• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الشعرة البيضاء - قصة قصيرة

الشعرة البيضاء - قصة قصيرة
د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر


تاريخ الإضافة: 10/9/2025 ميلادي - 18/3/1447 هجري

الزيارات: 344

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشعرة البيضاء - قصة قصيرة


استيقظ باكرًا كعادته، ليس حبًّا في الصباح، بل لأن عليه أن ينهض.

 

جسده يتثاقل، ونفسه تئِنُّ، وأفكاره تحاصره:

إلى متى هذا الروتين؟

ما جدوى هذا العمل؟

أين تلك الرسالة التي ينشدها منذ سنوات؟

 

لكن لا وقت للأسئلة.

الساعة تمضي، والمدير لا ينتظر، والمواصلات لا ترحم.

وقف يغسل وجهه على عجَلٍ، فوقع بصره على وجهه في المرآة.

شعرة بيضاء... في لحيته!

اقترب أكثر، بل شعرتان... في العَنْفَقَةِ!

 

تأمل رأسه، فوجد خيوطًا بيضاء متناثرة، كان يراها في رؤوس الآخرين فيتأمل ويشفق، ولم يخطر له أنها ستطرق بابه يومًا.

 

ظل واقفًا أمام المرآة، لم يكن ينظر في وجهه بقدر ما كان يغوص في داخله: "أنا في الرابعة والأربعين من عمري... لم أحقق كثيرًا مما كنت أطمح إليه، خطط مؤجلة، مشاريع لم تبدأ، وأمنيات ضاعت في الزحام".

 

لكن لا مفر، تأخر الوقت.

ارتدى ملابسه وخرج، فالحياة لا تنتظر المتأملين طويلًا.

 

خلال الغداء، مازحه أحد الأصدقاء:

• "شَعرُك شَابَ يا رجل".

 

ضحك الآخر:

• "الشيب من علامات الجمال".

 

لكنَّ صديقًا ثالثًا علَّق:

• "هل تعلم أن بعض العلماء قالوا: إن قول الله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾ [فاطر: 37]، أن (النذير) هنا هو الشيب؟ سمعت الشيخ أبا إسحاق الحويني يقول ذلك".

 

ساد صمت قصير، تبعه كلام وضحك، ثم تفرقوا كلٌّ إلى عمله.

 

لكن هو... لم يعد كما كان.

 

الكلمات تدوي في رأسه: ﴿ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾ [فاطر: 37]، النذير في رأسه، في لحيته... في المرآة كل صباح!

 

عاد إلى بيته شاردًا، تناول عشاءه مع أسرته، ثم دخل غرفته يبحث عن المقطع، فسمع الشيخ يقول:

سأل الفضيل بن عياض رجلًا: كم عمرك؟ قال: ستون سنة.

 

قال: أنت منذ ستين سنة تسير إلى الله، توشك أن تصل.

 

قال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

قال الفضيل: من علم أنه إلى الله راجع، فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسؤول، فليُعِد للسؤال جوابًا.

 

قال الرجل: فما الحيلة؟

قال الفضيل: أحسِنْ فيما بقي، يُغفر لك ما مضى.

 

أغلق المقطع، جلس صامتًا، ثم ببطء، مد يده إلى المصحف، فتحه، ليس كما يفتحه كل مرة، بل فتحه بقلب جديد.

 

قلب تعب من الغفلة، ضاق بسؤال لا ينتهي: "لماذا أعيش؟".

 

قلبٍ بدأ يدرك أن العمر لا يعود، وأن الطريق الحقيقي هو الرجوع إلى الله.

 

غاصت روحه في آيات التوبة، استشعر لأول مرة طعم السَّكينة، وسأل نفسه بصوت خافت:

أما آن لك أن تعود؟

 

الرسالة:

لا تنتظر الشعر الأبيض ليوقظك، لكن إن جاء، فكن ممن يتذكر، ولا تكن من الغافلين.

 

أفِقْ من غفلتك، وافتح مصحفك، وابدأ الرحلة الحقيقية: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ﴾ [الذاريات: 50].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة