• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

الحصين بن حمام

مصطفى شيخ مصطفى


تاريخ الإضافة: 27/6/2010 ميلادي - 16/7/1431 هجري

الزيارات: 49490

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هو مَن اشتهر بأنَّه مانع الضَّيم، وشاركه في هذه الشُّهرة وهذا اللَّقبِ عُروةُ بن الوَرْد العبْسي، قيل: إنَّ ابنه أتى باب معاوية بن أبي سفيان، فقال لآذنه: استأذن لي على أمير المؤمنين، وقُل: ابنُ مانِعِ الضَّيْم، فاستأذن له، فقال له معاوية: وَيْحك! لا يكون هذا إلا ابنَ عروة بنِ الورد العبسيَّ، أو الحُصينِ بنِ الحمام المرِّي، أدْخِله، فلما دخل إليه قال له: ابنُ مَن أنت؟ قال: أنا ابنُ مانع الضيم الحُصَينِ بن الحمام، فقال: صدقْتَ، ورفَع مجلِسَه، وقضى حوائجه.

 

كان سيِّدَ قومه، عزيزًا بنفسه، لا يَعرف الخوف، بالإضافة لذلك كان شاعرَ قومِه وقائدَهم ورائدهم.

 

وللحديث عن هذا الرجل وعن شِعره لا بدَّ مِن البدء بذِكْر مثَلٍ شاع بين الناس، وبيان سببه وقصَّته؛ فقد أدَّى إلى حرب كانت بين شاعرنا وبين قومه.

 

إنَّه الحُصين بنُ الحُمَام بنِ رَبيعةَ بنِ مُسَاب بنِ حَرام بن وائلة بن سهم بن مرَّة بن عوْف بن سعد بن ذِبْيَان بن بغيض بن الريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مُضَر بن نِزَار.

 

كان الحُصَينُ بن الحُمَام سيِّدَ بني سهم بن مُرَّة، وكان خصيلة بن مُرَّة وصرمةُ بن مرة وسهم بن مرة، أمُّهم جميعًا حرقفةُ بنتُ مغنم بنِ عوف بن بلي بن عمرو بن الحاف بنِ قضاعة، فكانوا يدًا واحدةً على مَن سواهم، وكان حصينٌ ذا رأْيِهم وقائدَهم ورائدهم.

 

كان ناسٌ مِن بطْنٍ مِن قضاعة يقال لهم: بنو سلامان بن سعد بن زيد بن الحاف بن قضاعة، وبنو سلامان بن سعد إخوة عذرة بن سعد، وكانوا حلفاء لبني صرمة بن مرة ونزولاً فيهم.

وكان الحُرَقة، وهم بنو حُمَيس بن عامر بن جُهَينة، حلفاء لبني سَهْم بن مرة، وكانوا قومًا يَرمون بالنَّبْل رميًا سديدًا، فسُمُّوا الحُرَقةَ لشدَّة قتالهم، وكانوا نزولاً في حلفائهم بني سهْم بن مُرَّة.

وكان في بني صرمة يهوديٌّ مِن أهل تَيْماء، يُقال له: جهينة بن أبي حمل.

وكان في بني سهم يهودي من أهل وادي القرى، يقال له: غُصَين بن حي، وكانا تاجِرَين في الخمر.

وكان بنو جَوْشن - أهْلُ بيتٍ من عبدالله بن غطفان - جيرانًا لبني صرمة، وكان يتَشاءم بهم، ففَقدوا منهم رجلاً يقال له: خصيلة، كان يَقطع الطريق وحده.

 

وكانت أخته وإخوته يَسألون الناس عنه، ويَنْشدونه في كل مجلس وموسم.

 

فجلس ذات يومٍ أخٌ لذلك المفقود الجوشنِيِّ في بيت غصين بن حَيٍّ جار بني سهم، يَبتاع خمرًا، فبيْنما هو يَشتري إذْ مرَّت أخت المفقود تسأل عن أخيها خصيلة، فقال غصين:

تُسَائِلُ عَنْ أَخِيهَا كُلَّ رَكْبٍ
وَعِنْدَ جُهَيْنَةَ الْخَبَرُ الْيَقِينُ

فأرسلها مثَلاً، يعني بجهينة: نفْسَه، فحَفظ الجوشنيُّ هذا البيتَ، ثم أتاه مِن الغَدِ، فقال له: نَشدتُك الله ودِينَك، هل تَعلم لأخي عِلمًا؟ فقال له: لا ودِيني، لا أعلم، فلما مَضى أخو المفقود تمثَّل:

لَعَمْرُكَ مَا ضَلَّتْ ضَلاَلَ ابْنِ جَوْشَنٍ
حَصَاةٌ بِلَيْلٍ أُلْقِيَتْ وَسْطَ جَنْدَلِ

أراد أنَّ تلك الحصاة يجوز أن تُوجَد، وأنَّ هذا لا يوجد أبدًا، فلما سمع الجوشنِيُّ ذلك ترَكَه، حتى إذا أمسى أتاه فقَتله، وقال الجوشني:

طَعَنْتُ وَقَدْ كَادَ الظَّلاَمُ يَجُنُّنِي
غُصَيْنَ بْنَ حَيٍّ فِي جِوَارِ بَنِي سَهْمِ

فأُتي حصين بن الحمام، فقيل له: إنَّ جارك غُصينًا اليهوديَّ قد قَتله ابنُ جوشن جارُ بني صرمة، فقال حُصين: فاقتلوا اليهودي الذي في جوار بني صرمة، فأتَوْا جُهينة بنَ أبي حمل فقتلوه.

 

فشدَّ بنو صرمة على ثلاثة من حُمَيس بن عامر جيرانِ بني سهم، فقَتلوهم، فقال حصين: اقتلوا مِن جيرانهم بني سلامان ثلاثةَ نفرٍ، ففعلوا.

فاستعَرَ الشَّرُّ بينهم.

 

قال: وكانت بنو صرمة أكثرَ مِن بني سهم رهْطِ الحصين بكثير، فقال لهم الحصين: يا بني صرمة، قتلْتُم جارَنا اليهودي، فقتلنا به جارَكم اليهودي، فقتلتم مِن جيراننا من قُضاعة ثلاثة نفرٍ، وقتلنا من جيرانكم بني سلامان ثلاثة نفر، وبيننا وبينكم رَحِمٌ ماسة قريبة، فمُرُوا جيرانكم من بني سلامان فيَرتحلون عنكم، ونأمر جيراننا من قضاعة فيرتحلون عنَّا جميعًا.

 

فأبى ذلك بنو صرمة، وقالوا: قد قتلتم جارَنا ابنَ جوشن، فلا نفعل حتى نقتل مكانَه رجلاً من جيرانكم؛ فإنك تعلم أنَّكم أقلُّ منَّا عددًا وأذَلُّ، وإنما بنا تَعِزُّون وتُمنعون، فناشدَهم الله والرَّحِم، فأبَوا.

 

وأقبلت الخضر مِن محارب، وكانوا في بني ثعلبة بن سعد، فقالوا: نَشْهد نَهْب بني سَهم إذا انْتهبوا فنُصِيب منهم.

 

وخذَلَت غَطَفانُ كلُّها حصينًا، وكرهوا ما كان من مَنْعه جيرانَه مِن قضاعة، وصافَّهم حُصينٌ الحربَ، وقاتلهم ومعه جيرانه، وأمَرَهم ألا يَزِيدوهم على النَّبْل.

 

وهزمهم الحصين، وكفَّ يده بعدَما أكثَرَ فيهم القتل.

وأبى ذلك البَطْنُ من قُضاعة أن يكفُّوا عن القوم حتى أَثْخنوا فيهم.

 

وكان سنان بن أبي حارثة خذل الناس عنه لعداوته قضاعة، وأحَبَّ سنان أنْ يهُبَّ الحيَّان من قضاعة، وكان عُيَينةُ بنُ حِصن وزَبَّان بنُ سيَّار بن عمرو بن جابر ممَّن خذل عنه أيضًا.

فأجلبت بنو ذبيان على بني سهم مع بني صرمة، وأجلبت محارب بن خصفة معهم.

 

فقال الحُصين بن الحمام في ذلك من الأبيات:

أَلاَ تَقْبَلُونَ النِّصْفَ مِنَّا وَأَنْتُمُ
بَنُو عَمِّنَا لاَ بَلَّ هَامَكُمُ الْقَطْرُ
سَنَأْبَى كَمَا تَأْبَوْنَ حَتَّى تُلِينَكُمْ
صَفَائِحُ بُصْرَى وَالأَسِنَّةُ وَالأَصْرُ
أَيُؤْكَلُ مَوْلاَنَا وَمَوْلَى ابْنِ عَمِّنَا
مُقِيمٌ وَمَنْصُورٌ كَمَا نُصِرَتْ جَسْرُ
فَتِلْكَ الَّتِي لَمْ يَعْلَمِ النَّاسُ أَنَّنِي
خَنَعْتُ لَهَا حَتَّى يُغَيِّبَنِي الْقَبْرُ
فَلَيْتَكُمُ قَدْ حَالَ دُونَ لِقَائِكُمْ
سِنُونَ ثَمَانٍ بَعْدَهَا حِجَجٌ عَشْرُ
أَجَدِّيَ لاَ أَلْقَاكُمُ الدَّهْرَ مَرَّةً
عَلَى مَوْطِنٍ إِلاَّ خُدُودُكُمُ صُعْرُ
إِذَا مَا دُعُوا لِلْبَغْيِ قَامُوا وَأَشْرَقَتْ
وُجُوهُهُمُ وَالرُّشْدُ وِرْدٌ لَهُ نَفْرُ
فَوَاعَجَبًا حَتَّى خُصَيْلَةُ أَصْبَحَتْ
مَوَالِيَ عِزٍّ لاَ تَحِلُّ لَهَا الْخَمْرُ
أَلَمَّا كَشَفْنَا لَأْمَةَ الذُّلِّ عَنْكُمُ
تَجَرَّدْتَ لاَ بِرٌّ جَمِيلٌ وَلاَ شُكْرُ
فَإِنْ يَكُ ظَنِّي صَادِقًا تَجْزِ مِنْكُمُ
جَوَازِي الإِلَهِ وَالْخِيَانَةُ وَالْغَدْرُ

قال: فأقاموا على الحرب والنُّزول على حكمهم، وغاظَتْهم بنو ذِبْيان ومحارب بن خصفة، وكان رئيسُ محارب حميضةَ بن حرملة، ونكصَتْ عن حُصين قبيلتان من بني سهم وخانَتَاه، وهما: عدوان وعبْد عمرو ابنا سهم.

 

فسار حصين، وليس معه مِن بني سهم إلا بنو وائلة بن سهم وحلفاؤهم وهم الحُرَقة، وكان فيهم العَدد، فالتَقَوا بدارة موضوع، فظَفر بهم الحصين وهزَمَهم، وقتل منهم فأكثر.

 

وقال الحصين بن الحمام في ذلك قصيدةً، أختار منها ما جاء في "التَّذْكرة السَّعْدية" (1/5):

تَأَخَّرْتُ أَسْتَبْقِي الْحَيَاةَ فَلَمْ أَجِدْ
لِنَفْسِي حَيَاةً مِثْلَ أَنْ أَتَقَدَّمَا
فَلَسْنَا عَلَى الأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا
وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدِّمَا
وَلَمَّا رَأَيْتُ الصَّبْرَ قَدْ حِيلَ دُونَهَا
وَإِنْ كَانَ يَوْمًا ذَا كَوَاكِبَ مُظْلِمَا
صَبَرْنَا وَكَانَ الصَّبْرُ مِنَّا سَجِيَّةً
بِأَسْيَافِنَا يَقْطَعْنَ كَفًّا وَمِعْصَمَا
نُفَلِّقُ هَامًا مِنْ رِجَالٍ أَعِزَّةٍ
عَلَيْنَا وَهُمْ كَانُوا أَعَقَّ وَأَظْلَمَا
وَلَمَّا رَأَيْتُ الْحُبَّ لَيْسَ بِنَافِعِي
عَمَدْتُ إِلَى الأَمْرِ الَّذِي كَانَ أَحْزَمَا
فَلَسْتُ بَمُبْتَاعِ الْحَيَاةِ بِذِلَّةٍ
وَلاَ مُرْتَقٍ مِنْ خَشْيَةِ الْمَوْتُ سُلَّمَا

بقِيَ أن أذْكُر أنَّ صاحب "ديوان الحماسة" أورد منها بعض الأبيات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة