• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد السقا عيد شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد السقا عيد / مقالات


علامة باركود

صراخ المولود بعد ولادته ظاهرة غريبة تحتاج إلى تفسير

صراخ المولود بعد ولادته ظاهرة غريبة تحتاج إلى تفسير
د. محمد السقا عيد


تاريخ الإضافة: 7/9/2017 ميلادي - 15/12/1438 هجري

الزيارات: 45065

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صراخ المولود بعد ولادته

ظاهرة غريبة تحتاج إلى تفسير


نخرج باكين من بطون أمهاتنا كارهين ما حل بنا خائفين مما ينتظرنا، نبكي رجاء عودتنا لجدران الحنان الذي فقدناه، فمن يفقد ما أحبه يبكي عليه. لو كانت الحياة جميلة لما ولدنا ونحن نبكي... فالطفل يبكي لأنه أراد الحياة ولو لم يردها لما خرج من بطن أمه أصلاً... إنه يبكي ويذرف دموع الاشتياق لأمه ولحنانها المتدفق من حنايا روحها رغم أنه لم يعرفها وجها إنما عرفها بروحها ومشاعرها.

يوضح ابن القيم - رحمه الله - في كتابه (التبيان) سبب بكاء الصبي عند الولادة، ويذكر أن لذلك سببين:

أحدهما: أن حكمة الله تعالى اقتضتْ أن وَكَّلَ بكل واحدٍ من بني آدم شيطانًا، فهو ينتظر خروجه ليقارنه" يكون قرينه " ويتوكل به، فإذا انفصل استقبله الشيطان، وطعنه في خاصرته غيظًا عليه، فيصرخ المولود من تلك الطعنة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: (صياح المولود حين يقع نزغةٌ من الشيطان) رواه مسلم.

 

وأما السبب الثاني لصراخه فهو: لِمُفارقته ما ألفه وما تعوَّد عليه وخروجه إلى حال غريب، وانتقاله من جسم حار إلى هواء بارد، ومكان لَم يألفه، فيستوحش من مفارقة وطنه ومألفه؛ والله أعلم.


كما أن بعض العلماء يرون أن تغير مستوى ضغط الدم المفاجىء عند الولادة قد يسبب الألم الذي يسبب البكاء.

يقول بروفيسور النساء والتوليد السعودي الدكتور عبد الله حسن باسلامة عن هذا الموضوع: لم أر طفلاً أو طفلة خرجت إلى هذه الدنيا ضاحكة أو حتى مبتسمة مع أني كنت هناك عند خروج العديد من الأطفال، فالكل يخرج من بطن أمه صامتاً لحظات ثم يصرخ أو يبكي والذي لا يصرخ يكون عادة إما ميتاً أو في حالة إعياء أو صدمة من ضنك الحمل أو صعوبة الولادة.

 

إذن فكل قادم إلى هذه الدنيا يصرخ أو يبكي مع أنه كان الأولى به أن يضحك ويقهقه أو حتى يبتسم ويبدى علامات الرضا لأنه خرج من الظلمات إلى النور ومن ضيق الأرحام إلى رحابة الكون ومن بحر من (السوائل) كان يعيش في وسطها إلى الهواء الطلق إلى الدفء النور إلى الشمس.

 

ويستثني من هذا البكاء مريم ابنه عمران وابنها عيسى عليهما السلام فلم يحصل بكاء منهما بسبب مس الشيطان لأن الشيطان لم يمسهما وذلك لثبوت الحديث في ذلك عن المعصوم عليه الصلاة والسلام.

ففي الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: ( كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها ) مسند الامام أحمد - 15/40.

 

إن بكاء الطفل من الناحية البيولوجية مفيد لأنه يسمح للهواء بالدخول للرئتين ويمكن من انقباض وانبساط عضلة القلب، إلا أن بعض الأطفال لا يبكون، وخوفا عليهم من الاختناق لعدم التنفس تعمد القابلة إلى إيلامهم بإبرة أو نحوه حتى يبكوا ويأخذوا الهواء...

 

يقول ابن القيم فى كتابه (تحفة المودود بأحكام المولود)

ولما كان مفارقة كل معتاد ومألوف بالانتقال عنه شديدا على من رامه ولا سيما إذا كان الانتقال دفعة واحدة، فالجنين عند مفارقته للرحم ينتقل عما قد ألفه واعتاده في جميع أحواله دفعة واحدة، وشدة ذلك الانتقال عليه أكثر من شدة الانتقال بالتدريج، فالجنين ينتقل عما ألفه واعتاده في غذائه وتنفسه ومداخله وما يكتنفه وهلة واحدة، وهذه أول شدة يلقاها في الدنيا ثم تتوافر عليها الشدائد حتى يكون آخرها الشدة العظمى التي لا شدة فوقها أو الراحة العظمى التي لا تعب دونها.

 

ولذلك لا يبكي عند ورود هذه الشدة عليه مع ما يلقاه من وكز الشيطان وطعنه في خاصرته، فإذا انفصل الجنين بكى ساعة انفصاله لسبب طبيعي وهو مفارقة إلفه ومكانه الذي كان فيه، وسبب منفصل عنه وهو طعن الشيطان في خاصرته فإذا انفصل وتم انفصاله مد يده إلى فيه فإذا تم له أربعون يوما تجد له أمر آخر على نحو ما كان يتجدد له وهو في الرحم فيضحك عند الأربعين. فسبحان الذي بيده كل شيء!.

ينتظر الأهل بفارغ الصبر اللحظة التي يصرخ فيها الطفل بعد ولادته، هذه الصرخة تحيي الفرحة و الأمل لدى الأهل، وهذا يعني أن الطفل بحالة ممتازة و العلم عند الله.

 

يخرج المولود إلى حياتنا الدنيا باكيا وكأنه يعلم مدى الشقاء والعناء الذي سيلاقيه في هذه الدار... وصدق الإمام الشافعي:

ولدتك أمك يا بن آدم باكيا
والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا
في يوم موتك ضاحكا مسرورا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • عروض تقديمية
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة