• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

بيهس

مصطفى شيخ مصطفى


تاريخ الإضافة: 4/8/2010 ميلادي - 24/8/1431 هجري

الزيارات: 15765

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بيهس

فزاري من بني غراب

 

هذه قصة لشابٍّ كان سابِعَ إخوته الذُّكور، وُصِف بالحمق، أغار عليهم بَنو أشْجع وكانوا في إبِلِهم في مكانٍ يُقال له: الأثلات، فقتَلوا إخْوتَه جميعًا، وقالوا: دَعُوا هذا الأحْمق فلا تقتلوه؛ فإنَّكم إنْ قتلتموه حُسِب عليكم رجلاً، ولا خير فيه.

 

توجَّهَ إلى قتَلةِ إخوانه وقال لهم: دَعُوني أرافِقكم حتَّى أبْلُغ قومي؛ لأنَّكم إنْ ترَكْتموني هنا أكلَتْني السِّباع أو أهْلكَني العطش، وقد كان هذا الشابُّ عُرِف بطول قدمَيه فلُقِّب بالنَّعامة.

 

سار الشابُّ معهم حتَّى إذا قام قائِمُ الظهيرة نَحروا ناقة، فقال أحدُهم: ظلِّلوا لَحْم جَزُوركم؛ لا يَفْسد.

 

فقال بَيْهَس: "ولكنْ بالأثْلات لَحْم لم يُظلَّل" يعني إخوانَه، فذهَبَت مثَلاً.

 

فقال أحَدُهم: إنِّي لأَسْمع مِن هذا أمرًا يكون وراءه شر، فنَكِرُوه وهَمُّوا بقتْله.

 

فقال زعيمهم: أيُعَدُّ هذا علينا قتيلاً؟! فخَلَّوه؛ لصِغَره وحمقه.

 

استمرُّوا في الشِّوَاء، فقال أحدُهم: ما أطْيبَ يومَنا هذا!

 

فقال بيهس: "لكن على بلدح قوم عَجْفى" فأرسلَها مثَلاً.

 

انفصَل عنهم، قال بعضُهم: كيف يأتي هذا الشقيُّ أهْلَه بغير خفير؟

 

فقال لهم بيهس: دعوني؛ "كفى بالليل خفيرًا"، فأرسلها مثلاً.

 

وأتى أمَّه، فقالت: أين إخوانك؟

 

• قُتِلوا يا أمَّاه، قتَلهم أناسٌ مِن أشْجع.

 

فقالت: ما جاءني بك مِن دون إخْوتك.

فقال: "لو خُيِّرت لاخْترتُ"، فأرسلها مثلاً.

 

ثم إنَّ أمَّه أحبَّتْه وعطفَتْ عليه، فقال الناس: لقد أحبَّتْ أمُّ بيهس بيهسًا، فقال: "ثكِلَ أرْأَمها ولدًا"، فأرسلَها مثلاً.

ثم أصبحت أمُّه تعطيه من ثياب إخْوته، فجَعل يقول: "يا حبَّذا التُّراث لولا الذِّلَّة"، فأرسلها مثلاً

ثم إنَّه مَرَّ بنسْوة من قومه يُصْلِحن امرأةً منهن يُرِدن أن يُهْدِينها لبعض القوم الذين قتَلوا إخوته، فكشف ثوبه عن استه وغَطَّى رأسه، فقُلْن له: ويحك! ما تَصْنع يا بيهس؟ فقال: "أَلْبَس لكلِّ حالة لَبُوسَها؛ إما نعيمها، وإمًا بؤْسها"، فأرسلها مثلاً.

ثم إنَّه أمَر النِّساء من كنانة، فصنَعْنَ له طعامًا فجعل يَأكل ويقول: "حبذا كثرة الأَيدي في غير طعام"، فأرسلها مثلاً.

 

فقالت أمُّه: لا يطْلب هذا بِثَأر أبدًا، فقالت الكنانية: "لا تَأْمَنِي الأحْمق وفي يدِه سكِّين"، فأرسلتها مثلاً.

 

ثم إنَّه أخْبر أنَّ قتَلَة إخوته من أشجع في غار يَشربون، فانْطلق إلى خالٍ له يُقال له: "أبو حنَش"، فقال له: "هل لك في غار فيه ظباء؟ هل لك في غنيمة باردة؟"، فأرسلها مثَلاً، فذهب بِخَاله إلى الغار، فدفعه إلى الغار وقال له: ضربًا أبا حنش، حتَّى قتَلَهم جميعًا.

 

فقالوا: إنَّ أبا حنش بطل.

فقال أبو حنش: "مكْرَهٌ أخوك لا بطَل"، فأرسلها مثلاً.

 

قال المُتَلمِّس:

وَمَا النَّاسُ إلاَّ مَا رَأَوْا وَتَحَدَّثُوا
وَمَا العَجْزُ إِلاَّ أَنْ يُضَامُوا فَيَجْلِسُوا
فَلاَ تَقْبَلَنْ ضَيْمًا مَخَافَةَ مِيتَةٍ
وَمُوتَنْ بِهَا حُرًّا وَجِلْدُكَ أَمْلَسُ
وَمَنْ حَذِرَ الأَيَّامَ مَا حَزَّ نَفْسَهُ
قَصِيرٌ وَرَامَ المَوْتَ بِالسَّيْفِ بَيْهَسُ
نَعَامَةُ لَمَّا صَرَّعَ القَوْمُ رَهْطَهُ
تَبَيَّنَ فِي أَثْوَابِهِ كَيْفَ يَلْبَسُ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- ......
انتصار - السعودية 05/08/2010 12:55 AM

لله درك..

جعلتني أتبسم وأنا بين محنتين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة