• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد السقا عيد شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد السقا عيد / مقالات


علامة باركود

ما حقيقة إصابة سيدنا يعقوب عليه السلام بالعمى؟

د. محمد السقا عيد


تاريخ الإضافة: 30/11/2014 ميلادي - 7/2/1436 هجري

الزيارات: 177707

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما حقيقة إصابة سيدنا يعقوب عليه السلام بالعمى؟
سؤال للمناقشة


قد يقول قائل: هناك آية في كتاب الله تعالى في سورة يوسف تقول: ﴿ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ ﴾ [يوسف: 84].


وهي تعني أن البكاء المتكرر هو سبب العمى الذي أصاب سيدنا يعقوب عليه السلام، فهل أصيب سيدنا يعقوب عليه السلام بالعمى حقاً؟
في البداية: نعلم من علم الطب أنَّ القسم الظاهر من مقلة العين مؤلف في الأمام والمركز من طبقة شفافة تسمى (القرنية) وفي وسطها دائرة مفرغة تسمى (الحدقة) ومن وراء الطبقة القرنية والحدقة، طبقة أخرى تحيط بالحدقة ذات لون أسمر، أو بني، أو رمادي، أو أرزق، أو عسلي، أو أخضر تسمى( بالقزحية) وهي التي تعطي العين الصفة المميزة لها، ومن حول القرنية يأتي بياض العين الذي يؤلف القسم الأكبر من مقلة العين ويسمى ( بالصلبة)؛ وعلى ذلك فيكون المراد من القول في الآية 84 من سورة يوسف "... وابيضَّت عَينَاهُ مِنَ الحزنِ "هو القسم المركزي من العين، أي أنّه عبر بلفظ الكل وأراد الجزء).الغزي، عبدالله: مؤتمر تفسير سورة يوسف، ج1، ص1153-1154.


" وإنّما ذكر الكلّ و هو (ابيضاض العين) لما يحمله ذكر الكلّ من دلالة يفتقر لها ذكر الجزء مباشرة. فابيضاض العين في الآية الكريمة يدلّ على شدة الحزن الذي يولد البكاء ومن ثمَّ يؤدي ذلك إلى القلب سواد العين إلى بياض فكأنّما انمحت معالم عينه بسبب كثرة البكاء وشدته وتحولت إلى قطعة بيضاء لا ترى فيها شيئاً من معالم العين.

ولو عبرت الآية الكلام على حقيقته بأن يقال (ذهب الله ببصره) لما دلـّت هذه شدة الآلام والعذاب الذي عاشه نبي الله يعقوب (عليه السلام) على ابنه.

إذن فالآية قصدت الجزء المركزي للعين الذي فيه يكمن البصر، وإنّما أطلق البياض من باب المجاز لما في ذلك من دلالة على ما كابده يعقوب (عليه السلام) من أحزان وآلام على فقده ابنَهُ الحبيب، وإنّه ما فقد بصره إلاّ من كثرة الحزن والبكاء عليه. فكأنّما ابيضاض العين مرتبط بالبكاء الشديد المصحوب بالعبرة والآلام وهذا ما كان عليه حال النبي يعقوب (عليه السلام).

والذي يبدو لي أنَّ بياض عين يعقوب (عليه السلام) حقيقة لا مجاز لأنه من كثرة البكاء نزل في عينه الماء الأبيض فصارت كلُّها بياضاً أيْ "صارت في عينيه غشاوة بيضتهما". الغزي، عبدالله: مؤتمر تفسير سورة يوسف، ج1، ص1153- 1154.

"وقيل إنَّ الابيضاض" کناية عن العمى" فيکون قد ذهب بصره (عليه السلام) بالكلية. واستظهره أبو حيان بقوله تعالى "فارتدّ بصيراً" وهو يقابل " بالأعمى. "الألوسي، شهاب الدين السيد محمود: روح المعاني، ج13، ص40.

وعليه فالابيضاض يدلّ على شدّة الحزن الذي يولّد البكاء وإن لم يؤد ذلك لقلب سواد العين إلى البياض، فكأنّما انمحت معالم عينيه (عليه السلام) بسبب البكاء الشديد وتحولت كلها إلى قطعة بيضاء. والله أعلم.

ولا يفوتني أن أنقل لكم بحثاً رائعاً في هذا الموضوع للأستاذ محمد إسماعيل عتوك - الباحث في الإعجاز البياني والبلاغي في القرآن والسنة، لنقرأ ما كتبه، يقول:

إن ما حدث ليعقوب عليه السلام من ابيضاض عينيه فقد كان بسبب إفراطه في البكاء المتتالي، نتيجة حزنه الشديد على يوسف، والذي عبَّر عنه في البداية بقوله:﴿ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ﴾، ثم عقَّب تعالى على ذلك بقوله:﴿ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾.

أي: شديد الكظم لحزنه، فلم يشك ما به إلى أحد؛ وإنما كان يكتمه في نفسه، ويمسك همه في صدره، وكان يرسل العبرات المتتالية من عينيه دون انقطاع حتى ابيضت عيناه، وحصل له العمى التام.

وقيل: قد تبيض العين ويبقى شيء من الرؤية والله أعلم بحال يعقوب؛ وإنما ابيضت عيناه من البكاء، ولكن سبب البكاء الحزن، فلهذا قال: "من الحزن " تفسير القرطبي.

روي: أنه ما جفت عيناه من فراق يوسف إلى لقائه، وأن وَجْدَه عليه وَجْدُ سبعين ثكلى، وأجرَه أجرُ مائة شهيد.

فابيضاض عينيه كان بسبب بكائه الدائم، نتيجة حزنه الشديد.

وأنت تعلم أخي القارئ أن كل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، فالدواء يصبح داءا إذا أخذ منه جرعة زيادة عن الجرعات التي يحددها الطبيب، فما بالك إذا أخذ منه أضعاف أضعافُ ما هو محدد، وهذا هو ما يمكن أن يحدث لعين مصابة سُكبتْ فيها أضعَافُ أضْعافُ ما تحتاجه من قطرات الدواء.

فالبكاء إذا كان علاجًا انقلب في هذه الحالة إلى داء... ولو كان علاجًا في هذه الحالة، لما أصيب يعقوب، ولا الخنساء بفقد البصر على نحو ما سنرى.

ثم قد يكون في بكاء يعقوب الدائم الذي أفقده بصره إنقاذٌ لحياته من الهلاك؛ ولهذا كان أولاده يقولون له:

﴿ تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ﴾ [يوسف: 85]، فكان جوابه لهم:﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾.

والبث أشدُّ الحزن، سمِّيَ بذلك؛ لأنه من صعوبته لا يطيق الإنسان حمله، فيبثه. والبثُّ هو النشر مع التفريق.

وفي المستدرك على الصحيحين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:" كَانَ لِيَعْقُوبَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ أَخٌ مُؤَاخِيًا فِي اللَّهِ، فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: يَا يَعْقُوبُ، مَا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرَكَ، وَمَا الَّذِي قَوَّسَ ظَهْرَكَ ؟ فَقَالَ: أَمَّا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرِي (فَالْبُكَاءُ) عَلَى يُوسُفَ، وَأَمَّا الَّذِي قَوَّسَ ظَهْرِي (فَالْحُزْنُ) عَلَى ابْنِي بِنْيَامِينَ... "،الحديث.

وذكر الرازي في تأويل قوله تعالى:

﴿ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وابيضت عَيْنَاهُ مِنَ الحزن ﴾ وجهين:

الوجه الأول: أنه لما قال:﴿ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ﴾، غلبه البكاء. وعند غلبة البكاء يكثر الماء في العين، فتصير العين كأنها ابيضت من بياض ذلك الماء. وقوله:﴿ وابيضت عَيْنَاهُ مِنَ الحزن ﴾ كناية عن غلبة البكاء. والدليل على صحة هذا القول أن تأثير الحزن في غلبة البكاء لا في حصول العمى. فلو حملنا الابيضاض على غلبة البكاء، كان هذا التعليل حسنًا. ولو حملناه على العمى لم يحسن هذا التعليل. فكان ما ذكرناه أولى. وهذا التفسير مع الدليل رواه الو احدي في " البسيط "، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

والوجه الثاني: أن المراد هو العمى، والقائلون بهذا التأويل قالوا: الحزن الدائم يوجب البكاء الدائم، وهو يوجب العمى، فالحزن كان سببًاللعمى بهذه الواسطة، وإنما كان البكاء الدائم يوجب العمى؛ لأنه يورث كدورة في سوداء العين.

ومنهم من قال: ما عمي؛ لكنه صار بحيث يدرك إدراكًا ضعيفًا. قيل: ما جفت عينا يعقوب من وقت فراق يوسف عليه السلام إلى حين لقائه، وتلك المدة ثمانون عامًا ".

لاحظ قوله في الوجه الأول: ( تأثير الحزن في غلبة البكاء لا في حصول العمى )، ثم قوله في الوجه الثاني: (الحزن الدائم يوجب البكاء الدائم، وهو يوجب العمى، فالحزن كان سببًا للعمى بهذه الواسطة ).

والسؤال هنا: لماذا كان الحزن سببًا للعمى بوساطة البكاء؟
يجيب عن ذلك الدكتور المصري عبد الباسط محمد سيد، الباحث بالمركز القومي للبحوث التابع لوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية بقوله: " هناك علاقة بين الحزن والإصابة بالمياه البيضاء، حيث أن الحزن يسبب زيادة هرمون ( الأدرينالين )، وهو يعتبر مضاد لهرمون ( الأنسولين )، وبالتالي فإن الحزن الشديد، أو الفرح الشديد يسبب زيادة مستمرة في هرمون ( الأدرينالين ) الذي يسبب بدوره زيادة ( سكر الدم )، وهو أحد مسببات العتامة.. هذا بالإضافة إلى تزامن الحزن مع البكاء ".

نخلص من ذلك إلى القول بأن( الحزن الشديد )كان سببًا في ابيضاض العينين، وأن( البكاء الدائم ) نتيجة الحزن كان سببًا في حصول العمى التام. ولو كان ( البكاء ) في هذه الحالة علاجًا، لكان سببًا في إزالة ابيضاض العينين، ولما كان لقميص يوسف عليه السلام دور في رد بصر أبيه إليه ﴿ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا ﴾ [يوسف: 93].

ولعلنا ندرك الآن سِرَّ التعبير البياني هنا بلفظ ( الحزن ) بدلاً من لفظ ( البكاء ).

وشبيه بما حدث ليعقوب- عليه السلام- ما حدث للخنساء في جاهليتها، حين فقدت بصرها من كثرة بكائها حزنًا على أخيها صخر. وكانت تقول مخاطبة عينيها:

أعيني جودا، ولا تجمُدا
ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجري الجميل
ألا تبكيان الفتى السيدا

 

وكانت تعزى نفسها بكثرة الباكين من حولها، وتقول:

فلولا كثرة الباكين حولي
على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن
أعزي النفس عنه بالتأسي

 

سؤال: ما حقيقة إصابة سيدنا يعقوب عليه السلام بالعمي؟
هناك احتمالان في قضية وقوع العمى على نبي الله يعقوب: من وقوع العمى التام أو ضعف البعد بحيث يصدق عليه العمى عرفاً.

فلنا أن نقول:
أولاً: أن العمى المذكور لم يكن المقصود منه العمى التام بل صيرورته بحيث لا يدرك إلا إدراكاً ضعيفاً ومقتضى الإدراك الضعيف وجود أصل البصر غايته لم يكن على ما كان عليه من قبل فقد ولده يوسف (عليه السلام).ويصح أن المراد من الابيضاضمنالعين أو العمى هو غلبه البكاء عليه، وعند غلبة البكاء يكثر الماء في العين فتصير العين كأنها ابيضتمنبياض ذلك الماء ويكون ذلك منشأ لضعفها.


ثانياً: لم يقل القرآن فعميت عيناه من الحزن فهو كظيم إنما قال فابيضت عيناه لضعفها من الحزن. والفرق بين عمى العين وبياضها واضح وظاهر إذ لا يستلزم بياض العين عماها بالمرة.


نعم لازمه ضعفها عن النظر وقلة فاعليتها في مقام أداء الوظيفة فهذا مما لا شك فيه، ولا يرد عليه أن الله قال حكاية منحاله فيما بعد (فارتد بصيراً) لإمكانية حمل المعنى (ارتداده بصيراً) على جلاء البصر وعودته قوياً لا حمله على العودة بعد ذهاب أصل الرؤية.

 

يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله:

﴿ وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ ﴾ أي: أن دموع يعقوب كثُرتْ حتى بَدا الجزء الأسود في العين وكأنه أبيض. أو: ابيضتْ عيناه من فَرْط حُزنه، الذي لا يبثُّه لأحد ويكظمه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • عروض تقديمية
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة