• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

الأدب العربي وحفظ الهوية في زمن العولمة

الأدب العربي وحفظ الهوية في زمن العولمة
ريحان محمدوي


تاريخ الإضافة: 21/9/2025 ميلادي - 29/3/1447 هجري

الزيارات: 143

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأدب العربي وحفظ الهوية في زمن العولمة

 

مقدمة:

الأدب ليس مجرد كلمات منمقة أو صور بلاغية تسعد القارئ لحظةً ثم تمضي، بل هو في حقيقته روح الأمة الناطقة، وذاكرتها الحية، وصوتها الذي يواجه التحديات ويجسد آمالها وآلامها، ومنذ الجاهلية مرورًا بالعصر الإسلامي والعباسي والأندلسي، وصولًا إلى العصر الحديث، كان الأدب العربي سلاحًا فاعلًا في حفظ الهوية العربية والإسلامية، ومجالًا رحبًا لبث القيم الأصيلة ومقاومة محاولات الطمس والتذويب.

 

الأدب في خدمة الهوية عبر التاريخ:

حين نعود إلى بدايات الأدب العربي نجد أن الشعر كان ديوان العرب، يحفظ أنسابهم، ويمجد أمجادهم، ويخلد وقائعهم، ومع مجيء الإسلام تحولت الكلمة إلى رسالة، فأصبح الشعر والخطابة وسيلتين لنصرة الدين وتثبيت العقيدة، وقد كان حسان بن ثابت رضي الله عنه شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم يجاهد بلسانه كما يجاهد الصحابة بسيوفهم.

 

وفي العصر العباسي، ازدهر الأدب وتنوعت فنونه، فكان المتنبي وأبو تمام والبحتري وغيرهم أعلامًا جسدوا روح الأمة، وأعلوا مكانة اللغة العربية التي هي وعاء الهوية، أما في الأندلس، فقد شكَّل الأدب جسرًا للتواصل بين العرب والأوروبيين، وحفظ للعرب وجودهم الثقافي في قلب أوروبا قرونًا عديدة.

 

التحديات المعاصرة للهوية الأدبية:

اليوم، ومع اندفاع العولمة بوسائلها المتعددة، يواجه الأدب العربي تحديات كبيرة؛ من أخطرها:

1- الغزو الثقافي والفكري: حيث تسعى القوى الكبرى لفرض نماذجها وقيمها عبر السينما والرواية والموسيقى، ما يهدد خصوصية الأدب العربي.


2- ضعف اللغة العربية بين الأجيال: نتيجة سيطرة اللغات الأجنبية في التعليم والإعلام، الأمر الذي ينعكس سلبًا على القراءة والكتابة الأدبية.


3- الانبهار بالنماذج الوافدة: إذ يميل بعض الكتَّاب الشباب إلى تقليد الأدب الغربي على حساب الأصالة، فيفقد النص هويته وجذوره.

 

قوة الأدب في حفظ الهوية:

على الرغم من هذه التحديات، فإن الأدب يظل حصنًا منيعًا، إذ يمتلك القدرة على:

• صون اللغة: فاللغة العربية الفصحى تجد في النصوص الأدبية مجالًا للحياة والتجديد.


• إحياء الذاكرة التاريخية: الأدب يعيد إلى الأذهان بطولات الأمة ومآسيها، فلا تنقطع الأجيال عن ماضيها.


• تعزيز القيم الروحية والإنسانية: عبر القصص والروايات والشعر، يظل القارئ العربي متشبعًا بقيم الحق والعدل والحرية.

 

الأدب كمقاومة:

لا يمكن أن نغفل عن دور الأدب المقاوم في فلسطين والجزائر وسائر البلدان التي عانت الاستعمار، لقد كانت الكلمة هناك رصاصة، والقصيدة راية، والرواية صرخة في وجه الاحتلال، وكان الأدب العربي شاهدًا على أن الهوية لا تُمحى، ما دامت هناك أقلام تنبض بالحياة.

 

الأدب جسر للتواصل الحضاري:

الأدب العربي ليس منغلقًا على ذاته، بل هو قادر على أن يكون جسرًا للحوار مع الآخر، شرط أن يقدَّم بلغة العصر دون التفريط في الأصالة؛ فالترجمات، والمهرجانات، والتبادل الثقافي، كلها فرص ليعرِّف العرب العالم بكنوزهم الأدبية العريقة.

 

خاتمة:

إن الهوية العربية ستبقى بخير ما دام الأدب حيًّا في ضمير الكتَّاب وقلوب القرَّاء؛ فالكلمة ليست مجرد زخرف، بل هي وعي ومقاومة وبناء، وفي زمن العولمة، حيث تسعى القوى الكبرى لفرض ثقافتها وهيمنتها، يظل الأدب العربي درعًا واقيًا يربط الماضي بالحاضر، ويحفظ للأمة كرامتها ووجودها.

 

إن مسؤولية الكتَّاب والمثقفين اليوم جسيمة: عليهم أن يجددوا الأدب من الداخل، وأن يقدموه بلغة قادرة على مخاطبة الأجيال، دون أن يتخلوا عن جذوره الأصيلة؛ فالأدب هو الحارس الأمين للهوية، وإذا ضعف الأدب ضعفت الأمة، وإذا قويَ الأدب قويت الهوية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة