• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حين أشرقت شمس الوحي - قصة قصيرة

حين أشرقت شمس الوحي - قصة قصيرة
د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر


تاريخ الإضافة: 30/9/2025 ميلادي - 8/4/1447 هجري

الزيارات: 94

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حين أشرقت شمس الوحي - قصة قصيرة

 

كان شابًّا نابهًا، ذكيًّا، نقي السريرة، لكنه غافلٌ عن أعظم زاد. عاش عمره بين دفات الكتب ومختبرات التخصص، غارقًا في معادلاته، لا يعرف عن الحياة إلا رموزها العلمية، ولا عن الآخرة إلا كلمات سمعها عرضًا في مواعظ الإذاعة.

 

لم يكن له وردٌ من قرآن، ولا قلبٌ يطرق باب السماء بسجدة، ولا عقلٌ يستضيء بنور الوحي. تمر عليه المواسم العظيمة كأنها أيام عادية، ويبيت الليالي لا يذكر من ربه إلا اسمه عند القَسَم في الامتحانات.

 

ومع ذلك، لم يكن فاسقًا ولا فاجرًا، بل شابٌّ جاد، يحب النجاح، ويتطلع إلى المجد، لكنه كان يحسب أن مفتاح السعادة والعزة في التخصص والنجاح الشخصي، وأن إصلاح العالم يبدأ من "نفسه" فقط.

 

مرت السنوات، ولم يُفتح له.

ثم دارت عجلة الزمان... وبدأت الأحداث تعصف بالمجتمع.

 

أزماتٌ سياسية، انهياراتٌ اقتصادية، تغيرات ثقافية متسارعة. صراعات تملأ الفضاء، وشتائم وأفكار تتساقط عليه من كل اتجاه، ومصطلحاتٌ غريبة تسللت إلى الواقع كالسم الزعاف.

 

ليبرالية، علمانية، نسوية، ماركسية، ديمقراطية، أممية... ضجيجٌ لا ينتهي.

 

قرأ... وقرأ... وقرأ.

 

سهر الليالي يتنقل بين كتب الفكر الغربي، ومحاضرات يوتيوب، ومنتديات الأفكار. كان يظن أنه سيجد عندهم مفتاحًا للنهضة، أو خارطةً للخلاص. كان يعجبه جمال طرحهم، تنميق عباراتهم، سلاسة استدلالاتهم، وتوهج صورهم على الشاشات.

 

لكن كلما اقترب، صُدم. كلما غاص، اختنق.

أين الله في هذا كله؟!

أين الوحي؟!

أين القرآن؟!

أين النبي صلى الله عليه وسلم؟!

 

اكتشف أن القاسم المشترك بين هؤلاء جميعًا — على اختلاف توجهاتهم وتباعد مساراتهم — أنهم أجمعوا على أمرٍ واحد:

إقصاء الإسلام.

 

كلهم — دون استثناء — يريدون أن يقصوا الدين عن الحياة، عن الحكم، عن الاقتصاد، عن الأسرة، عن التعليم، عن السوق، عن الإعلام، عن الهوية، بل عن القلب!

 

في البدء لم يُرِد أن يصدق، لكن الأيام كشفت له أنهم:

يرفعون الشعارات... ويعبدون مصالحهم.

يتكلمون عن الحقوق... ويَدهسون المستضعفين.

يتغنون بالحرية... ويمنعونك أن تتكلم عن ربك.

عاش حيرةً قاتلة، وصراعًا داخليا مُدمرًا.

 

هل هذا هو الطريق؟

هل هؤلاء هم المصلحون؟

كيف السبيل؟ وأين النور؟

حتى جاء اليوم الذي قرر فيه أن يفتح كتاب الله.

 

كان ذلك في ليلة شتوية صامتة... أمسك المصحف بعد انقطاع، كأنه يمسكه لأول مرة، قلبه يرتجف، ودموعه تتسلل دون إذن. قرأ.

 

فإذا النور يتفجر بين يديه...

 

نظامٌ محكم، تشريعٌ رباني، ربٌ عادل، ونبي هادٍ، وأمةٌ مدعوة للخيرية والعز والقيادة.

 

أدرك حينها أن الإسلام ليس فقط دين المسجد، بل دين الحياة. دين العقيدة والسياسة والاقتصاد والتربية والمجتمع.

 

أدرك أنه لا إصلاح بلا وحي.

ولا نهضة بلا قرآن.

ولا حرية بلا عبودية لله.

 

عاد إلى مجالس العلم، بدأ يتعلم، يقرأ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ويسأل أهل الذكر، ويخالط الصالحين. فتح الله عليه شيئًا فشيئًا.

 

وحين قارن بين الصدق في وجوه الدعاة، والإخلاص في أحاديث العلماء، والزهد في دنيا أهل القرآن... وبين التهافت والتكالب على الدنيا من أولئك "المفكرين"... علم أنه ضل الطريق طويلاً.

 

فبكى.

وبكى.

ثم سجد.

 

ومن يومها لم يرفع جبهته عن الأرض إلا وهو يردد:

"اللهم اجعلني من عبادك الذين قلتَ عنهم: ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ [الكهف: 13]."





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة