• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسريد. محمود بن أحمد الدوسري شعار موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسري
شبكة الألوكة / موقع د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات


علامة باركود

حافظ القرآن له الدرجات العلا في الجنة

حافظ القرآن له الدرجات العلا في الجنة
د. محمود بن أحمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 13/4/2022 ميلادي - 11/9/1443 هجري

الزيارات: 25963

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حافِظُ القرآنِ له الدَّرَجَاتُ العُلاَ في الجنة

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:

حين يدخل المؤمنون الجنة، فإنَّ لحافظ القرآن شأنًا آخر؛ حيث يعلو غيرَه في درجات الجنة لتعلو منزلته، وترتفع درجته في الآخرة، كما ارتفعت في الدنيا، ويتبين ذلك جليًّا من خلال عدة أحاديث:

1- منزلة الحافظ عند آخر آية يقرؤها:

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرآنِ[1]: اقْرَأ وارْتَقِ[2]، ورَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا[3]، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا»[4]. أفاد الحديثُ الترغيبَ في حفظ القرآن، وتخصيصُ الصَّاحِبِ في الحديث بالحافظ عن ظهر قلب دون التَّالي من المصحف تكريمًا له وتشريفًا.

 

قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: «الخبر المذكور خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب، لا بمن يقرأ بالمصحف؛ لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها ولا يتفاوتون قلَّةً وكثرة، وإنما الذي يتفاوتون فيه كذلك هو الحفظ عن ظهر قلب، فلهذا تفاوتت منازلهم في الجنة بحسب تفاوت حفظهم، ومما يؤيد ذلك أيضًا أنَّ حِفْظَ القرآن عن ظهر قلب فرض كفاية على الأمة، ومجرد القراءة في المصحف من غير حفظٍ لا يسقط بها الطلب، فليس لها كبير فضل كفضل الحفظ، فتعين أنه - أعني: الحفظَ عن ظهر قلب - هو المراد في الخبر، وهذا ظاهر من لفظ الخبر بأدنى تأمُّل، وقول الملائكة له: «اقرأْ وارْقَ» صريح في حفظه عن ظهر قلب كما لا يخفى»[5].

 

الغُنْمُ بالغُرْم:

والفوز بهذه المنزلة له شروط يوضِّحها الألباني رحمه الله بقوله: «ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن، لكن بشرط أن يكون حِفْظُه لوجه الله تبارك وتعالى، وليس للدنيا والدرهم والدينار، وإلاَّ فقد قال صلى الله عليه وسلّم: «أكْثَرُ مُنافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا»[6]»[7]. فيا لها من سعادة للحافظ المُخْلِص إذا قيل له: اقرأْ وارقَ ورتِّلْ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. تُرى إلى أين يرقى؟

 

قال الطِّيبي رحمه الله: «إنَّ التَّرقي يكون دائمًا، فكما أنَّ قراءته في حال الاختتام استدعت الافتتاح الذي لا انقطاع له، كذلك هذه القراءة والتَّرقي في المنازل التي لا تتناهى، وهذه القراءة لهم كالتَّسبيح للملائكة لا تشغلهم من مستلذاتهم بل هي أعظم مستلذاتهم»[8].

 

تنبيه على أثر ضعيف:

قال الخطابي رحمه الله: «جاء في الأثر: أن عدد آي القرآن على قدر دَرَج الجنَّة، يقال للقارئ: ارق في الدَّرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن، فَمَنْ استوفى قراءة جميع القرآن استولى[9] على أقصى درج الجنَّة، ومَنْ قرأ جزءًا منها كان رقيه في الدَّرج على قدر ذلك، فيكون منتهى الثَّواب عند منتهى القراءة»[10].

 

2- يُلْبَسُ تاج الكرامة وحُلَّة الكرامة ويفوز بالرِّضى:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يَجيءُ صَاحبُ القُرآنِ يَوْمَ القيَامَة فَيَقُولُ: يا رَبِّ حَلِّه[11]، فَيُلْبَس تاجُ الكَرامَة، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ زدْهُ فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الكَرامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ، فَيُقالُ: اقْرأ وارْقَ، ويُزادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً»[12].

 

بَيَّنَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم أنَّ القرآنَ العظيم يرفع شأن صاحبه يوم القيامة، وأنه يطلب من الله تعالى أن يُزَيِّنَ صاحبه ويحلِّيه ويلبسه تاج الكرامة ويرضى عنه عزّ وجل جزاءً وِفاقًا، فكما أرضى صاحبُ القرآن كتابَ الله في الدنيا بقيامه به، وعمله به، وتدبره، والدعوة إليه؛ فإن القرآن يسأل الله تعالى أن يرضى عن عبده الحافظ للقرآن العامل به. ففي هذا الحديث عِدَّةُ كراماتٍ لحافظ القرآن وهي:

الإنعام عليه بتاج الكرامة، وحُلَّة الكرامة، فهو يُعرف بها يوم القيامة بين الخلائق، وهي علامةٌ على كرامة لابسهما ومكانته عند الله عزّ وجل.

 

وهذا التَّاج وهذه الحُلَّة وسام شرف ورفعة يتميَّز بها أصحاب القرآن عن غيرهم من المؤمنين، وجدير بمن لبس هذا التَّاج وهذه الحُلَّة أن يكون رفيع الدَّرجة عالي المقام.

 

وإذا كان العبد في الدنيا يزهو ويفتخر ويمتلئ إعجابًا وخيلاء إذا ما خَلَعَ عليه سلطانٌ أو مَلِكٌ خُلْعَةً ما، فما بالك بصاحب القرآن يوم القيامة إذا أنعم عليه مولاه، خالِقُ الخلق جميعًا، ومَلِكُ الناس وإلهُهم بهذه النعمة العظيمة، والمنزلة الرفيعة، وأَلْبَسَهُ تاجَ الكرامة، وحُلَّةَ الكرامة على أعين الخلائق. ما بالك بالسَّعادة والغبطة والفرح الذي يملأ قلبه.

 

وأعظَمُ من ذلك كلِّه: رِضى اللهِ عنه، ثم يُزاد على كل ذلك بكل آية حسنة، فضلًا عن رفعه درجات في الجنة بعدد الآيات التي يحفظها من القرآن. فهل يعي المسلمون فضائِلَ حفظِ القرآن، ويُقْبِلوا عليه بشوق، ورغبة، ونَهَمٍ، ويربُّوا على ذلك أبناءَهم؟

 

ويا للأسف إنَّ أكثرهم يتسابقون على دنياهم أضعاف تسابقهم إلى آخرتهم. وقد حَذَّرنا اللهُ تعالى الدنيا ومتاعَها، فقال تعالى: ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنْ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء: 77]. فمن أظلم ممن زهد في كتاب ربِّه، فَأَعْرَضَ عنه حفظًا وفقهًا وتلاوة ودراسة وعملًا[13].

 

3- حافظه مع السَّفرة الكرام البررة:

عن عائشةَ رضي الله عنها، عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرآنَ، وهُوَ حَافِظٌ لَهُ، مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ»[14].

 

هؤلاء السَّفَرة الكرام اختارهم اللهُ تعالى، وشَرَّفهم بأن تكون بأيديهم الصُّحُف المطهرة، قال تعالى: ﴿ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾ [عبس: 13-16].

 

مغزى معيَّة السَّفرة:

ومعنى كون الحافظ مع السَّفرة يحتمل أمرين: الأول: أن له في الآخرة منازلَ يكون فيها رفيقًا للملائكة السَّفَرة؛ لاتِّصافه بصفتهم مِنْ حَمْلِ كتاب الله تعالى. فَأُنزِل منازلهم الرفيعة، وأُسكن مقاماتهم العالية من جوار الحقِّ تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54، 55]. الثاني: أنه عامِلٌ بعملهم وسالِكٌ مسلكهم[15].

 

وما نفتأ نرى الناسَ اليوم يفتخرون حين يُنْسَبون إلى عظيم من العظماء، أو رجل يحمل الشُّهرة والاسم اللاَّمع ولو كان ذلك في اللَّهو الباطل، فهنيئًا لهؤلاء ما اختاروه من هَوَانٍ لأنفسهم، وهنيئًا لحَفَظَةِ كتاب الله حين اختاروا أنْ يكونوا مع السَّفَرة الكرام البررة.



[1] (لِصَاحِبِ القُرآن)؛ أي: حافظه عن ظهر قلب أو حافظ بعضه الملازم لتلاوته مع التدبر لآياته، والعمل بأحكامه، والتأدب بآدابه.

[2] (اقْرَأ وارْتَقِ): أَمْرٌ مِنْ رقَى يَرْقَى؛ أي: اصعد دَرَجَ الجنة بمقدار ما حفظته من آي القرآن.

[3] (ورَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنيا)؛ أي: لا تستعجل في قراءتك، فالترتيل في الجنة لمجرد التلذذ؛ إذ لا عَمَلَ ولا تكليف هناك، وفيه إشارة إلى أنَّ الجزاء على وفق الأعمال كميّة وكيفية. انظر: عون المعبود (4/ 237)؛ تحفة الأحوذي (8/ 232).

[4] رواه أبو داود، (2/ 73)، (ح1364). وقال الألباني في «صحيح أبي داود» (1/ 275)، (ح1300): «حسن صحيح».

[5] الفتاوى الحديثية (ص156).

[6] رواه أحمد في «المسند» (2/ 175)، (ح6637). وقال محققو المسند (11/ 213)، (ح6637): «إسناده حسن». وأورده الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2/ 386)، (ح750).

[7] السلسلة الصحيحة (5/ 284).

[8] عون المعبود (4/ 237، 238).

[9] الأَولى أن يعبر بلفظ الحديث (ارتقى)؛ لأنَّ كلمة (استولى) تُوحي بالقهر والغلبة والاستيلاء، وأهل الجنة ليسوا كذلك. انظر: فتح الرحمن في بيان هجر القرآن (ص46).

[10]معالم السنن (2/ 136). وانظر: عون المعبود (4/ 237)، تحفة الأحوذي (8/ 232)، والأثر رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (6/ 120)، (رقم 29952) عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت: «دخلتُ على عائشة فقلت: ما فضل مَنْ قرأ القرآن على من لم يقرأه ممن دخل الجنة؟ فقالت: إنَّ عدد دَرَج الجنة على عدد آي القرآن، فليس أحد ممن دخل الجنة أفضل ممن قرأ القرآن». قال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (5/ 283): «وجملة القول: إن إسناد هذا الأثر ضعيف».

[11] (يا رَبِّ حَلِّه): الظاهر أنه أَمْرٌ مِنَ التَّحلِيَةِ، يُقال: حَليتُه أحلِّيهِ تحليةً: إذا أَلْبَسْتُه الحِلية. والمعنى: يا رَبِّ زَيِّنْهُ. انظر: تحفة الأحوذي (8/ 232).

[12] رواه الترمذي، (5/ 178)، (ح2915) وقال: «حسن صحيح». وحسَّنه الألباني في «صحيح سنن الترمذي» (3/ 10)، (ح2328).

[13] انظر: فضائل سور القرآن الكريم (ص64)؛ أنوار القرآن (ص262، 263)؛ فضائل القرآن وحملته في السُّنَّة المطهرة (ص43).

[14] رواه البخاري، (4/ 1882)، (ح4653).

[15] انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (6/ 84)؛ عون المعبود (4/ 230)؛ تحفة الأحوذي (8/ 174)؛ فيض القدير (12/ 6099).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • خطب
  • مقالات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة