• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

صدى القوس (العذراء)

صدى القوس (العذراء)
د. أحمد أبو اليزيد


تاريخ الإضافة: 18/10/2025 ميلادي - 26/4/1447 هجري

الزيارات: 453

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صدى القوس (العذراء)

 

مقدمة:

لقد شغلت قضية التراث العربي عقلَ الكثير من أبناء هذه الأمة؛ صالحها وطالحها؛ فمنهم - وللأسف - من كان خنجرًا في خاصرة الأمة، يُشكِّك في تراثها ويدعو لنبذِه، مدَّعيًا - كذبًا وزورًا - أن النظر في التراث يعوق التقدم، ويحول بين الالتحاق برَكب الحضارة، وعلى النقيض، هناك من وقف حارسًا على التراث، يدفع عنه هوام المستشرقين وعواء المستعربين، ثم انبرت طائفة - من حرَّاس التراث - لم تكتفِ بدور الحارس فقط، بل قامت بدور المكتشف لدُرر التراث، والمستخرج لمكنونه وذخائره، والأستاذ - الفذ العلَم - أبو فهر محمود شاكر رحمة الله عليه، كان فريدًا في هذا المجال، فقد كان - رحمه الله - حارسًا أمينًا على تراث الأمة، محقِّقًا له، دافعًا عنه زيف الأباطيل، فنحسبه - والله حسيبه - من هذه الثُّلة المباركة التي ذُكرت في الحديث الشريف: ((يحمل هذا العلمَ من كل خلف عدولُه، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المُبطلين، وتأويل الجاهلين)).

 

والمطَّلع على مؤلفاته الفريدة[1]، لا يملك إلا أن يقع أسيرًا لكلماته وقلمه المبهر؛ فالأستاذ رحمه الله لم يشأ إلا أن يضرب مثالًا فريدًا في التعامل مع التراث العربي، فقد كان بلا أدنى مواربة أحدَ مجددي هذه الأمة في علوم العربية؛ نثرًا وشعرًا، ولا يوجد أكبر من قصيدته الخالدة (القوس العذراء) برهانًا على ذلك.

 

إن المتأمل لقصيدة (القوس العذراء) يجد نفسه أمام نهج منفرد، ربما لم يسبق الأستاذَ إليه أحدٌ، فقد كان رائدًا في التنقيب عن درر التراث وإخراجها مرة أخرى دررًا أكثر عبقًا، وأجمل سحرًا وبيانًا، إن قصيدة (القوس العذراء) - كما قال الأستاذ في كتابه - هي صدى قصيدة الشماخ بن ضرار الغطفاني رضي الله عنه، استخرجها من بطون كتب التراث ثلاثة وعشرين بيتًا، ليبسطها في نحو ثلاثمائة بيت.

 

تدور القصيدة عن القوَّاس، هذا البائس الفقير، المتقن لعمله الذي صنع قوسه واحتفى بها، حتى نشأت بينهما علاقة وثيقة كعلاقة الحبيب بمحبوبته، لكنه في نهاية المطاف باعها بؤسًا وغفلةً، حتى ندم أشد الندم عليها، والقصيدة بديعة في نظمها، فريدة في متنها، جزيلة في ألفاظها وصورها، فهي - إن صحَّ التعبير- أكبر من مجرد قصيدة، بل هي ملحمة شعرية، وكأنها مسرحية شعرية ونثرية في آنٍ واحد؛ فالقصيدة رغم أنها عمودية (على بحر المتقارب) فإنها لا تخضع لكل خصائص الشعر العمودي، فربما تجد في البيت الواحد حوارًا بين أكثر من شخص، دون أن تشعر أن هناك خللًا في بناء القصيدة وبنيتها العروضية، بل وربما تجد أن بيتًا معناه يكتمل في بيت آخر، وهكذا، ولن أستطيع - مهما حاولت - أن أوضح مدى روعة القصيدة وجمالها، وكيف يُشرح الجمال؟! فعلى القارئ أن يرتشف من رحيق القصيدة بنفسه، حتى يدرك جمالها ويسبر غورها.

 

وكما أن الأستاذ الجليل نقَّب في تراث الأمة، أردت أن أقتدي به محاولًا أن أُزيل الغبار عن هذه القصيدة، مذكرًا بها وبروعتها، فهي كما قال أحدهم: (ما زالت عذراء)، لم يمسها الكثير من النقد والتحليل[2] على عِظَمِ ما تستحق.

 

وبرغم أن القصيدة أراد منها الأستاذ شاكر رحمه الله - كما أبان في المقدمة النثرية البديعة للكتاب - أن يضرب مثالًا لحسن العمل وإتقانه، فإنها وقعت في روحي تعبيرًا عن حالة المفتون بعلاقة مع محبوبه، ولا يستطيع منها فرارًا، إن لِوخز الفراق ألمًا، لا يدركه إلا من ذاق لوعة الحب وفُتن بمعشوقه، هكذا كان القوَّاس يوم فراق القوس، فما هي حال القوس يوم فارقت القوَّاس؟

 

وليسمح لي القارئ أن أضع بين يديه بعض الأبيات التي أحاول فيها أن أقتفي أثر الشيخ، فاسمع – إذًا - معي صدى صوت (القوس) بعدما باعها صاحبها.

 

وناديت أذنًا فما أسمعت
وصار نحيبي غثاءً وكل
لقد باعني باعني باعني
ثياب ومال؟! فبئس البدل!
أهُنت عليه؟! وأيامنا
مثالًا يُقال ونعم المثل
أهانت عليه؟! ويا حسرتي!
فصرت أُقاد أجر الذيل
وها قد بُليت بأسرٍ غشوم
ظلوم جهول عظيم الحيل
يطوف البلاد ويُشقي العباد
ويُذكي الحروب، ويغدو ثمل
ينادي جهورًا: هلمَّ إليَّ
تجوب سهامي بحرقٍ وقتل
أطيع إذا ما حناني الوتر
وأطلق سهمي وقلبي ثكل
فبعد ليالي النعيم هناك
أصير كجارية؟ ويح بل
كملك يمين تجيب الندا
إذا قال سيدها تستهل
تلبي الفراش وتأبى العناد
وتخشى العقاب وسوطًا وذل
صدقت خليلي بقول أريب:
بقاء قليل ودنيا دول

 



[1] مثل: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، وأباطيل وأسمار، ونمط صعب ونمط مخيف.

[2] مثل: شعرية القوس للطويرقي، القوس العذراء وقراءة التراث، د. محمد محمد أبو موسى، ومقالات إحسان عباس، وزكي نجيب محمود، ومرئية بديعة للأستاذ كريم حلمي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة