• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / روافد


علامة باركود

في الخريف (شعر)

في الخريف (شعر)
فخري أبو السعود


تاريخ الإضافة: 3/3/2020 ميلادي - 9/7/1441 هجري

الزيارات: 3627

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في الخريف

 

كلُّ شيءٍ في الكوْنِ رَانَ وقَرَّا
وسرَى في جوانِحِ النَّفسِ سِحْرَا
أسْفرَ الجوُّ وانجلَتْ صفحةُ الأُفْـ
ـقِ وفاحتْ مناكبُ الأرضِ نَشْرَا
في رُبوعٍ يطولُ عُمْرُ شِتَاهَا
إذْ يوافي ويَقْصُرُ الزَّهْرُ عُمْرَا
نحمَدُ الشَّمسَ يومَ تطلعُ فِيها
بضِياءٍ، ونحمَدُ اللهَ عشْرَا
رفَّ فيها الخريفُ حُسْنًا وطِيبًا
فتسَامَى على الرَّبيعِ وأزْرَى
نفَضَتْ نومَهَا الحياةُ وقامَتْ
بعدَ طولِ الحجابِ ترفعُ سِتْرَا
أبْرزَتْ مِنْ جمَالِها وحُلَاها
كلَّ سرٍّ فما تَكَتَّمُ سِرَّا
ذهبَتْ تنثرُ الجمالَ فلمْ تسْـ
ـتثْنِ في الماءِ أو علَى الأرضِ شِبْرَا
نَثرَتْه بلا نِظَامٍ فأرْضَى الـ
ـفنَّ فوضَى وأعجبَ العينَ نثْرَا
أوْدَعتْ سِحرَها هواءً وحَصبا
ءَ وماءً يسْري وعُشْبًا وصَخْرَا
يسْرحُ الطرفُ حيث شاءَ فما يسْـ
ـرحُ ألَّا من فتنةٍ صَوْبَ أخرَى
مزَجُ حُسْنٍ ورقةٍ وبهاءٍ
أَلَّفتْه لونًا وضوءًا وعطرَا
هو في العينِ ما أرقَّ وأندا
هُ وفي الصَّدرِ ما ألذَّ وأَطْرَى
ترْتوي الروحُ منه نهلًا وعلًّا
فهي نشْوَى أنَّى تَنَقَّلُ سَكْرَى
كسَتِ الأرضَ خُضْرةً وتَغَشَّتْ
ربوةً ربوة ًوغوْرًا فغَوْرًا
فزكا النَّبْتُ في تِلاعٍ وقِيعا
نٍ توالى في الأُفْقِ طيًّا ونَشْرَا
رَاقَ منه ما تهَادَى على الأرْ
ضِ ندِيًّا وما تشَامَخَ كِبْرَا
وذَكاءٌ وسْطَ الفضاءِ توارَى
خلْفَ غيمٍ يمرُّ في الجوِّ مرَّا
ثمَّ تبدُو فتغمرُ الكونَ إينا
سًا إذا الغيمُ عن سَناها تفَرَّى
في سماءٍ نقيَّةٍ تأخذُ العيْـ
ـنَ إغتراقًا وتَفْعَمُ الكونَ بِشْرَا
مَعْرضُ النُّورِ سِرْتُ فيه الهُويْنَى
مُطْلِقًا في الخيالِ نَفْسِي حَيْرَى
تتملَّى بدائع الكونِ أو تَنْـ
ـظمُ في صفحةِ الخواطرِ شِعْرَا
عند نَهْرٍ عذْبِ التَّسَلْسُلِ ماتا
بَعْتُه بالمسِيرِ ألَّا اسْبَطَرَّا
حفَّه العُشْبُ كاسيًا ضَفَّتِيه
مُطْلِعًا حوْلَه قتادًا وزَهْرَا
أرْسَلَ العينَ تجتلِى الحُسْنَ صَفْوًا
أو تَقَصَّى مِنْ سَالِفِ العُمْرِ ذِكْرَا
فَهِي في مَسْرَحِ الطَّبيعَةِ جَذْلَى
آنَةً أو معَ التَّذكُّرِ عَبْرَى
ورَفيقِي في السَّيرِ سِفْرٌ بِكَفِّي
لم أُطَالِعْ مما يُحَدِّثُ سَطْرَا
مَنْ تهادَي سِفْرُ الطَّبيعةِ مَبْسُو
طًا إِليه فكيفَ يحْفِلُ سِفْرَا؟

 

المصدر: «مجلة الرسالة»، العدد: 18، بتاريخ: 01 - 10 - 1933م





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة