• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أول العمر

صالح بن عبدالله صالح البيضاني


تاريخ الإضافة: 30/8/2015 ميلادي - 16/11/1436 هجري

الزيارات: 4549

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أول العمر


هنا أكتبُني مِن مداد عمري من الطفولة والتمْييز، فاقرأْني بخبرةٍ وإلا فدَعْني، وابحَث لك عن مهنة أخرى.


في خلدي مكامن لا أبوح بها إلا إن كان العقل المستقبل أكبر مما تتوقَّعون.


هناك تَكمُن آلام وأَمَانٍ وأحلام، وبجانبها ستجدون مكانًا مُسوَّرًا قديمًا، إنه مقبَرة ﻷحداث أيام مضت، أكثر القبور تلك قبورُ همومٍ عانيتها، ومؤلمات واجهتها، وأمنيات دفنتُها ولم تتحقَّق، وستجد مقبرة معزولة قليلاً، تلك هي مقبرة بعض اﻷصدقاء الذين طعنوا صاحبهم في ظهره، أو أفشوا سِرَّه، وخانوا العهد والميثاق، فذبحَهم سكين العدل في رقابهم، ودفنهم دون غسل أو صلاة؛ ﻷنهم شهداء؛ شُهداء الغدر والخيانة.


ستجد هناك أوراقًا يسيل منها مدادُها دمًا، وتراها جراحًا تثعب، هي مَشاريع عمر لم تتحقَّق، أغفلتُها ورميتُها في مخلَّفات النسيان.


في خلدي ستجد لباسًا حريريًّا مطرزًا بسَنا الرقيِّ وفصوص الطموح، ومحبوكًا بغرز المُتعة ومكابدة الهناء، تركتُه دون أن ألبسه؛ فهو مستقبل دراسة طمحتُ أن أنال منها وأحقِّق بها مُناي ثم أرتديه، فعلاً لمَّا أرتده؛ ليس قصيرًا، بل هو فضفاض كبير ليس على مقياسي آنذاك.


في قلبي في الناحية اﻷخرى باكية ثَكلى، وأبناءٌ براعم براهُم الجوعُ وعزَفهم الزمن، كثيرًا ما يبكون، وقليلاً ما يضحكون، إنهم قوم وعدتُهم أن أرفع عنهم العناء وأجاهد لأجلهم، فحقَّقتُ القليل وبقي الكثير.


لو استطعتَ أن تنظر ما مضى، فهلَّا تستطيع أن تنظر هناك، نعم هناك، تقدَّم قليلاً، وتأمَّلْ وحدِّق، أرأيت؟ هل رأيتَ تلك القارورة المجخية المَنكوسة؟ هل ترى قليلاً مِن الماء الذي بقي فيها على فمِها يَقطر على بطن الأرض قليلاً وترى ترابَ اﻷرض مبللاً به متسعًا؟ أتدري ما ذلك؟! إنها اﻷمنيات التي أراقها الشخصُ المُجرم عليَّ، وفيها آمالي ومداد حياتي، إنني أسعى إلى أن أملأها بماء حياة عذب لا كدر فيه، كله طموح ونتاج، وآمال وحقائق، وفكرة وواقع.


لكنك لم تسألني: لماذا ما زال على فمها قليل ماء وقد مَضى عليه زمن؟ الخلل فيك أنت لم تتأمَّل أين تسكن القارورة! نعم؛ تريد أن تعرف؟ ستقول: إنك رأيتها في خلدي، نعم هو ذاك، لكن رأيتَها في مرآة قلبي، وهي ليست هنالك، هي هنا تحت، كأنَّها تتمنى أن تنطق وتقول: دعني أجب عنه بدلاً عن صاحبي!

 

هذه القطرات هي بارقة اﻷمل، وشعاع الحياة الذي سينمو من جديد، ولكن بلون آخر، أتدري لماذا بلون آخر؟ اللون اﻷول مجموعة ألوان اختلطت فتغايرت ونافقت وتكدرت، وما اﻵن إلا لون الحق والصدق والبهاء الذي لا يتغير.. عن النقاء أحدثك يا عزيزي.

 

ليتَك تقرؤني كما أُريد أيها الحاذق العارف!


إياك أن تظنَّ أنك فهمت حتى تعلم مِن أول وَهلة ما نوع المداد الذي بكيتُ به، أقصد: كتبت به، وما هي الحروف؟! من أين لي ريشة الحبر؟ ومن أين كنت أستقي مدادها؟!


هل لاحظت: (أتدري لماذا)، ودندنتي عن (المداد) في هذه الكلمة القصيرة؟ لم تَشعُرْ! إذًا فلاحِظْ، أو كما قلت لك: ابحث لك عن فرصة عمل غير هذه، لن تَبلُغ أن تقرأني!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة