• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

بدايات النهضة الأدبية في مصر وأهم عوامل ازدهارها

بدايات النهضة الأدبية في مصر وأهم عوامل ازدهارها
د. شاذلي عبد الغني إسماعيل


تاريخ الإضافة: 9/8/2025 ميلادي - 15/2/1447 هجري

الزيارات: 119

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بدايات النهضة الأدبية في مصر

وأهم عوامل ازدهارها

 

في عام 1213ه، 1798م جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر بقيادة نابليون بونابرت، وعبثًا حاول أن يخدع المصريين بادِّعائه الإسلام، ودفاعه عن السلطان العثماني، وأنه جاء لمحاربة المماليك الظلمة، فقد اشتعلت جمرة الجهاد في المصريين، وساعتها كشف نابليون عن مخالبه، وضرب القاهرة بمدافعه، ودخلت خيوله الأزهر الشريف وقتلوا من وجدوه أمامهم، وداسوا بخيولهم على القرآن الكريم وأحرقوا الكتب، لكن ذلك لم يفتت من عضد المقاومة التي زاد سعيرها في وجه الفرنسيين، وتعاظمت خيبات نابليون بعد عودته كسير النفس مهزومًا من عكا، ثم عاد إلى أورُبَّا بعد أن علم بهزائم الجيش الفرنسي المتلاحقة هناك، وخلفه كليبر الذي قتله الطالب الأزهري سليمان الحلبي، وعقبه مينو الذي أعلن إسلامه وتزوَّج زبيدة المصرية، لكن تحالُف الإنجليز والعثمانيين لم يجعله يهنأ بحكم مصر، فأُرْغِم على الاستسلام عام 1801م.

 

لم تكن الحملة المصرية كلها مساوئ، فرُبَّ ضارة نافعة كما يقولون، فقد أيقظت في المصريين ثقتهم بقدراتهم على المواجهة والصبر والتحدي، وقد فتحت أعينهم على التقدم الذي تمتع به الفرنسيون في النظام الإداري والعلمي والقتالي والفني، وكان نابليون قد أمر بإصدار جريدة (بريد مصر) تلتها جريدة (العشاري المصرية)، وكانتا باللغة الفرنسية، وذهب بعض المؤرخين إلى أن أول جريدة عربية صدرت كانت جريدة (التنبيه) التي أسسها الجنرال مينو 1799م، كما أنشأ الفرنسيون مدرستين لتعليم أبنائهم، ومجمعًا علميًّا ومستشفى، إلى غير ذلك من أشياء أبهرت المصريين وجعلتهم يفكرون كثيرًا في واقعهم الذي يعيشونه، ويرغبون في تغييره، وقد لخص هذه الرغبة الشيخ حسن العطار الذي كان كثيرًا ما يردد: »يجب أن تتغير بلادنا، وعلينا اقتباس العلوم الأوربية الجديدة علينا«.

 

وقد ثار المصريون على الوالي العثماني خورشيد باشا، واستطاعوا عزله، واختاروا محمد علي واليًا عليهم (1220ه ــ 1805م).

 

كان محمد علي يتمتع بقدر كبير من المكر وقدرة عظيمة على استغلال الظروف لصالحه؛ يُروى أنه أمر أحد أتباعه بترجمة كتاب (الأمير) لميكيافيلي، وما فتئ هذا المترجم يصل إلى الصفحة العاشرة حتى أمره بالتوقف؛ لأنه يعرف من الحيل ما لا يخطر ببال ميكيافيلي.

 

بعد أن استقرت الأمور تخلص محمد علي من المماليك بعد أن صالحهم ووعدهم ومناهم في الوقت الذي كان يدبر فيه لقطع دابرهم، وقد فعل ما دبر له بعد أن دعاهم لحفل أقامه لتوديع جيشه، فودعوا جيشه وودعوا الحياة في وقت واحد؛ حيث أجهز عليهم في الواقعة التي عرفت بمذبحة القلعة 1811م، وتخلص محمد علي من الزعامات الشعبية التي كان يلتفُّ الناسُ حولها، واستغل أطماع بعضهم لإشعال فتيل الفتنة، ونفى عمر مكرم الذي كان يمثل حجر عثرة يقف له في تجاوزاته ومظالمه، وبذلك خلت له الساحة، وبدأ في إعداد العدة لتحقيق مآربه في بناء إمبراطورية واسعة يرثها أبناؤه من بعده، فاستعان بالخبرات الأورُبِّية لصناعة نهضة اقتصادية وعسكرية كما قام بإرسال البعثات لأورُبَّا، ومن ثم بدأت عوامل النهضة في مصر.

 

من عوامل النهضة الأدبية:

تتمثل أهم عوامل النهضة الأدبية في التعليم والبعثات إلى أوربا، وظهور الصحف والمجلات، وإرسال البعثات، ونشر التراث القديم، ووجود الأزهر الشريف، وسنبدأ به؛ لأن رجاله كانوا هم واضعي اللَّبِنات الأولى لكل عوامل النهضة.

 

1- الأزهر الشريف:

شاءت عناية الله تعالى أن يبقى الأزهر الشريف منارة شامخة، يحافظ على لغة القرآن، ويعلم قواعد الدين، ويدرس كتاب التراث ويضيف إليها ويشرحها، ومن رحابه يخرج المجاهدون الذين يقاومون المحتل ويتصدون لبغي الطغاة، وكان الأزهر الشريف هو الوجهة الأولى التي التفت إليها محمد علي لتحقيق أحلامه، ومن هنا رأينا أيادي علماء الأزهر تظهر جلية في كل عوامل النهضة الأدبية.

 

ففي الصحف والمجلات كانت جريدة «الوقائع المصرية» التي أنشأها محمد علي يشرف عليها الشيخ حسن العطار مع مجموعة من علماء الأزهر.

 

والشيخ العطار هو أيضًا من أشرف على إنشاء أول المدارس التي عرفتها مصر الحديثة مثل الألسن والطب، وقد كان بعض طلابها من نوابغ طلاب الأزهر.وقد نص في قانون التعليم الابتدائيّ الذي صدر في سنة "1386 هـ" على أن يكون نظار المبتديان من علماء الأزهر.

 

أما بدايات الاضطلاع بمهمة الترجمة، فقد تولَّى أمرها الشيخ الأزهري رفاعة الطهطاوي الذي ترجم ما ترجم عندما كان إمامًا لطلاب البعثة التعليمة في باريس، وعندما عاد أقنع محمد علي بإنشاء مدرسة للترجمة، وكان يختار الكتب التي يترجمها الطلاب ويراجع ترجمتها بنفسه، وقد تولى نظارة قلم الترجمة الذي أُنشِئ عام (1280هـ، 1863م) لترجمة القوانين الفرنسية.

 

كذلك جعل الطهطاوي نصب عينه مهمة إحياء التراث، فأقنع الحكومة بطباعة مجموعة من أهم كتب التراث.

 

وكان من طلبة الأزهر مبتعثون ورؤساء ومحررون للصحف والمجلات ومدرسون وطلاب للمدارس التي أنشئت وموظفون في إدارات الدولة.

 

2- البعثات العلمية:

يذكر الأمير عمر طوسون في كتابه "البعثات العلمية في عهد محمد علي ثم في عهد عباس الأول وسعيد" أن أول بعثة علمية أرسلها محمد علي كانت إلى إيطاليا 1813م، ثم تلتها بعوث علمية أخرى إلى نفس البلد لدراسة الفنون العسكرية وبناء السفن والطباعة، ولم يعرف الكاتب سوى واحد فقط من المبتعثين هو نقولا مسابكي أفندي الذي أرسل ليدرس فن الطباعة، وعندما عاد تولى إدارة مطبعة بولاق، وفي البعثة الثالثة إلى فرنسا سافر أربعون طالبًا تولى إمامتهم في الصلاة رفاعة الطهطاوي الذي كتب له أيضًا أن يكون إمامًا للنهضة المصرية فدرس التاريخ والفلسفة والجغرافيا والأدب، وقرأ لكبار الكُتَّاب الفرنسيين، وترجم من مختلف العلوم والفنون، وصنع كتابه "تلخيص الإبريز في تلخيص باريز" الذي وصف فيه ما رآه في فرنسا مما أثار إعجابه أو انتقاده.

 

وقد عاد المبتعثون يحملون رؤى وعلومًا جديدة، ومن خلال تعبيرهم عن هذه العلوم وتلك الأفكار، ومن خلال التراجم ظهرت اللغة التي تتسم بالسهولة، وتبتعد عن الزخارف البديعية المفتعلة؛ حيث بدأت الأساليب اللغوية تأخذ منحًى مختلفًا يبتعد بها عما شاع في ذلك العصر.

 

3- الاهتمام بالتعليم وافتتاح المدارس:

اهتمَّ محمد علي بالتعليم، وافتتح الكثير من المدارس في الوجه القبلي والبحري، وكان هناك إجبار لأولياء الأمور على إحضار أبنائهم، وكانت الدولة تتكَفَّل بسكن التلاميذ وطعامهم وكسوتهم، وتفرض لهم رواتب شهرية، كما بنى محمد علي العديد من المدارس التخصصية في الطب والهندسة والزراعة واللغات والصناعات إضافة إلى المدرسة الحربية.

 

وإن كان الاهتمام بالتعليم قد بدأت جذوته في الانطفاء في عهد عباس الأول وسعيد اللذين كانا يريان عدم الاهتمام بتعليم أبناء الشعب، ومن مقولات سعيد باشا: "إن تعليم الشعب يؤدي إلى أن يصبح حكمه أمرًا عسيرًا، وأن الأمة الجاهلة أسلس قيادًا في يدي حاكمها" إلا أن تلك الجذوة عادت للتوهُّج في عهد إسماعيل الذي كان يطمح أن يرى القاهرة تضاهي باريس في جمالها ومعالمها الحضارية وثقافة أبنائها.

 

ولقد كان لوجود مدرسة القضاء الشرعي 1907م، ولمدرسة دار العلوم 1872م، وللجامعة المصرية بعد ذلك 1908م، أثر عظيم في النهضة الأدبية واللغوية.

 

4- الصحف والمجلات:

لقد كان للصحافة والمجلات أثر كبير في تطور الصياغة العربية وانطلاقها متحررة من قيود السجع والمحسنات البديعية المتكلفة، لتتسم بالسلاسة فتستوعب العامي والمثقف، وإضافة إلى ما قامت به من نشر الأعمال الأدبية؛ مما جعلها أكثر انتشارًا وتأثيرًا، وكثر معها الأدباء والمهتمون بالأدب، فإنها أيضًا نوَّعت من الأفكار التي يستلهما الأدباء، وفتحت أمامهم آفاقًا لمجالات جديدة؛ وطنية واجتماعية وفكرية وفلسفية، ورأينا الصراعات والنقاشات بين هذه الأفكار تنتشر على صفحات الجرائد والمجلات، وصار للأدب خاصة مساحته التي تتصدر أحيانًا الصفحات الأولى، وقد عبر عن ذلك أمير الشعراء حين قال:

لكلِّ زمانٍ مضى آيةٌ
وآيةُ هذا الزمانِ الصُّحُف
لسانُ البلادِ، ونبضُ العباد
وكهفُ الحقوق وحربُ الجنَف
تسيرُ مسيرَ الضحى في البلاد
إذا العلمُ مزَّق فيها السَّدف
وتمشي تُعلِّمُ في أُمةٍ
كثيرةِ مَنْ لا يخُطُّ الألِف




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة