• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسريد. محمود بن أحمد الدوسري شعار موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسري
شبكة الألوكة / موقع د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات


علامة باركود

حماية الملائكة لمكة والمدينة

حماية الملائكة لمكة والمدينة
د. محمود بن أحمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 17/8/2019 ميلادي - 15/12/1440 هجري

الزيارات: 22145

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حماية الملائكة لمكة والمدينة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

من فضائل البلد الحرام وعناية الله تعالى به أنْ جعل الملائكة تَحُفُّه وتحرُسه من الفتن والمصائب، ولِمَ لا، وهو حرم الله تعالى في الأرض، وبه بيته، وهذا الحرم وذلك البيت بحاجة إلى حِمًى يحميهما إذا عجز مَنْ وُكِلَ إليهم من المؤمنين حمايته، وهم - أي: المؤمنون - عاجزون بلا شك عن حمايته من الفتن أمثال: الدجال، والمصائب من أمثال: الطاعون، فكانت الملائكة الكرام - عليهم السلام - هم أصحاب هذا الشرف السامي لحمايته.

 

فمن فضائله حمايته من دخول المسيح الدجال، والذي سيظهر في آخر الزمان، ويَجُوب العالَم، إلاَّ مكة والمدينة تكونان في مأمن من دخوله فيهما، ويكون المؤمنون في هاتين المدينتين المباركتين في مأمن من فتنته، وفي ذلك أحاديث، منها:

1- عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه؛ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إلاَّ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، ليس له من نِقَابِهَا نَقْبٌ[1] إلاَّ عليه الْمَلاَئِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ فَيُخْرِجُ اللهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ)[2].

 

2- عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قال: صَحِبْتُ ابْنَ صَائِدٍ[3] إلى مَكَّةَ، فقال لي: أَمَا قَدْ لَقِيتُ مِنَ النَّاسِ، يَزْعُمُونَ أَنِّي الدَّجَّالُ، أَلَسْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّه لاَ يُولَدُ له). قال: قلتُ: بَلَى. قال: فَقَدْ وُلِدَ لِي. أو لَيْسَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (لاَ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ، ولا مَكَّةَ). قلتُ: بَلَى. قال: فَقَدْ وُلِدْتُ بِالْمَدِينَةِ، وَهَذَا أنا أُرِيدُ مَكَّةَ، قال: ثُمَّ قال لِي فِي آخِرِ قَوْلِهِ: أَمَا واللهِ! إنِّي لأَعْلَمُ مَوْلِدَهُ، وَمَكَانَهُ، وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فَلَبَسَنِي[4].

 

3- جاء في خبر تميمٍ الدَّاري - رضي الله عنه، وفيه - من قول المسيح الدَّجَّال: (وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لي في الْخُرُوجِ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ في الأرض فلا أَدَعَ قَرْيَةً إلاَّ هَبَطْتُهَا في أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، غير مَكَّةَ وَطَيْبَةَ[5]، فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عليَّ، كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً، أو وَاحِدًا مِنْهُمَا، اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بيده السَّيْفُ صَلْتًا[6]، يَصُدُّنِي عنها، وَإِنَّ على كلِّ نَقْبٍ منها مَلاَئِكَةً يَحْرُسُونَهَا)[7].

 

4- عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الْمَدِينَةُ وَمَكَّةُ مَحْفُوفَتَانِ بِالْمَلاَئِكَةِ، على كل نَقْبٍ منها مَلَكٌ، لاَ يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ، وَلاَ الطَّاعُونُ)[8].

 

وجه الدلالة: دلت الأحاديث بمجموعها على فضيلة مكة والمدينة إذْ لا يدخلها الدجال، كرامةً من الله تعالى لهاتين المدينتين وساكنيهما.

 

وفي الأحاديث أيضاً معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك بإخباره عن أمرٍ سيكون قَطْعاً، وفيه بيان فضل مكة والمدينة، وفضل أهلها المؤمنين الخالصين[9].

 

وفيها تحفيز للمؤمنين بِسُكْنى هاتين المدينتين المباركتين، ولا سيَّما في وقت الفتن؛ لأنهما محميَّتان من قِبَلِ ملائكة الرحمن من الفتن، وأشدها فتنة الدَّجال، والتي أُمِرْنا أنْ نستعيذَ بالله منها في كلِّ صلاة.



[1] (مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ): هي مداخل المدينة، وقيل: الأبواب. وأصل النقب الطريق بين الجبلين.   قال الأخفش: أنقاب المدينة: طُرُقها، الواحد: نَقْب، وهو من قول الله تعالى: ﴿ فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ ﴾ [ق: 36]. أي: جعلوا فيها طُرُقًا ومسالك، انظر: شرح صحيح البخاري، لابن بطال (4/ 550)؛ النهاية في غريب الحديث والأثر، (5/ 102)؛ فتح الباري، (4/ 96).

[2] رواه البخاري، (2/ 665)، (ح1782)؛ ومسلم، (4/ 2265)، (ح2943).

[3] (ابْنَ صَائِدٍ): هو عبد الله بن صائد، ويقال: صيَّاد، وُلِدَ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أعور مختوناً، وقد ظن بعض الصحابة أنه الدجال، وتوقَّف النبي صلى الله عليه وسلم في أمره حتى تبيَّن له فيما بعد أنه ليس هو الدجال، لكنه كان من جنس الكُهَّان. ومِنْ أولاده: عمارة بن عبد الله بن صياد، وكان من خيار المسلمين من أصحاب سعيد بن المسيب. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة، (5/ 192)؛ مجموع الفتاوى، لابن تيمية (11/ 283). قال ابن حجر رحمه الله في (الإصابة في تمييز الصحابة)، (5/ 194): (لا معنى لِذِكْرِ ابن صيَّاد في الصحابة؛ لأنَّه إنْ كان الدَّجالَ، فليس بصحابيٍّ قطعاً، لأنه يموت كافراً، وإنْ كان غيرَه، فهو - حَالَ لَقِيَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم - لم يكن مُسْلِماً، لكنَّه إنْ كان مات على الإسلام، يكون كما قال ابن فتحون على شرط كتاب الاستيعاب).

[4] رواه مسلم، (4/ 2241)، (ح2927). (فَلَبَسَنِي): بالتخفيف، أي: جعلني ألْتَبِسُ في أمره وأشكُّ فيه. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي، (18/ 50).

[5] (طَيْبَةَ): هي المدينة، ويقال لها أيضاً: طابة.

[6] (صَلْتًا): بفتح الصاد وضمِّها، أي: مسلولاً. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي، (15/ 45).

[7] رواه مسلم، (4/ 2263)، (ح2942).

[8] رواه أحمد في (المسند)، (2/ 483)، (ح10270)؛ وابن أبي خيثمة في (التاريخ الكبير: قسم أخبار المكيين)، (ص114)، (رقم19)؛ وابن حبان في (الثقات)، (7/ 173)، (ح9523). وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد)، (3/ 309)، (رجاله ثقات)؛ وقال ابن حجر   في (فتح الباري)، (10/ 191): (رجاله رجال الصحيح)، وصححه محققو المسند، (16/ 184)، (ح10265).

[9] انظر: عمدة القاري، (10/ 244).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • خطب
  • مقالات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة