• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

القلب هو منبع الحياة

القلب هو منبع الحياة
أسامة طبش


تاريخ الإضافة: 27/10/2016 ميلادي - 26/1/1438 هجري

الزيارات: 6950

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القلب هو منبع الحياة


أنا رجل عاديٌّ جدًّا، واجهت ظروفًا قاسية في حياتي، جُبت الكثير من المدن في بلادي وقاسَيتُ الأمرَّينِ؛ بحثًا عن العمل والسكن والحياة الكريمة، التي تقيني ذلَّ السؤالِ ومدَّ يدي إلى الناس.


أسرتي! أنا دون أسرة آوي إلى صدرها الحنون، فقد تيتَّمت في صغري ففقدتُ أمي، أما أبي فتزوج امرأة أخرى وتركني وحدي عند جدَّتي الكبيرة في السن، ولكم أن تتصوَّروا حالي عندما أمرض، ولا أجد من يداوي جراحي النفسية قبل الآلام التي تنخر جسدي، قد تأخذني الحمَّى وتهزُّني هزًّا كالمِرجل الذي يغلي، ولا أجد من يخفِّف عني لهيبها، فتبتئس طفولتي البريئة، فأفقد طعمها الذي يتذوَّقُه كل الأطفال في سني.


أنا الآن رجل كهل أعول نفسي بما يتحمَّله جسدي من عناء العمل، لم أتزوَّح حتى الآن، وعندما أعمل فأنا أعمل بجدٍّ ونشاط حتى أنسى ذلك الأمر، من يُزوّجني وأنا مُتغرّب عن مدينتي التي ولدت فيها؟ رغم أن الحي الذي أقطن به، كل الجيران يحبونني ويَقضون سهراتٍ رائعةً بالضحك والمزاح في بيتي، إلا أنه يبقى لكل منهم حياته الخاصة وشؤون أسرته التي يعولها، يرتاحون إليّ لأنني ساعدتهم كثيرًا وكنت شمعة الحي بملاطفة كل من يمرُّ من أمام بيتي، حتى أصبحت لي مكانة ومعزَّة مميزة في قلوبهم، وربما هم يشفقون عليَّ نظرًا لتاريخ حياتي المليء بالمعاناة والجراح!


كانت يدي التي أعمل بها تصنع أروع التصاميم، فأنا بنّاء وإتقاني لعملي جعل الكل يغازلني ويرغب في استمالتي؛ كي أبني لهم بيتًا أو أصلح في بيوتهم خللاً، صنعة وهبَني إياها الخالق، فكانت لي عوضًا عما عانيتُه في حياتي، فعلى الأقل أكسب قوتي بشرفي وعزتي! ويفخر الناس بما أنجزه لهم، ويرون فيه عملاً قليلٌ من ينجزه بذلك الإتقان والدقة في الإنجاز.


هي حياتي التي سردتها عليكم باختصار شديد، كافحت وعانيت منذ صغري، وهأنذا رجل أتكفل بنفسي، صحيح أن دفء العائلة فقدته منذ صغري، وصحيح أن أقاربي هجروني، وصحيح أنني لم أتزوج بعدُ ولم أنجب أولادًا كغيري، إلا أن حب الناس لي وإيماني بقدري وكسب قوتي بعرق جبيني، يربط على روحي ويبثُّ في أعمق أعماقي صبرًا لا ينفد.


قصة من القصص التي نراها في مجتمعنا، تحكي ما يمر به الإنسان من مصاعب في حياته، ولكنه يَتقبّل ما كتب الله له ويتسلح بالأمل، ويبقى يقينه بأن ما يصيبه كله خير له، حتى إن رسمت التجاعيد تشققاتها على الوجه، وترهل الجسم من التعب، وخارت القوى بفعل السن، إلا أن القلب هو الذي يُحييها، وهو المنبع الحقيقي للحياة في كل إنسان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة