• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسريد. محمود بن أحمد الدوسري شعار موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسري
شبكة الألوكة / موقع د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات


علامة باركود

ورفعنا لك ذكرك

ورفعنا لك ذكرك
د. محمود بن أحمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 9/6/2020 ميلادي - 17/10/1441 هجري

الزيارات: 27760

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وبعد:

من أعظم نِعم الله على العبد أن يرفع له بين العالَمِين ذِكره، ويُعلي قدرَه، ولهذا خَصَّ أنبياءه ورسلَه من ذلك بما ليس لغيرهم، كما قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ﴾ [ص: 45، 46]. أي: خصصناهم بخصيصة، وهو الذِّكر الجميل الذي يُذكرون به في هذه الدار، وهو لسان الصِّدق الذي سأله إبراهيمُ الخليل - عليه السلام - حيث قال: ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ﴾ [الشعراء: 84][1]، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان له النصيب الأوفر والأسعد من رفع ذِكره في العالمين، حيث أكرمه الله تعالى برفع ذِكره في الدنيا والآخرة؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: ٤]. وحسْبُه رفعةً ومكانةً أن اقترن اسمه باسم الله تعالى في شهادة التوحيد، وجعلَه سيِّدَ ولد آدم، وأعطاه الأوليَّة في أمور كثيرة[2].

 

ما جاء في الآية من آثار: من الآثار الواردة في قوله تعالى: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ ما يلي:

1- عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ قَالَ: (لاَ أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ)[3].

 

2- وعن قتادة في قوله: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ فقال النبي: (ابْدَؤُوا بِالعُبُودِيَّةِ، وَثَنُّوا بِالرِّسَالَةِ). قال معمر: أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً عبده، فهذا العبودية، ورسوله أن يقول: عبده ورسوله[4].

 

3- وعن قتادة ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ قال: (رَفَعَ اللهُ ذِكرَه في الدنيا والآخرة؛ فليس خطيب، ولا مُتَشهِّد، ولا صاحب صلاةٍ إلاَّ يُنادي بها: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأشهد أنَّ محمداً رسولُ الله)[5].

 

ولذا قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - يَمْدَحُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:

أَغَرُّ عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّةِ خَاتَمٌ
مِنْ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ وَيَشْهَدُ
وَضَمَّ الإِلَهُ اسْمَ النَّبِيِّ مَعَ اسْمِهِ
إذَا قَالَ فِي الْخَمْسِ الْمُؤَذِّنُ أَشْهَدُ
وَشَقَّ لَهُ مِنْ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ
فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ[6]

 

♦ مظاهر رفعِ ذِكر النبي صلى الله عليه وسلم في العالَمِين: من مظاهر رفع ذكرِ النبي صلى الله عليه وسلم في العالمين ما يلي:

1- أخذ الله تعالى الميثاق على النَّبيين، وألزمهم الإيمان به، والإقرار بفضله، إذا بُعِثَ وهم أحياء، فقال سبحانه: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران: 81][7].

 

2- لا يُذكر اللهُ - غالباً - إلاَّ ذُكِرَ معه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ كما في الدخول في الإسلام، وفي الأذان، والإقامة، والتشهد، ويوم الجمعة على المنابر، ويوم الفطر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عرفة، وعند الجمار، وعلى الصفا والمروة، وفي خطبة النكاح، وفي مشارق الأرض ومغاربها. ولو أن رجلاً عَبَدَ الله تعالى، وصَدَّق بالجنة والنار، وكلِّ شيءٍ، ولم يشهد (أنَّ محمداً رسولُ الله) لم ينتفع من ذلك بشيء، وكان كافراً[8].

 

3- أعلى الله قدرَه، وجعل له الثناءَ الحَسَن العالي، والذِّكر الجميل الذي لم يصل إليه أحدٌ من الخلق، وله في قلوب أُمَّته، من المحبة، والإجلال، والتعظيم، ما ليس لأحد غيره، بعد الله تعالى[9]، (وبالجملة: فقد ملأ ذِكْرُه الجليلُ السمواتِ والأرضين، وجعل اللهُ له من لسانِ الصِّدق، والذِّكرِ الحسن، والثناء الصالح، ما لم يجعلْه لأحدٍ من عباده، ذلك فضل الله يؤتيه مَنْ يشاء، والله ذو الفضل العظيم، اللهمَّ صلِّ وسلم عليه، وعلى آله عدد ما صَلَّى عليه المُصلُّون بكلِّ لسانٍ في كلِّ زمان)[10].

 

4- رفَعَ اللهُ تعالى ذِكرَه في الآخرة، كما رفعه في الدنيا؛ فقد ذَكَرَه الله تعالى في الكتب المُنزلة على الأنبياء قبله، وأمرهم بالبشارة به، ولا دين إلاَّ ودينه يظهر عليه، ورفع ذِكرَه عند الملائكة في السماء وفي الأرض عند المؤمنين، ورفع في الآخرة ذِكرَه بأن جعله سيِّد ولد آدم، وأعطاه المقام المحمود، والشفاعة العظمى، وهو صاحب الحوض والكوثر، وجعله شهيداً على أمته يوم القيامة، وعلى سائر الأمم[11].

 

5- قَرَن اسمَه باسمِ الله تعالى في آيات كثيرة من القرآن؛ فقرن طاعتَه بطاعته؛ كقوله تعالى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ﴾ [آل عمران: 32]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء: 13]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 71]، وقرن رضاه برضاه؛ كقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 62]، وقرن بيعته ببيعته؛ كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ﴾ [الفتح: 10]، وقرن عزَّته بعزَّته؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ ﴾ [المنافقون: 8]، وإجابته بإجابته؛ كقوله تعالى: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24][12].

 

6- ذهبت سائر معجزات الأنبياء، ومن بعض معجزاته صلى الله عليه وسلم القرآن، وهو باقٍ إلى آخر الدَّهر[13].



[1] جلاء الأفهام، (1/ 368).

[2] انظر: انظر: منهج القرآن الكريم في تثبيت الرسول صلى الله عليه وسلم وتكريمه، (ص331-333).

[3] رواه الشافعي في (مسنده)، (ص233)؛ وابن أبي شيبة في (مصنفه)، (6/ 311)، (رقم31689)؛ وأبو نعيم في (حلية الأولياء)، (7/ 292)؛ والبيهقي في (الكبرى)، (3/ 209)، (رقم5562). وصححه الألباني في (فضل الصلاة على النبي)، (ص83)، (رقم103).

[4] رواه الطبري في (تفسيره)، (30/ 235). وصححه الألباني في (فضل الصلاة على النبي)، (ص84)، (رقم104).

[5] رواه الطبري في (تفسيره)، (30/ 235)؛ وابن أبي حاتم في (تفسيره)، (10/ 3445).

[6] تفسير الثعلبي، (10/ 233)؛ البغوي، (4/ 502).

[7] انظر: تفسير الخازن، (7/ 346).

[8] انظر: تفسير البغوي، (4/ 502)؛ اللباب في علوم الكتاب، (20/ 516)؛ تفسير الخازن، (7/ 346).

[9] انظر: تفسير السعدي، (1/ 929).

[10] فتح القدير، (5/ 462).

[11] انظر: تفسير الماوردي، (6/ 570)؛ زاد المسير، (9/ 163).

[12] انظر: تفسير النسفي، (4/ 346)؛ اللباب في علوم الكتاب، (4/ 300).

[13] انظر: اللباب في علوم الكتاب، (4/ 300).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • خطب
  • مقالات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة