• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

أهناء أم عزاء ؟!

أهناء أم عزاء ؟!
مصطفى لطفي المنفلوطي


تاريخ الإضافة: 27/1/2014 ميلادي - 26/3/1435 هجري

الزيارات: 6993

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أهَنَاءٌ أم عزاء؟!

 

اختيار: شبكة الألوكة.

الكتاب: النظرات.

المؤلف: مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المَنْفَلُوطي (المتوفى: 1343هـ).

الناشر: دار الآفاق الجديدة.

الطبعة: الطبعة الأولى 1402هـ - 1982م.

عدد الأجزاء: 3.


فارَق مِصْرَ على أثَر الدستور العثماني كثيرٌ مِن فضلاءِ السوريِّين بعدما عمَروا هذه البلادَ بفضائلِهم ومآثرهم، وصيَّروها جنةً زاخرةً بالعلوم والآداب، ولقَّنوا المصريين تلك الدروسَ العاليةَ في الصِّحافة والتأليف والترجمة، وبعدما ما كانوا فينا سُفراءَ خيرٍ بين المدنية الغربية والمدنية الشرقية، يأخُذون من كمال الأُولى ليتمِّموا ما نقَص من الأخرى، وبعدما علَّموا المصريَّ كيف ينشَطُ في العمل, وكيف يجِدُّ ويجتهد في سبيل العيش, وكيف يثبُتُ ويتجلَّدُ في معركةِ الحياةِ.

 

قضَوْا بيننا تلك البرهةَ من الزمان يُحسِنون إلينا فنسيء إليهم, ويعطِفون علينا فنسمِّيهم تارة: دُخَلاء، وأخرى: ثُقَلاء، كأنَّما كنا نحسَبُ أنهم قومٌ من شذَّاذ الآفاقِ، أو نفايات الأمم، جاؤوا إلينا يُصادروننا في أرزاقنا، ويتطفَّلون على موائدنا، ولو أنصفناهم لعرَفْناهم وعرَفْنا أن أكثرَهم من بيوتاتِ المجدِ والشَّرف, وإنما ضاقت بهم حكومةُ الاستبدادِ ذرعًا، وكذلك شأنُ كلِّ حكومة

 

مستبدَّة مع أحرارِ النفوس، وأُباةِ الضَّيم، فأحرَجَتْ صدورَهم، وضيَّقت عليهم مذاهبَهم، ففرُّوا من الظلمِ تاركين وراءَهم شَرَفًا يَنْعَاهم، ومجدًا يبكي عليهم، ونزَلوا بيننا ضيوفًا كرامًا، وأساتذة كبارًا، فما أحسنَّا ضيافتَهم، ولا شكَرْنا لهم نعمتَهم.

 

وبعدُ، فقد مضى ذلك الزمنُ بخيرِه وشرِّه، وأصبحنا اليوم كلما ذكَرْناهم خفقَتْ أفئدتُنا مخافةَ أن يلحقَ باقيهم بماضيهم، فلا نعلَمُ أنشكُرُ للدستور أنْ فرَّج عنهم كربتَهم، وأمَّنهم على أنفسِهم، وردَّهم إلى أوطانِهم، أم ننتقمُ منه أنْ كان سببًا في حرماننا منهم بعد أُنْسِنا بهم، واغتباطِنا بحُسْنِ عِشرتِهم، وجميل مودتِهم؟ ولا ندري هل نحن بين يدَيْ هذا النظامِ العثمانيِّ الجديد في هَنَاءٍ أم في عَزاءٍ؟

 

فيا أيُّها القومُ المودَّعون، والكرامُ الكاتبون.

 

اذكُرونا مِثْلَ ذِكْرانا لكم
رُبَّ ذِكْرى قرَّبَتْ مَن نزَحا
واذكُروا صَبًّا إذا غنَّى بكم
شرِب الدَّمْعَ وعاف القَدَحَا.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة