• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي / أخطاء لغوية شائعة


علامة باركود

ضبط كلمة: الحديبية

ضبط كلمة: الحديبية
محمد تبركان


تاريخ الإضافة: 14/2/2015 ميلادي - 25/4/1436 هجري

الزيارات: 10541

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ضبط كلمة: الحديبية


والحُدَيْبِيَة كَدُوَيْهِيَة بضمِّ الحاءِ وفتحِ الدّالِ وياءٍ ساكنةٍ وباءٍ موحَّدَة مكسورة وياءٍ خفيفةٍ، بئرٌبقرب مكّةَ - حرسَها اللّهُ تعالى - على طريق جُدَّة دون مرحلة، ثمّ أُطلِقَ على الموضع، وهي قريةٌ متوسّطة ليست بالكبيرة، سُمِّيت ببئرٍ فيها عند مسجد الشّجرة الّتي بايعَ رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الصّحابةَ تحتَها، أعني: بيعةَ الرّضوان، وقد وردَ ذكرُها في الحديثِ كثيرًا. (قال الخطّابي في أماليه: سُمِّيتْ الحُدَيْبيَة بشجرةٍ حَدْباءَ كانت في ذلك الموضع، وهي على نحو مرحلة من مكّة، وبينها وبين المدينة تسع مراحل، وبعضُ الحديبية في الحِلّ، وبعضُها في الحَرَم، وهو أبعد أطراف الحَرَم عن البيت، ونقل الزّمخشريّ عن الواقديّ أنّها على تسعة أميالٍ من المسجد)[1].


والأصوبُ الأفصحُ في رَسْمِ ولَفْظِ هذه الكلمة هو أن يكونَ بتَخفيفِ الياءِ، نَصَّ على ذلك الأصمعِيّ[2]، وصرّح به كلٌّ من:

1. ابنِ منظور في اللّسان (1 /302).

2. ابنِ الأثير في النّهاية (1 /349).

3. الزَّبيديّ في تاج العروس (2 /246).

4. الخطّابيّ في إصلاح غلط المحدّثين (ص89 رقم 46).

5. النّوويّ في تهذيب الأسماء واللّغات (3 /77 حرف الحاء).

 

وأمّا تشديدها فلعلّه غلطٌ قديمٌ، دَرَجَ عليه كثيرون؛ ولذلك انبرى بعضُ أفاضلِ العلماء للتَّنبيه عليه، والتَّحذير مِن مَغَبَّةِ الوقوعِ فيه في ثنايا مصنَّفاتِهم.

 

قال في اللّسان (1 /302): (...وهي مخفَّفَة، وكثيرٌ من المحدّثين يُشَدِّدُونها).

 

وفي المصباح المنير (ص77 - 78): (قَالَ فِي الْمُحْكَمِ: فِيهَا التَّثْقِيلُ وَالتَّخْفِيفُ وَلَمْ أَرَ التَّثْقِيلَ لِغَيْرِهِ، وَأَهْلُ الْحِجَازِ يُخَفِّفُونَ، قَالَ الطُّرْطُوشِيُّ فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿ إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴾ هُوَ صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ، قَالَ: وَهِيَ بِالتَّخْفِيفِ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى[3]: لَا يَجُوزُ فِيهَا غَيْرُهُ، وَهَذَا هُوَ الْمَنْقُولُ عَنْ الشَّافِعِيِّ[4]، وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ: التَّخْفِيفُ أَعْرَفُ[5] عِنْدَ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ: سَأَلْتُ كُلَّ مِنْ لَقِيتُ مِمَّنْ أَثِقُ بِعِلْمِهِ مِنْ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ عَنْ الْحُدَيْبِيَةِ فَلَمْ يَخْتَلِفُوا عَلَيَّ فِي أَنَّهَا مُخَفَّفَةٌ، وَنَقَلَ الْبَكْرِيُّ التَّخْفِيفَ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ أَيْضًا [ومثله في المشارق والمطالع[6]، وهو رأي أهل العراق، وقد تُشَدَّد ياؤُها، كما ذهب إليه أهل المدينة، بل عامّة الفقهاء والمحدِّثين][7]، وَأَشَارَ بَعْضُهُمْ إلَى أَنَّ التَّثْقِيلَ لَمْ يُسْمَعْ مِنْ فَصِيحٍ؛ [وقال بعضُهم: التَّخفيف هو الثابت عند المحقِّقين، والتَّثقيل عند أكثر المحدِّثين، بل كثيرٌ من اللّغويّين والمحدِّثين أنكر التّخفيف، وفي العناية: المحقّقون على التّخفيف كما قاله الشّافعيّ وغيرُه، وإن جرى الجمهورُ على التّشديد][8]؛ وَوَجْهُهُ أَنَّ التَّثْقِيلَ لَا يَكُونُ إلَّا فِي الْمَنْسُوبِ نَحْوُ الْإِسْكَنْدَرِيَّة، فَإِنَّهَا مَنْسُوبَةٌ إلَى الْإِسْكَنْدَرِ، وَأَمَّا الْحُدَيْبِيَةُ فَلَا يُعْقَلُ فِيهَا النِّسْبَةُ، وَيَاءُ النَّسَبِ فِي غَيْرِ مَنْسُوبٍ قَلِيلٌ، وَمَعَ قِلَّتِهِ فَمَوْقُوفٌ عَلَى السَّمَاعِ، وَالْقِيَاسُ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهَا حَدْبَاةً بِأَلِفِ الْإِلْحَاقِ بِبَنَاتِ الْأَرْبَعَةِ فَلَمَّا صُغِّرَتْ انْقَلَبَتْ الْأَلِفُ يَاءً. وَقِيلَ: حُدَيْبِيَةُ، وَيَشْهَدُ لِصِحَّةِ هَذَا قَوْلُهُمْ: لُيَيْلِيَةٌ بِالتَّصْغِيرِ).


وقال في[9](ص65): (وَ[حكى إسماعيلُ بنُ القاضي[10] عَنْ عليّ] ابْنِ الْمَدِينِيِّ: الْعِرَاقِيُّونَ يُثَقِّلُونَ الْجِعْرَانَةَ وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَالْحِجَازِيُّونَ يُخَفِّفُونَهُمَا، فَأَخَذَ بِهِ الْمُحَدِّثُونَ، عَلَى أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيحٌ بِأَنَّ التَّثْقِيلَ مَسْمُوعٌ مِنْ الْعَرَبِ، وَلَيْسَ لِلتَّثْقِيلِ ذِكْرٌ فِي الْأُصُولِ الْمُعْتَمَدَةِ عَنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، إلَّا مَا حَكَاهُ فِي الْمُحْكَمِ تَقْلِيدًا لَهُ فِي الْحُدَيْبِيَةِ).


وأمّا قوله في معجم البلدان (2 /142): (والّذي عندنا أنّهما روايتان جيّدتان)، وقوله (2 /229): وقيل: كلٌّ صوابٌ). فلعلّه تسامحٌ منه - رحمه اللّه - حين وقف على أنّ الخلافَ فيهما قديم، وقويّ.


فإن لم يكن تشديد الحُدَيْبِيَة غلطٌ محض، فيُمكن اعتبار الأمر دائرًا بين لغتين ثابتتين عن العرب، إحداهما أفصح من الأخرى، لكن يُعَكِّرُ على هذا الاحتمال أنّ أحدا ممّن وقفت على كلامه في المسألة صرّح به أو أشار إليه!. والمنقولُ من الرّوايات إنّما هي اختيارات لأئمّة هذا الشّأن بعد زمن الاحتجاج، وهي ليست بمُلزِمَة في اعتبار مفردات اللّغة كما لا يخفى. واللّه أعلم.


وانظر:

1. إصلاح غلط المحدّثين (ص89 رقم 46).

2. تاج العروس (2 /246 - 247).

3. تهذيب الأسماء واللّغات (3 /55، 77).

4. القاموس المحيط (ص73).

5. مجمع الأمثال (2 /444 الباب 29).

6. معجم البلدان (2 /142، 229).

7. معجم ما استعجم (1 /384).

8. النّهاية في غريب الحديث والأثر (1 /349).



[1] لسان العرب (1 /302)، ومعجم البلدان (2 /229)، والنّهاية (1 /349)، والمصباح المنير (ص77)، والقاموس المحيط (ص73)، وتهذيب الأسماء واللّغات (3 /77 حرف الحاء)، ومعجم ما استعجم (1 /430).

[2] معجم ما استعجم (1 /430)، وتاج العروس (2 /246)، والمصباح المنير (ص78).

[3] في تاج العروس (2 /246): (وقال أحمد بن عيسى).

[4] نسب في معجم البلدان (2 /142 و229) التّشديد للشّافعيّ؟!، خلافًا لما في: تاج العروس (2 /246)، والمصباح المنير (ص77 - 78)، وتهذيب الأسماء واللّغات (3 /77 حرف الحاء).

وبعد مطالعة النّقول من معجم البلدان تبيّن ضعفُها لورودها بصيغة التّمريض. وهي: قال في (2 /142): (وقد حُكِيَ عن الشّافعيّ أنّه قال... ). وقال في (2 /229): (فرُوِيَ عن الشّافعيّ رضي الله عنه أنّه قال...).

[5] في تاج العروس (2 /246): (أكثر).

[6] قال صاحب مطالع الأنوار: ضبطناها بالتّخفيف عن المتقنين، وأمّا عامّة الفقهاء والمحدّثين فيُشَدِّدُونها. – عن تهذيب الأسماء واللّغات (3 /77 الحاء) -.

[7] تاج العروس (2 /246).

[8] المصدر السّابق.

[9] المصباح المنير.

[10] في تهذيب الأسماء واللّغات (3 /55): (إسماعيل القاضي).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- عينك على المصدر الأول في العزو
أبو عمر الرياض 28/02/2015 01:10 PM

يتكرر العزو إلى ابن منظور مع كون مصدر ابن الأثير في "النهاية"، وقد حدث هذا فقولكم:"قال في اللّسان (1 /302): (...وهي مخفَّفَة، وكثيرٌ من المحدّثين يُشَدِّدُونها)".
وهذا هو قول ابن الأثير في"النهاية" (1/ 349):"وهي مخففة، وكثير من المحدثين يشددها". فالأولى العزو لابن الأثير، ثم الإشارة لابن منظور. وتحت قولكم: انظر: ذكرت:" النّهاية في غريب الحديث والأثر (1 /349)". فذكر هذا القول نسبته لابن الأثير أولى. والله أعلم.
فائدة: جاء في "معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية" (ص/94) لعاتق بن غيث بن زوير البلادي الحربي (المتوفى: 1431هـ)/"قلت: الحديبية على (22) كيلا غرب مكة على طريق جدة القديم، وهو الطريق الذي يمر بالحديبية ثم حداء - على بضع أكيال من الحديبية - ثم على بحرة - منتصف الطريق - ثم على أم السلم فجدة. بها مسجد الشجرة، قيل إن مكانه لم يثبت، وهو اليوم مهدم، وبها بويتات يعدها الناظر، ومسجد غير مسجد الشجرة يصلى فيه، وبها مخفر للشرطة، وهي خارج الحرم غير بعيدة منه، على مرأى". وكذا في "المعالم الأثيرة في السنة والسيرة" (ص/97) لمحمد بن محمد حسن شُرَّاب:"وتقع الان على مسافة اثنين وعشرين كيلا غرب مكة على طريق جدة، ولا زال يعرف بهذا الاسم".والله أعلم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة