• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

ناقتان وجمل تساوي موءودة

مصطفى شيخ مصطفى


تاريخ الإضافة: 27/10/2009 ميلادي - 9/11/1430 هجري

الزيارات: 8090

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
ناقتان وجمل تساوي موءودةً، معادلةٌ واضحة غامضة، مَن صاحبُها يا ترى وما قصتُها؟
أضلّ ناقتين عُشَرَاوَيْنِ، أناخ جمله، وشرع في البحث عنهما في المحيط القريب، ثم ابتعد أكثر فأكثرَ، ومن مضارب قومه إلى مضارب قومٍ آخرين، في الأفق البعيد كأنما نُصب له بيتٌ من شعَرٍ يجاور بعضَ البيوت، اقترب حتى وصل إليهم، خرج صاحب البيت: مرحبًا بالضيف، دعاه إلى النزول: أهلاً تفضل.
لكنَّني على عجلةٍ من أمري.
ما وراءك يا أخا العرب؟
أبحث عن ناقتين عُشَرَاوَيْنِ ندَّتا لي.
وما سمتهما؟
عليهما ميسم بني دارم.
وصلتَ، هاهما ونتاجهما لك.
خرجت امرأة من الخباء المجاور، فقالت: سيدي، إنّها تلد.
حسنًا، إن كان ذكرًا يشاركنا في أموالنا، وإن كانت جاريةً فادفنوها فما لنا بها حاجة.
ثمّ عادت إلى خبائها.
تدخَّل صاحب الناقتين: تدفن مَن؟!
أدفن ابنتي، إن ولدت زوجتي جارية.
عادت المرأة من الخباء: وهي ترتجف خوفًا، وبصوت خافت: سيدي، إنها جارية.
ادفنوها.
صاحب الناقتين: أنا أشتريها منك.
ومن أخبرك أنّ العرب تبيع بناتِها؟!
لا أحدَ، فأنا عربيٌّ مثلك، ولكنني أشتري حياتها ودمَها، وتبقى عندك.
فماذا تريد؟
حسنًا، قل لي أنت ماذا تدفع؟
أدفع ناقتيّ هاتين.
ونتاجَهما.
ونتاجَهما.
لا يكفي.
وماذا تريد بعدُ؟!
جملَك هذا الذي تركب.
موافقٌ، على أن ترسلَ معي رسولاً حتى أصلَ إلى أهلي، فيعود بالجمل.
إنّها الصفقة الأولى في تاريخ العرب، إنّها مكرمةٌ لم يسبق صاحبَها أحدٌ من العرب، مكرمةٌ فتحت البابَ لأصحاب النفوس الأبيَّة والهمم العالية، أمَّا صاحبها فهو صعصعةُ جدُّ الفرزدق الذي يقولُ:
وَجَدِّي الَّذِي مَنَعَ الْوَائِدَاتِ        وَأَحْيَا   الْوَئِيدَ   فَلَمْ   يُوأَدِ

فهو أوّل من فدَى الموءوداتِ، وقد افتخر الفرزدقُ في مجلس سليمان بن عبدالملك، فقال: أنا ابن محي الموتى، فأنكروا عليه، فقال: ألم تسمعوا قول الله - تعالى -: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}، فقال سليمان بن عبدالملك: إنّك مع شعرك لفقيه.

 

بقي أن نذكر أن الفرزدق يلتقي مع زوجته النوار - ابنة عمّه - عند جده صعصعة، وقصة زواجه بها وطلاقها قصةٌ طريفة، سأذكرها بعون الله - تعالى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر
محمد كمبال - السودان 28-09-2012 05:42 PM

موضوع جيد وشكرا على المجهود

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة