• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد السقا عيد شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد السقا عيد / مقالات


علامة باركود

حوار بين العين والقلب

حوار بين العين والقلب
د. محمد السقا عيد


تاريخ الإضافة: 12/10/2014 ميلادي - 17/12/1435 هجري

الزيارات: 22328

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار بين العين والقلب


إن الغرائز والميول العاطفية والجنسية بين الرجل والمرأة هي شيء فطري يمكن ضبطه ولا يمكن كبته. وإن الاسلام أمرنا بضبط هذه الغرائز وليس بكبتها وإنما بتصريفها بنظام أخلاقي وشرعي هو الزواج.


وهذه الميول والغرائز لن تتغير ولن تتبدل على مرّ الأيام والعصور فهم جميعاً ممن أودع الله فيهم هذه الفطرة وهذه الغريزة وهذا الميل المتبادل الذي فيه سر بقاء النسل البشري وتواصله؛ وليس لتكون هي غريزة ثائرة متأججة مجنونة لا يضبطها ضابط ولا ينظمها شرع ولا قانون ولا عرف ولا أخلاق، فيصبح الإنسان فيها والحيوان سواء..


قال الله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ [آل عمران: 14].


مما يدل على أن شهوات النساء مزينة للناس ومغوية لهم، وقوله تعالى - من النساء - بدأ بهن لكثرة تشوف النفوس إليهن.


وقال صلى الله عليه وسلم:" ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء".


قال الإمام القرطبي في تفسير الآية: " ففتنة النساء أشد من جميع الأشياء، ويقال في النساء فتنتان وفي الأولاد فتنة واحدة، فأما اللتان في النساء فأحدهما: أن تؤدي الى قطع الرحم لأن المرأة تأمر زوجها بقطعه عن الأمهات والأولاد، والثانية: يبتلى بجمع المال من الحلال والحرام لأجلها.


وأما البنون فإن الفتنة واحدة وهو ما ابتلي بجمع المال لأجلهم".


ولعل سائلًا يسأل عن تلك الجاذبية التي أودعها الله في الرجال والنساء تجاه بعضهم البعض والتي يهذبها الاسلام ولا يكبتها ولا يتنكر لوجودها.


والسؤال الآن عمن يتحمل مسؤولية هذه الجاذبية التي اذا ما تمت الاستجابة لها بغير الضوابط الشرعية فإنها ولا شك تقود الى المحظور والحرام وفي الحياة اليومية أمثلة وشواهد أكثر من أن تحصى.


ولمعرفة الجواب الشافي فإنني أنقل بعض فقرات المناظرة الجميلة التي دارت بين العين والقلب حيث يتهم كل منهما الآخر بأنه هو السبب وهو المبتدئ بتأجيج نار الغريزة ويكون الحَكَم في النهاية هو الكبد.


هذه المناظرة الطريفة أوردها شيخ الاسلام ابن قيم الجوزية في كتابه (روضة المحبين ونزهة المشتاقين) في الصفحة 95:" كما كانت العين رائدا والقلب باعثا وطالبا وهذه لها لذة الرؤية وهذا له لذة الظفر كانا في الهوى شريكي عنان، ولما وقعا في العناء واشتركا في البلاء اقبل كل منهما يلوم صاحبه ويعاتبه:

فقال القلب للعين:

أنت التي سقتني إلى موارد المهلكات وأوقعتني في الحسرات بمتابعتك اللحظات ونزهت طرفك في تلك الرياض وطلبت الشفاء من الحدق المراض وخالفت قول أحكم الحاكمين ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30] وقول رسوله صلى الله عليه وسلم: "النظرة الى المرأة سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركه من خوف الله عز وجل أثابه الله ايمانا يجد حلاوته في قلبه" فمن الملوم سوى من رمى صاحبه بالسهم المسموم؟ أوما علمت أنه ليس شيء أضر على الانسان من العين واللسان فما هلك أكثر من هلك إلا بسببهما.. فمن أحب أن يحيا سعيدا أو يعيش حميدا فليغض من عنان طرفه ولسانه ليسلم من الضرر أو ما علمت وسمعت قول العقلاء:" من سرح ناظره أتعب خاطره، ومن كثرت لحظاته دامت حسراته وضاعت عليه اوقاته وفاضت عبراته.

 

فقالت العين:

ظلمتني أولاً وآخراً وبؤت بإثمي باطنا وظاهرا وما أنا الا رسولك الداعي إليك ورائدك الدال عليك، فأنت الملك المطاع ونحن الجنود والاتباع، أركبتني في حاجتك خيل البريد ثم أقبلت علي بالتهديد والوعيد، فلو أمرتني أن أغلق علي بابي وأرخي علي حجابي لسمعت وأطعت، ولما رعيت في الحمى ورتعت، أرسلتني الى صيد قد نصبت لك حبائله وأشراكه واستدارت حولك فخاخه وشباكه، فغدوت أسيرًا بعد أن كنت أميرًا وأصبحت مملوكاً بعد أن كنت مليكاً.

 

هذا وقد حكم لي عليك سيد الأنام وأعدل الحكام عليه الصلاة والسلام حيث يقول:" إن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".


ثم أما علمت أن الله سبحانه قد خص بالفوز والنعيم من أتاه بقلب سليم أي سليم مما سواه، ليس فيه غير حبه واتباع رضاه.


ثم اتبعت العين وقالت: وبين ذنبي وذنبك عند الناس كما بين عماي وعماك في القياس.


وقد قال من بيده أزمة الأمور ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46].


قال الشاعر:

فو  الله  ما  ادري   أنفسي   ألومها        على الحب أم عيني المشومة  أم  iiقلبي
فإن لمت قلبي قال لي  العين  أبصرت        وإن لمت عيني قالت  الذنب  iiللقلب
فعيني   وقلبي   قد   تقاسمتما    دمي        فيا رب كن عونا على العين والقلبِ

 

مثلكما مثل مقعد بصير وأعمى يمشي دخلا بستانا فقال المقعد للأعمى: أنا أرى ما فيه من الثمار ولكن لا أستطيع القيام وقال الأعمى: أنا أستطيع القيام ولكن لا أبصر شيئا فقال له المقعد: تعال فاحملني فأنت تمشي وأنا أتناول فعلى من تكون العقوبة؟.


فمهما اختلف الزمان وتغير المكان فيظل الانسان هو الانسان لا فارق بين الاناث والذكران، فقد أودع الله في كل منهما الغريزة والميلان، ان هما ضبطاها وهذباها كانا كملائكة الرحمن، وان أطلقا لها العنان كانا أسوأ من الشيطان، ومصيرهما النيران، فلا تقل هي ولا تقولي هو بل قولا كما قال آدم وحواء ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].


المصادر:

• كتاب: روضة المحبين ونزهة المشتاقين، الإمام ابن قيم الجوزية.

• موقع اشراقة من مقال (من أغلى ... حديقتي أم زوجتي) بقلم الشيخ كمال خطيب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • عروض تقديمية
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة