• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسريد. محمود بن أحمد الدوسري شعار موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسري
شبكة الألوكة / موقع د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات


علامة باركود

ولقد يسرنا القرآن للذكر

ولقد يسرنا القرآن للذكر
د. محمود بن أحمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 29/7/2019 ميلادي - 26/11/1440 هجري

الزيارات: 17506

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ولقد يسرنا القرآن للذكر


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فَمِنْ مظاهر عظمة القرآن العظيم أن الله - تبارك وتعالى - يسَّر فهمَه وتلاوتَه للعالمين حتى لا يكون لهم على الله حجة إذا لم يحيطوا بمعانيه، ويعلموا ما جاء فيه، ويدل على ذلك:

• قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17].

 

• وقوله تعالى: ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ﴾ [مريم: 97] [1].

 

لقد نوَّه الله تعالى بشأن القرآن العظيم وأخبر أنه يَسَّرَهُ وسَهَّلَهُ ليتذكَّرَ الخَلْقُ ما يحتاجونه من التَّذكير، مما هو هدى لهم وإرشاد لمصالحهم الشرعية.

 

وهذا التَّيسير ينبئ بعناية الله بالقرآن، كما قال تعالى عنه: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

 

وفي هذا التَّيسير تبصرة وحثٌّ للمسلمين ليزدادوا إقبالاً على مُدارسته، وتعريضٌ بالمشركين عسى أن يَرْعَوُوا عن صدودهم عنه، كما أنبأ عنه قولُه تعالى: ﴿ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾.

 

والتَّيسير: إيجاد اليُسر في الشيء، سواء كان فعلاً، كقوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]. أو قولاً، كقوله تعالى: ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [الدخان: 58].

 

وسبب تيسيره: أنه نزل بأفصح اللغات وأبينها، وجاء على لسان أفضل الرسل صلّى الله عليه وسلّم.

 

واليُسْر: السهولة، وعدم الكلفة في تحصيل المطلوب.

ومعنى تيسيره: يرجع إلى تيسير ما يراد منه، وهو فهم السامع المعاني التي عناها المتكلِّم به بدون كلفة على هذا السامع ولا إغلاق، كما يقولون: يدخلُ لِلأُذُنِ بِلا إِذنٍ.

 

وهذا اليسرُ يشمل الألفاظَ والمعاني:

فأمَّا الألفاظُ: لأنها في أعلى درجات فصاحة الكلمات وفصاحة التراكيب؛ أي: فصاحة الكلام، وانتظام مجموعها، بحيث يَخِفُّ حِفظُها على الألسنة.

 

وأمَّا المعاني: فبوضوحها ووفرتها، وبتولد مَعانٍ مِنْ مَعانٍ أُخَر كُلَّما كَرَّرَ المتدبِّرُ تدبُّرَه في فَهْمِها [2].

 

ولقد ذكر الرازي - رحمه الله - عِدَّة أوجهٍ في معنى قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ﴾، وهي كالتالي:

1- سهَّلناه للحِفظ، ولم يكن شيء مِنْ كُتُبِ الله تعالى يُحفظ عن ظهر قلب غير القرآن.

 

2- سهَّلناه للاتعاظ، حيث أتينا فيه بكل حِكمة.

 

3- جعلناه يعلق بالقلوب ويُستلذ سماعُه، ومَنْ لا يفهم يتفهَّمه، ولا يُسأم من سماعه وفهمه، ولا يقول قد علمت فلا أسمعه، بل كل ساعة يزداد منه لذةً وعلماً.

 

4- أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم لمَّا ذُكِّرَ بحال نُوحٍ عليه السلام وكان له معجزة، قيل له: إن معجزتك القرآن ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ﴾ تذكرةً لكل أحد، وتتحدَّى به في العالَمِ ويبقى على مر الدُّهور، ولا يَحتاج كُلُّ من يحضُرك إلى دعاءٍ ومسألةٍ في إظهار معجزة، وبعدك لا يُنكِرُ أحَدٌ وقوعَ ما وقع، كما يُنكر البعضُ انشقاقَ القمر [3].

 

ومن تيسير القرآن: أنَّه تُستنبط منه معانٍ متجدِّدة باستمرار، وفي كلِّ عصر من العصور، فلا تجد فيه إخلالاً أو سوء فهمٍ لما سبق، بل هو مستوعب لكلِّ هذه المعاني، فيكون متجدِّداً باستمرار، زاخر العطاء لا ينضب معينه، ولا تنقضي عجائبه، وهذا من يسره.

 

أمَّا بعد: فإذا كان هذا التَّيسير حقٌّ لا ريبَ فيه، فأين الذَّاكرون؟ تلك هي المشكلة.



[1] تأمَّلْ نماذجَ لذلك أيضاً في أرقام آيات السور التالية: (الإسراء: 89)، (الكهف: 54)، (الروم: 58)، (الزمر: 27)، (الدخان: 58).

[2] انظر: التحرير والتنوير (25 /344)، (27 /180، 181).

[3] انظر: التفسير الكبير (29/38، 39).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • خطب
  • مقالات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة