• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

في الدعوة إلى السلام لمرثد الخير بن ينكف

في الدعوة إلى السلام لمرثد الخير بن ينكف
د. نبيل محمد رشاد


تاريخ الإضافة: 17/4/2014 ميلادي - 17/6/1435 هجري

الزيارات: 23882

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مِنَ الْأَمالي لأبي علي القالي

في الدعوة إلى السلام لمرثد الخير بن ينكف

 

روى أبو عليٍّ القالي في أماليه قال:

"وحدَّثنا أبو بكرٍ -رحمه الله- قال: حدثنا السكَنُ بن سعيد الجرموزي عن محمَّد بن عبَّادِ عن ابن الكلبي عن أبيه قال: كان مَرْثَدُ الخير بن يَنْكَف بن نوف ابن مَعْدِ يَكْرِبَ بن مضحي قَيْلًا[1]، وكان حدبًا على عشيرته، محبًّا لصلاحهم، وكان سُبَيْعُ بنُ الحارث أخو عَلَسٍ - وَعَلَسٌ هو ذو جَدَنٍ - وميثم بن مثَوِّب بن ذي رُعَين تنازعا الشرف حتى تشاحنا، وخِيفَ أن يقع بين حييهما شرٌّ فيتفانى جِذْمَاهُما[2]، فبعث إليهما مَرْثَد ليُصْلِحَ بينهما فقال لهما: إن التخبُّطَ[3]، وامتطاءَ الهجاج[4]، واستحقاب[5] اللَّجَاجِ[6] سيقِفُكما على شَفَا هُوَّةٍ في تورُّدِها بَوَارُ الأصيلة، وانقطاع الوسيلة، فتلافَيَا[7] أمركما قبل انتكاثِ[8] العهد، وانحلال العِقد، وتشتتِ الألفة، وتباين السُّهْمَة[9]، وأنتما في فسحة رافهة[10]، وقَدَمٍ واطدة[11]، والمودة مُثْرِية[12]، والبُقْيَا مُعْرِضَة[13]، فقد عرفتم أنباء من كان قبلكم من العرب ممن عصى النصيح، وخالف الرشيد، وأصغى إلى التقاطع، ورأيتم ما آلت إليه عواقب سوء سعيهم، وكيف كان صيُّور أمورهم، فتلافوا القُرْحَةَ[14] قبل تفاقم الثأْيِ[15]، واستفحال الداء[16]، وإعواز الدواء[17]، فإنه إذا سُفكت الدماء استحكمت الشحناء، وإذا استَحكمت الشحناء تَقَضَّبَتْ[18] عُرى الإبقاء، وشَمِل البلاء[19].

 

فقال سُبَيع: أيها الملك، إن عداوة بني العَلَّات[20] لا تُبْرِئُها الأُساةُ[21]، ولا تشفيها الرُّقاةُ، ولا تستقل بها الكفاة، والحسد الكامن هو الداء الباطن، وقد علم بنو أبينا هؤلاء أنَّا لهم رِدْء[22] إذا رَهِبوا، وغيثٌ إذا أَجْدَبوا، وعَضُدٌ إذا حاربوا، ومَفْزَعٌ إذا نُكِبوا، وإنا وإياهم كما قال الأول:

إذا ما عُلُوا قالوا أبونا وأمُّنا
وليس لهم عالِينَ أمٌّ ولا أَبُ

 

فقال ميثم: أيها الملك: إنَّ مَنْ نَفِسَ[23] على ابن أبيه الزَّعامة، وجَدَبَهُ[24] في الْمَقَامة[25]، واستكثر له قليلَ الكرامة كان قَرِفًا[26] بالملامة، ومُؤَنَّبًا على ترك الاستقامة، وإنا - واللهِ - ما نعتدُّ لهم بِيَدٍ إلا وقد نالهم منا كِفُاؤها، ولا نذكر لهم حسنة إلا وقد تَطَلَّعَ منا إليهم جزاؤها، ولا يَتَفَيَّأُ لهم علينا ظِلُّ نعمة إلا وقد قوبلوا بِشَرْوَاهَا، ونحن بنو فحلٍ مُقْرَم[27] لم تقعد بنا الأمهات ولا بهم، ولم تنزعنا أعراق السوء ولا إياهم، فعلامَ مطُّ الخدود، وخَزَرُ[28] العيون، والْجَخِيفُ[29]، والتصعُّرُ، والبأْوُ[30] والتكبُّرُ؟ أَلِكَثْرَةِ عدد، أم لفضلِ جَلَدٍ، أم لطول مُعْتَقَد؟ وإنا وإياهم لَكَمَا قال الأول:

لَاهِ ابْنُ عَمِّكَ لَا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ
عني، ولا أنت دَيَّانِي فتخزوني[31]


ومقاطع الأمور ثلاثة: حرب مُبِيرة، أو سَلْمٌ قريرة، أو مُدَاجَاة[32] وغفيرةٌ[33].


فقال الملك: لا تُنْشِطُوا[34] عُقُلَ الشَّوَارِد، ولا تُلْقِحُوا العُونَ[35] القواعد، ولا تُؤَرِّثوا[36] نيران الأحقاد، ففيها الْمَتْلَفَةُ المستأصِلَة، والجائحةُ والأليلَةُ[37]، وَعَفُّوا بالْحِلْمِ أَبْلَادَ[38] الكَلْمِ، وأنيبوا إلى السبيل الأرشد، والمنهج الأقصد؛ فإن الحرب تُقْبِل بِزِبْرِجِ[39] الغرور، وتُدبِر بالويل والثبور، ثم قال الملك:

ألا هل أتى الأقوامَ بَذْلِي نصيحةً
حبوت بها مِنِّي سُبَيْعًا وَميثَمَا
وقلت اعلما أن التدابر غَادَرَتْ
عواقِبُهُ للذُلِّ والقُلِّ[40] جُرْهُمَا
فلا تقدحا زَنْدَ العقوقِ وأبقيا
على العزة القَعْسَاءِ[41] أن تتهدَّما
ولا تَجْنِيَا حَرْبًا تجرُّ عليكما
عواقبُهَا يومًا من الشرِّ أشأَمَا
فإنَّ جُناةَ الحرب للحَيْنِ[42] عُرْضَةٌ
تُفَوِّقُهُم[43] منها الذُّعَافَ[44] الْمُقَشَّما[45]
حَذَارِ فلا تَسْتَنْبِثُوها[46] فإنها
تُغَادِرُ ذا الأنفَ الأشمَّ مُكَشَّما[47]

 


[1] القَيل: الملك من ملوك حِمير، وسمي بذلك لأنه يقول ما يشاء فينفذ.

[2] جذماهما: الجذم: الأصل، وجذم الرجل: أهله وعشيرته.

[3] التخبط: ركوب الرجل رأسه في الشر خاصة.

[4] الهجاج: الرأي الذي لم يروَّ فيه.

[5] استحقاب: استفعال من الحقيبة، أو من الحقاب، وعلى الأول فعمناه أنه جعل اللجاج في وعائه، وعلى الثاني فمعناه أنه احتزم به.

[6] اللجاج: النزاع.

[7] تلافيا: تداركا.

[8] انتكاث: انتقاض.

[9] السهمة: القرابة.

[10] رافهة: ناعمة.

[11] واطدة: ثابتة.

[12] مثرية: متصلة.

[13] معرضة: ممكنة.

[14] القرحة: الجراحة، والمقصود بها الداء.

[15] الثأي: آثار الجرح.

[16] استفحال الداء: اشتداده.

[17] إعواز الدواء: امتناع وجوده.

[18] تقضبت: تقطعت.

[19] شمل البلاء: عم وانتشر.

[20] بنو العلات: إذا كانوا من أب واحدٍ لأمهات شتى.

[21] لا تبرئها: لا تشفيها، والأُساة: الأطباء، واحدها: آس.

[22] رِدء: عون.

[23] نفِس عليه بكذا وكذا: ضن عليه به، ولم يحبَّ أن يصل إليه.

[24] جدبه: عابه.

[25] المقامة: المجلس.

[26] قرفًا: جديرًا، ولا تستعمل إلا فيمن يستحق العقاب والمؤاخذة، أما من يستحق التكريم فيقال فيه جديرٌ، وحقيقٌ، وقمينٌ، وخليقٌ، وحريٌّ.

[27] مقرم: سيد معظم.

[28] الخزر: النظر بمؤخر العين.

[29] الجخيف: التهدد.

[30] البأو: التكبر.

[31] تخزوني: تقهرني وتسوسني، والبيت لذي الأصبع العدواني، من نونيته في عتاب شخص اسمه عمرو؛ راجعها كاملة في المبحث الثالث من هذا الفصل.

[32] المداجاة: المساترة.

[33] الغفيرة: الغفران.

[34] لا تنشطوا: لا تعقدوا.

[35] العون: جمع عوان، وهي الحرب إذا قوتل فيها المرة بعد المرة.

[36] لا تؤرثوا: لا تُذْكُوا.

[37] الأليلة: الثكل.

[38] أبلاد: آثار.

[39] الزبرج: السحاب.

[40] الذل: الذلة، والقل: القلة.

[41] القعساء: الثابتة.

[42] الحَين: القتل، والموت، والمنية.

[43] تفوِّقهم: تسقيهم.

[44] الذعاف: السم.

[45] المقشم: المخلوط.

[46] لا تستنبثوها: لا تثيروها.

[47] المكشم: المقطوع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة