• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

عرار

مصطفى شيخ مصطفى


تاريخ الإضافة: 12/7/2010 ميلادي - 1/8/1431 هجري

الزيارات: 47870

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تزوَّج عمرو من حبشية، فولدت له ابنًا سَمَّاه عِرَارًا، وكان عِرَارٌ أسودَ دَميمًا، ثُمَّ تزوج بعدها أمَّ حسَّان حيَّة بنت الحارث، فكانت لعرار خالة، نَما عرار وكبر، وواجه خالته وواجهته، وشتمها وشتمته، وعيرته بسوادِه وآذته، فزاد ذلك من عدائِه لها، واستمرَّ في خلافه لها، ورفع الخلاف إلى أبيه مِرارًا, ضاق الرجلُ ذَرْعًا بزوجه وهي تناصب ابنَه العداء، وضاقت المرأة بزوجها وهو يقف في مُواجَهَتِها وفي صفِّ ابنه، نصح الرجلُ زوجَه، فما نفع النصحُ، وتكلَّم فما نفع الكلام، فهل خضع الرجل لزوجه وقد أحبَّها، أو هل انحاز لها في حربِها مع ابنه؟ وهل توجَّه باللوم إلى ابنه وقد رأى منه كراهيته لخالته؟

لم يَخضعِ الرجلُ لزوجه، ولا انحاز لها، ولا ضربَ ابنَه ولا لامَه, بل عَمَدَ إلى زوجه، فواجهها بكلامٍ نظمه شعرًا، وقال في ذلك قصيدةً جميلةً حَفِظَتْها لنا كتبُ الأدب:

فَوَا نَدَمِي عَلَى الشَّبَابِ وَوَانَدَمْ
نَدِمْتُ وَبَانَ الْيَوْمَ مِنِّي بِغَيْرِ ذَمّْ
وَإِذْ إِخْوَتِي حَوْلِي وَإِذْ أَنَا شَامِخٌ
وَإِذْ لاَ أُجِيبُ الْعَاذِلاَتِ مِنَ الصَّمَمْ
أَرَادَتْ عِرَارًا بِالْهَوَانِ وَمَنْ يُرِدْ
عِرَارًا لَعَمْرِي بِالْهَوَانِ فَقَدْ ظَلَمْ
فَإِنْ كُنْتِ مِنِّي أَوْ تُرِيدِينَ صُحْبَتِي
فَكُونِي لَهُ كَالسَّمْنِ رُبَّتْ لَهُ الْأَدَمْ
وَإِلاَّ فَبِينِي مِثْلَ مَا بَانَ رَاكِبٌ
تَيَمَّمَ خِمْسًا لَيْسَ فِي وِرْدِهِ يَتَمْ
فَإِنَّ عِرَارًا إِنْ يَكُنْ ذَا شَكِيمَةٍ
تَعَافِينَهَا مِنْهُ فَمَا أَمْلِكُ الشِّيَمْ
وَإِنَّ عِرَارًا إِنْ يَكُنْ غَيْرَ وَاضِحٍ
فَإِنِّي أُحِبُّ الْجَوْنَ ذَا الْمَنْكِبِ الْعَمَمْ
وَإِنِّي لَأُعْطِي غَثَّهَا وَسَمِينَهَا
وَأَسْرِي إِذَا مَا اللَّيْلُ ذُو الظُّلَمِ ادْلَهَمّْ
إِذَا الثَّلْجُ أَضْحَى فِي الدِّيَارِ كَأَنَّهُ
مَنَاثِرُ مِلْحٍ فِي السُّهُولِ وَفِي الْأَكَمْ
حِذَارًا عَلَى مَا كَانَ قَدَّمَ وَالِدِي
إِذَا رَوَّحَتْهُمْ حَرْجَفٌ تَطْرُدُ الصِّرَمْ

عروضه من الطويل.

 

فهل ارتدعت المرأة عن غَيِّها؟ وهل سَمِعَتْ كلامَ زوجها؟

لا، لم تسمع كلامَ زوجها، واستمرت في حربها مع ابنه، فما كان من زوجها إلاَّ أن طلقها، طلّقها وهو يُحبها، ونَدِمَ على ذلك ولام نفسه، وقال:

تَذَكَّرَ ذِكْرَى أُمِّ حَسَّانَ فَاقْشَعَرّْ
عَلَى دُبُرٍ لَمَّا تَبَيَّنَ مَا ائْتَمَرْ
فَكِدْتُ أَذُوقُ الْمَوْتَ لَوْ أَنَّ عَاشِقًا
أَمَرَّ بِمُوسَاهُ الشَّوَارِبَ فَانْتَحَرْ
تَذَكَّرْتُهَا وَهْنًا وَقَدْ حَالَ دُونَهَا
رِعَانٌ وَقِيعَانٌ بِهَا الزَّهْرُ وَالشَّجَرْ
فَكُنْتُ كَذَاتِ البَوِّ لَمَّا تَذَكَّرَتْ
لَهَا رُبَعًا حَنَّتْ لِمَعْهَدِهِ سَحَرْ
حِفَاظًا وَلَمْ تَنْزِعْ هَوَايَ أَثِيمَةٌ
كَذِلَكَ شَأْوُ الْمَرْءِ يَخْلِجُهُ القَدَرْ

 

 

أما نسبه كما جاء في الأغاني (11/203):

هو عمرو بن شأس بن عبيد بن ثعلبة بن ذؤيبة بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.

 

كبر عِرَارٌ ونَمَا وأصبح من جُنْدِ الحجَّاج، وخرج على عبدِالملك ابنُ الأشعث، فوقع في أيدي جُنْدِ الحجاج، وقُتِلَ ابنُ الأشعث، وبَعَثَ الحَجَّاجُ برأسِه إلى عبدالملك، فاختار عِرارًا من جنده رسولَه إلى عبدالملك، وحَمَّلَه رسالةً يشرح فيها تفاصيلَ المعركة مع ابن الأشعث، وقف عرارٌ أمام عبدالملك وهو يقرأ الرسالة، فسأل عبدالملك، وأجاب عرارٌ، وسأل وسأل، فأجاب وأجاب، وأعجب الخليفة بمنطق الفتى الأسود، فجعل عبدالملك لا يسأل عن شيءٍ مِنْ أَمْرِ الواقعة، إلاَّ أنبأه به عرار في أصحِّ قول، وأوضح بيان، وبالقليل المختصر من الكلام، فشفاه من الخبر، وملأ أذنه صوابًا، فتمثَّل وعبدُالملك لا يعرفه:

أَرَدْتُ عِرَارًا بِالْهَوَانِ وَمَنْ يُرِدْ
لَعَمْرِي عِرَارًا بِالْهَوَانِ فَقَدْ ظَلَمْ
وَإِنَّ عِرَارًا إِنْ يَكُنْ غَيْرَ وَاضِحٍ
فَإِنِّي أُحِبُّ الجَوْنَ ذَا الْمَنْكِبِ الْعَمَمْ

 

ضحك عِرَارٌ في مجلس الخليفة عندما تَمثَّل بهذا الشعر، وما يُضحكك أيُّها الفتى؟! وقد بدت عليه معالِمُ الغضب، وتَحوَّلت في ثانية واحدة مَعالِمُ الرضا إلى الغضب.

• أتعرف عرارًا أيها الخليفة؟

♦ لا.

• أنا عرار أيها الخليفة.

♦ أنت عرار؟ وتَحوَّل غضب الخليفة إلى رضا ثانيةً، فأدناه منه، وأجزل له العطاء.

 

بقي أن أشير إلى أنَّ قصيدة عمرو بن شأس، التي قالها في ابنه عرار جمعتها من مصادر متعددة، كأمالي القالي (1/219), والأغاني (11/200)، (11/202)، (11/203)، والكامل في الأدب (1/217).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
6- حكمه
عبدالله العولقي - اليمن 06/09/2016 12:18 AM

ما جعلني أبحث عن هذه القصة والقصائد الحكيمة بعد سماعي مقطع للشيخ صالح المغامسي يعرف عقل الرجل من ثلاث
واشكرك علی مجهودك في اختصار القصة وتجميعها

5- شكرا جزيلا
سمية - الجزائر 20/01/2016 12:55 PM

ما جعلني أبحث عن القصيدة هو متابعتي لحكمة الشيخ صالح بن عواد المغامسي... أشكر لكم هذا التوضيح...
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

4- نعم الرجل أبا عرار
الصارم - السعودية 07/08/2015 07:29 AM

مقطع عقل الرجل يُعرف من ثلاثة للمغامسي جعلني أبحث عن القصيدة كاملة وقد أبدع الشيخ وموقع الألوكة في إبرازها بأحلى حلة، ولا ندم على أم حسان إن أبت إلا الولد، فما ذنبه إن كان تزوج أبوه أو قعد .. سيبقى شامخًا عزيزًا متى ما التزم الأدب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

3- بارك الله فيك
عبد الله - الجزائر 12/04/2015 12:32 AM

بارك الله فيك وجعلك كعرار حكمة وشجاعة...كنت أرى درس :عقل الرجل يُعرف من ثلاثة قصة ـ الشيخ صالح المغامسي
فبحث عنها وأرويتَ فضولي ...شكرا

2- رائع
لامعة في الأفق - المملكة العربية السعودية 18/07/2010 12:36 AM

جميله بأحداثها وشعرها

1- و الله أسعدتنا بهذه المقالة
انتصار - السعودية 13/07/2010 11:38 AM

و الله روعة، لا شلت يمينك.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة