًا، أو بسبب نوع من الضغوطات التي قد تحصل لنا جميعًا.

لذا؛ كان هذا الكتاب بمثابة المنقذ والمسعف بعد الله عز وجل في حال حدوث أي طارئ يمنع من إتمام البرنامج الإذاعي قدر المستطاع.

فهذا الكتاب يحتوي على برامج إذاعية موسمية، لمناسبات سنوية كثيرة، فما على المشرف على الإذاعة سوى اختيار أحد هذه المواضيع ومن ثم فسح المجال للطلبة لإلقائه.

وأيضًا تتميز هذه البرامج بكونها جاهزةً بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معانٍ؛ فهو يقدم البرنامج الإذاعي بمقدمته، وخاتمته، حتى الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية مكتوبة نصًا في البرنامج؛ يعني ما على الطالب سوى التوكل على الله، ومن ثم الانطلاق حتى نهاية البرنامج.

بالطبع هذا في بعض الحالات التي يحدث فيها نقص، أو خلل في الإعداد؛ وإلا فإن البرنامج الإذاعي يحتاج إلى عناية، واهتمام، وتعب؛ لكن كما قلنا بأن هذه البرامج تساعد في كثير من الأحيان وخصوصًا في بعض الفترات الصعبة مثل: أسابيع الامتحانات الشهرية أو النهائية، أو غيرها من الظروف التي لا يعلمها إلا الله سبحانه.

كما أنها تغلق الباب أمام بعض مشرفي الإذاعات الذين يتحججون بألا وقت لديهم لإعداد برامج الإذاعة بشكل يومي؛ لأن هذا الكتاب قد أتاح لهم الحصول على البرامج بكل أريحية، وأعدها لهم بكل روية؛ ولكن أيضًا عليهم أن يحاولوا التخلص من هذا الكسل والخمول، وأن يزرعوا في أنفسهم وطلابهم مبدأ أن الإذاعة المدرسية منبر يجب أن يستفاد منه.

وبالنسبة للون خط البرامج؛ فإنه يتكون من لونين، كما أن كل فقرة من فقرات البرنامج الإذاعي تحتوي على عنوان لها يميزها، وينبه عليها.

والهدف من اختيار لونين بدلًا من الاقتصار على لون واحد؛ هو الرغبة في التسهيل والتيسير على طلاب الإذاعة، ومنعًا لحدوث أي اشتباه بين ما ينبغي أن يقوله مقدم البرنامج وبين ما ينبغي أن يقوله مقدم الفقرة.

هذا في حال لو كانت البرامج تقرأ من الكتاب مباشرة؛ أما في حال تصوير البرنامج الإذاعي من الكتاب، أو كتابته بخط اليد من قبل الطلاب لإلقائه؛ فينبغي التنبيه والحرص على عدم الخلط بين ما هو من كلام مقدم البرنامج، وما هو من كلام مقدم الفقرة.

ويحتوي كل برنامج على فِقرات متعددة، منها ما يحتوي على خمس أو ست أو سبع أو ثماني أو تسع فِقرات؛ لكن الأغلب هو الذي يحتوي على سبع فِقرات.

إلا أن أغلب البرامج عدد صفحاتها من ثلاث إلى خمس؛ وذلك للحفاظ على عامل الوقت دون نقص أو زيادة.

وحسب الدراسات العالمية، فإن الصفحة الواحدة تستغرق قراءتها ما بين ثلاث إلى أربع دقائق، يعني أن البرنامج الإذاعي لن يتجاوز اثنتي عشرة دقيقة، على فرض الأخذ بأن الصفحة الواحدة تستغرق قراءتها أربع دقائق.

"3 (عدد الصفحات) × 4 (الدقائق الكافية لقراءتها) = (12دقيقة)"

♦ وتتعدد الفِقرات وتتنوع في كل برنامج، فقد يرى مشرف الإذاعة الاستغناء عن بعضها، أو إضافة فِقرات بدلًا منها؛ كل هذه الأمور قد تحدث، فعلى مشرف الإذاعة مراعاة احتياجات طلابها من الفِقرات، وما يناسبهم لذا.. أودُّ التذكير بأن هذه الموسوعة المباركة بإذن الله تحتوي على كتاب كامل للفِقرات هو (المغني في الفقرات الثقافية) يمكن الرجوع إليه، واستخراج الفقرات المناسبة منه في شتى المجالات.

♦ وبقي لي تنبيهان مهمان، ألا وهما:

الأول: أهمية الحرص على اختيار البرنامج الإذاعي المناسب في الوقت المناسب؛ فمثلًا: عند قرب فريضة الحج من المناسب أن تطرح برامج الحج، وإذا حان دخول شهر رمضان من الأولى أن نتحدث عن رمضان، وهكذا عديد وعديد من الأحداث والمناسبات التي من المناسب أن تطرح مواضيعها في وقت حدوثها؛ فكما يقال: «لكلِ مقامٍ مقال».

والآخر: أنه يمكن استغلال هذه البرامج الجاهزة في المناسبات والأماكن المختلفة، مثل المراكز الصيفية، والنوادي، والحفلات المدرسية، وحصص النشاط المدرسي، وغيرها من المناسبات والملتقيات المختلفة.

وقبل الختام، أودُّ لفت الأنظار إلى أنني قد ذكرت كثيرًا من النقاط المهمة والمحاور الرئيسة فيما يخص واقع البرامج الإذاعية، وسبل الرقي بها، وعديدًا من المواضيع والأفكار والتوجيهات.. جميعها ستجدونها بإذن الله في كتابي (الأفكار الذهبية في الإذاعة المدرسية) لذا؛ أوصي بالاستفادة منه في هذا المجال.

والحمد لله رب العالمين...