شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد

علامة باركود

يقولون (قصيدة)

يقولون (قصيدة)

أ. محمود مفلح

تاريخ الإضافة: 1/12/2022 ميلادي - 7/5/1444 هجري

الزيارات: 4665

يقولون

إلهي لقد ضاقَتْ عليَّ المسالِكُ

فإنْ لم تُدارِكْني فإنِّيَ هالِكُ

وأصبحَ دربي يا إلهي مروِّعًا

ويا ليتَهُ دربٌ- كما كانَ- سالِكُ

أشُرِّقُ ظنِّي أنَّ في الشرقِ كُوَّةً

ولم أدرِ أنَّ الليلَ في الشرقِ حالِكُ

وأنصبُ وجهي للغروبِ إذا بهِ

كريهٌ ووجهُ الغربِ -مذْ كانَ – فاتِكُ

وأفتحُ من جرحي سماءً جديدةً

وأشعلُها حتَّى تُضيءَ المسالِكُ

وأحملُ يا ربَّ السمواتِ صخرَتي

على كَتِفي وحدي ولا مَنْ يُشارِكُ

وأمضي بها حينًا بأرضٍ سويَّةٍ

وأسقطُ أحيانًا فدربيَ شائِكُ

وأكتبُ حينَ البوحِ شعرًا أضمُّهُ

إلى كبدي ضمًّا كأنِّي ناسِكُ

وما كانَ شِعري غيرَ دمعٍ سفحْتُهُ

على وطنٍ قد أرهقَتْهُ المعارِكُ

لعلِّي به أُذكي إباءً ونخوةً

وأطلقُ خيلًا أثقلَتْها السنابِكُ

لعلِّي بهِ أستنْبِتُ القمحَ مرَّةً

فتأكلُ من كفِّي فراخٌ هوالِكُ

وما قُلْتُ شِعري أبتغي فيهِ شهرةً

وأرجو بهِ ما ترتجيهِ الصَّعالِكُ

ولكنَّ شِعري ذَوْبُ قلبٍ قتلْتُهُ

ليبزُغَ فجرٌ للمحبينَ ضاحِكُ

ويعلمُ ربِّي أنَّ للشعرِ وطأةً

وأنِّي بهذا الشعرِ لا بُدَّ هالِكُ

كأنِّي وهذا الشعرُ مُهرٌ وفارسٌ

يطيعُ له حينًا وحينًا يُماحِكُ

يقولونَ دعْ عنْكَ الهمومَ ولا تكُنْ

بئيسًا فإنَّ الدربَ للناسِ سالِكُ

ولا تَجْتَرِحْ همًّا نراكَ افتعلْتَهُ

كما عبرَتْ بينَ الغيومِ النيازِكُ

فإن َّحياةَ الناسِ مسكٌ وعنبرٌ

وإنَّ فِراشَ الناسِ تلكَ الأرائِكُ

* * *

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك