• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

من دفائن الكنوز (2)

من دفائن الكنوز (2)
الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن


تاريخ الإضافة: 23/2/2013 ميلادي - 13/4/1434 هجري

الزيارات: 6941

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من دفائن الكنوز (2)


كالحب والخضوع، والتعظيم والإنابة والخشية، وغير ذلك من أنواع العبادات والطاعات، لأجل جاههم عند الله، والتماس شفاعتهم للاعتقاد والتدبير والتأثير، كما ظن بعض الجاهلين؛ قال تعالى: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [يونس: 18]الآية، وقال ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الزمر: 43] وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزمر: 3] الآية.

 

فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذا الشرك وكفر أهله، وجهلهم وسَفه أحلامهم، ودعاهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وبيَّن أن مدلولها الالتزام بعبادة الله وحده لا شريك له، والكفر بما يعبد من دون الله هو أصل الدين وقاعدته؛ ولهذا كانت هذه الكلمة كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام، والفارق بين الكافر والمؤمن من الأنام، ولها جردت السيوف وشرع الجهاد، وامتاز الخبيث من طيب العباد، وبها حُقنت الدماء، وعُصمت الأموال، وقد بلغ الشيطان مراده من أكثر الخلق، وصدق عليهم إبليس ظنَّه، فاتبعه الأكثرون، وتركوا ما جاءت به الرسل من دين الله الذي ارتضاه لنفسه، وتلطف الشيطان في التحيل والمكر والمكيدة، حتى أدخل الشرك وعبادة الصالحين وغيرهم على كثير ممن ينتسب إلى دين الإسلام في قالب محبة الصالحين والأنبياء والتشفُّع بهم، وأن لهم جاهًا ومنزلة ينتفع بها من دعاءهم، ولاذَ بحِماهم، وأن من أقر لله وحده بالتدبير، وأعتقد له بالتأثير والخلق والرزق، فهو المسلم ولو دعا غير الله، واستعاذ بغيره، ولاذ بحماه، وأن مجرد شهادة أن لا إله إلا الله، تكفي مثل هذا، وإن لم يقارنها علم ولا عمل ينتفع به، وأن الدعاء والاستغاثة والاستعانة، والحب والتعظيم ونحو ذلك، ليس بعبادة، وإنما العبادة السجود والركوع ونحو هذه الزخرفة والمكيدة، وهذا بعينه هو الذي تقدمت حكايته عن جاهلية العرب.

 

وذكر المفسرون وأهل التاريخ من أهل العلم في سبب حدوث الشرك في قوم نوح مثل هذه المكيدة، فان (ودًّا وسواعًا، ويغوث ويعوق ونسرا)، أسماء رجال صالحين في قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن ينصبوا تماثيلهم ويصوروا صورهم؛ ليكون ذلك أشوق إلى العبادة، وأنشط في الطاعة، فلما هلك من فعل هذا، أوحى الشيطان إلى من بعدهم أن أسلافهم كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر، فعبدوهم لذلك.

 

فأصل الشرك هو تعظيم الصالحين بما لم يشرع والغلو في ذلك، فأتاح الله بمنه في هذه البلاد النجدية والجهات أحبار الإسلام وعلمائه الأعلام، مَن يكشف الشبهة، ويجلو الغمة، وينصح الأمة، ويدعو إلى محض الحق وصريح الدين الذي لا يخالطه ولا يمازجه دين الجاهلية المشركين. فنافح عن دين الله ودعا إلى ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصنف الكتب والرسائل، وانتصب للرد على كل مبطل وما حمل.

 

وعلم من لديه كيف يطلب العلم؟ وأين يطلب؟ وبأي شيء يقهر المشبه المجادل ويغلب؟ واجتمع له من عصابة الإسلام والإيمان طائفة يأخذون عنه، وينتفعون بعلمه، وينصرون الله ورسوله، حتى ظهر واستنار ما دعا إليه، وأشرقت شموس ما عنده من العلم وما لديه، وعلت كلمة الله، حتى غشي إشراقها وضوْءُها كل مبطل ومُماحلٍ، وذلَّ لها كل منافق مجادل، وحقق الله وعده لأوليائه وجنده؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]، وقوله: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [النور: 55] الآية.

 

فزال بحمد الله ما كان بنجد وما يليها من القباب والمشاهد، والمزارات والمغارات، وقطع الأشجار التي يتبرك به العامة، وبعث السعاة لمحو آثار البدع الجاهلية من الأوتاد والتعاليق والتركبات، وألزم الناس بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وسائر الواجبات، وحث من لديه من القضاة والمفتين على تجريد المتابعة لما صحَّ وثبت عن سيد المرسلين، مع الاقتداء في ذلك بأئمة الدين والسلف الصالح المهديين، ونهيهم عن ابتداع قول لم يسبقهم إليه إمام يُقتدى به، أو علم يُهتدى به، وأنكر ما كان عليه الناس في تلك البلاد وغيرها من تعظيم الموالد والأعياد الجاهلية التي لم ينزل في تعظيمها سلطان، ولم يرد به حجة شرعية ولا برهان؛ لأن ذلك فيه من مشابهة للنصارى الضالين في أعيادهم الزمانية والمكانية ما هو باطل مردود في شرع سيد المرسلين، وكذلك أنكر ما أحدثه جهلة المتصوفة وضلال المبتدعة من التدين والتعبد باللهو واللعب، والمكاء والتصدية، والأغاني التي صدهم بها الشيطان عن سماع آيات القرآن، وصاروا بها من أشباه عباد الأوثان الذين قال الله فيهم: ﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ﴾ [الأنفال: 35].

 

وكل من عرَف ما جاء به الرسول، تبيَّن له أن هؤلاء من أضل الفرق وأخبثهم نِحلة وطريقة، والغالب على كثير منهم النفاق وكراهة سماع كلام الله ورسوله.

 

المصدر: مجلة الإصلاح، العدد الحادي عشر، شعبان سنة 1347هـ، ص23





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- معجب
مو لاى عبد القادر - الجزاءر 23-02-2013 02:21 PM

شكرا على المقال

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة